حسم معركة الخرطوم يرسم مسارا جديدا للحرب

اندلعت اشتباكات قوية الأربعاء بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وسط العاصمة الخرطوم وولاية سنار، بينما تمكنت قوات البرهان من استعادة مدينة الدالي، فيما ينضاف هذا المكسب إلى المكاسب التي حققتها بعد حصولها على دعم عسكري.
وقالت مصادر ميدانية، طلبت عدم الكشف عن هوياتها، إن “منطقة وسط الخرطوم شهدت في الصباح الباكر اشتباكات قوية بالأسلحة الثقيلة بين الجيش والدعم السريع”، مضيفة أن “انفجارات قوية دوّت في المنطقة وتصاعدت سحب دخان”.
ومن أكثر من اتجاه تتقدم قوات الجيش منذ أيام نحو وسط الخرطوم، حيث القصر الرئاسي ومقار حكومية، بعد فرض سيطرتها على محيط وسط الخرطوم شرقا وشمالا وغربا.
كما أفاد شهود عيان في وقت سابق بأن اشتباكات قوية اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في محافظة الدالي والمزوم بولاية سنار (جنوب شرق).
وبث ناشطون، على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة تظهر ما يبدو أنهم جنود من الجيش داخل منطقة الدالي والمزوم آخر معاقل الدعم السريع في ولاية سنار، التي سيطرت عليها في يوليو/تموز 2024.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، تمكن الجيش من استعادة سيطرته على معظم ولاية سنار وعاصمتها سنجه.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر بالكامل على مدينة بحري شمالا، ومعظم أنحاء مدينة أم درمان غربا، و75 بالمئة من عمق مدينة الخرطوم التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال الدعم السريع في أحياء شرق المدينة وجنوبها.
ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وفي سياق متصل وقعت قوات الدعم السريع وجماعات متحالفة معها دستورا انتقاليا الثلاثاء، مما يمهد لإنشاء حكومة موازية تهدف إلى تولي زمام الأمور وانتزاع الشرعية الدبلوماسية من فريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة قائد الجيش.
وبينما تخوض الحرب منذ عامين مع الجيش، وجدت قوات الدعم السريع نفسها في الآونة الأخيرة في موقف دفاعي بهذا الصراع الذي تسبب في نزوح جماعي وأزمة جوع شديد ونوبات من القتل على أساس عرقي، فضلا عن عنف جنسي.
ومع احتدام القتال ذكر بيان للجيش أن قوات الدعم السريع شنت الثلاثاء أحدث هجوم لها بطائرات مسيرة بعيدة المدى على البنية التحتية للكهرباء مستهدفة أكبر محطة لتوليد الطاقة في السودان في سد مروي، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في مناطق شاسعة من شمال البلاد.
غير أن الجيش أعلن كذلك عن تحقيق مكاسب في منطقة شرق النيل خلال سعيه لتطويق قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم.
ويهدف الدستور الذي تقوده قوات الدعم السريع إلى أن يحل محل الذي تم توقيعه بعد أن أطاح طرفا الصراع بالرئيس عمر البشير الذي حكم البلاد لفترة طويلة خلال انتفاضة عام 2019.
وينص الدستور الجديد رسميا على تشكيل حكومة، ويرسم خارطة لما يصفه بالدولة الاتحادية العلمانية المقسمة إلى ثمانية أقاليم. كما ينص على وثيقة للحقوق الأساسية تمنح تلك الأقاليم الحق في تقرير المصير إذا لم يتم استيفاء شروط معينة، وأهمها فصل الدين عن الدولة.
ويدعو كذلك إلى إنشاء جيش وطني واحد، على أن يكون الموقعون على اتفاق بمثابة نواة هذا الجيش، فيما يشير إلى الانتخابات باعتبارها نتيجة للفترة الانتقالية، دون تحديد جدول زمني لها.
ميدل إيست أون لاين