حرب “الإغتيالات”..كيف تقرأ إستخبارات الحرس الثوري المشهد؟
كيف قرأ الحرس الثوري الايراني وتحديدا مؤسساته الاستخبارية العمليات الاسرائيلية الاخيرة التي خلطت الاوراق في عمق العاصمة طهران باغتيال العقيد صياد خدائي وهو احد ابرز قادة وحدة العمليات الخارجية في الحرس الايراني ثم تبعتها حسب تقديرات متعددة عمليات اخرى ؟.
يخطر هذا السؤال علي ذهن وعقل وحتى مشاعر الكثيرين خصوصا من اصدقاء محور المقاومة و من اتباع الجمهورية الايرانية في الجوار الاسرائيلي بمعنى في بعض الدول العربية .
وايضا يخطر على ذهن انصار العلاقات المتقدمة بين فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية والحرس الثوري الايراني الذي يقيم علاقات ممتدة وفاعلة جدا مع تشكيلات ومجموعات وكتائب مسلحة في العراق ولبنان واليمن وايضا مؤخرا في قطاع غزة.
وفقا لتقارير معمقة وذات دلالة إستخبارية أبلغ الإيرانيون بانهم ينظرون لعملية اغتيال خدائي والتي اقر الموساد الاسرائيلي بها عندما ابلغ الامريكيين انه وراءها عملية كانت تختلف من حيث المعايير التي يمكن السكوت عليها او عدم السكوت عليها لان هذه العملية تميزت حسب مصدر في الحرس الثوري الايراني في لبنان تحديدا بالوقاحة والجرأة والاستفزاز الشديد.
ليس لان الجنرال خدائي من القادة الاساسيين ولكن لان فرقة الاغتيال الاسرائيلية تجرأت على انتهاك حرمة طهران وتنفيذ تلك العملية النوعية في قلب العاصمة طهران خلافا لعملية اخرى انتهت باغتيال عالم نووي ايراني لكن في اطراف احدى المدن الايرانية وليس في العاصمة طهران.
وبسبب تلك المعايير التي اختلفت يبدو ان الحرس الثوري الايراني قرر الرد على هذه العملية.
لكن وفقا لاليات وما يسمى في المجتمع الاستخباري بالرد الناعم ودون التورط بمواجهة عسكرية حربية مع الاسرائيليين خصوصا في ساحات سياسية رخوة وكانت قد توفرت لدى اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية معلومات عن وجود قائمة لدى الحرس الثوري الايراني باسماء 100 شخصية اسرائيلية على الاقل يفترض ان يتم اغتيالها او وضعت على لائحة وقائمة الاغتيال والرؤوس المطلوبة بالنسبة للحرس الثوري الايراني وهي معلومات اسرائيلية بحتة ابلغت حتى لبعض الخلفاء الاسرائيلين واصدقائها ومن بينهم السلطة الفلسطينية وايضا الحكومة التركية وتحديدا اجهزة المخابرات في الجانبين.
اسرائيل في حالة هوس وهي تبحث عن الطريق التي سيختارها الحرس الثوري للرد خصوصا وان لديها معلومات موثقة بان الايرانيين قرروا الرد فعلا هذه المرة وان المسالة اعتمدت في ارفع مؤسسات الحرس الثوري الايراني وحظيت بالمصادقة.
لكن المعلومات عن 100 شخصية اسرائيلية على راس قائمة الاغتيال تبدو لعوبة او مضللة ولكنها حسب الخبراء تذهب الى اقصى مدى ممكن من الحيطة والحذر بالنسبة للاسرائيليين.
وهو ما تم ابلاغ انقرة ورام الله به عمليا وكذلك بعض اصدقاء اسرائيل في الساحة اللبنانية بعد رصد الاسماء وترشيح الاسماء التي يمكن ان تللاحقها الاجهزة الايرانية في بعض البلدان وتم اختيار تركيا بشكل خاص باعتبارها تشهد زيارات متكررة لمسؤولين اسرائيليين.
لكن من بين الساحات التي يعتقد الاسرائيليون انها قد تكون ساحة مرشحة لتنفيذ اغتيالات للاسرائيليين ولاول مرة دولة الامارات العربية المتحدة ومعها ايضا مملكة البحرين مما دفع لتبادل معلومات امنية مع البلدين على هذا الاساس.
التقديرات الاسرائيلية خلطت كل أوراق العلاقة مع تركيا وبعد ابلاغ السلطات التركية بوجود مخاوف من اغتيال اسرائيليين عاديبن او اسرائيليين بارزين اثناء زيارات الى اسطنبول او انقرة او اي من المدن الرئيسية الاخرى اتخذت احتياطات من الجانب التركي .
لكن المؤسسات التركية حملت اسرائيل عمليا مسؤولية هذا التوتر و التازيم الاستخباري بعد عملية خدائي ولاحقا اعتبر ما قاله الجنرال حسن سلامي رئيس الحرس الثوري الايراني بخصوص ان الانتقام قادم وحتمي دلالة او قرينة على المزاعم الاسرائيلية فيما تؤكد مصادر في المقاومة اللبنانية قريبة جدا من الحرس الثوري بان الرد هذه المرة قادم لا بل حصل فعلا بصورة جزئية لا محالة .
و بان طهران قررت وبكل المستويات عدم تمرير عملية اغتيال خدائي بسبب وقاحتها وجراتها وتجنبا لان تثير مشكلة حتى في الداخل الايراني بسبب تكاثر مطالبات الانتقام والرد.
ايران تراقب ايضا اي جهة يمكن ان تتعاون مع الاسرائيليين في هذا السياق لكن الاجهزة الامنية الاسرائيلية في حالة قلق وفي حالة صداع وتعرضت للملامة حتى من الجانب الامريكي بسبب طبيعة عملية خدائي.
والعنصر الجديد المثير في المسالة برمتها هو احتمال تنفيذ عمليات ايرانية ايضا في بعض دول الخليج ضد الاسرائيليين وقد يشمل الامارات والبحرين وحتى احيانا دولة قطر بالنسبة لاسوا السيناريوهات الاسرائيلية مما يعني بان عملية اغتيال واعدام الجنرال خدائي ليست ككل العمليات السابقة ز
ولا زالت اطيافها واشباحها تحوم حول ملف التصعيد بين ايران واسرائيل والذي يمكن ان يتخذ اكثر من شكل واكثر من تركيبة خصوصا وان تحذيرات المؤسسات الاسرائيلية شملت ايضا شخصيات اسرائيلية يمكن ان تزور مصر وبعض دول المغرب العربي اضافة الى بعض دول جنوب اوروبية وهي تقديرات وردت في تقارير معمقة عدة مرات خلال الاسبوع الماضي.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية