تحليلات سياسيةسلايد

حفتر في استعراض قوة بالجنوب.. رسائل للداخل والجوار المضطرب

شنت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الجمعة عملية “عسكرية وأمنية” واسعة النطاق في جنوب ليبيا لطرد مجموعات مسلحة تشادية معارضة في محاولة لبسط الأمن ومنع انتهاك الأراضي الليبية والذي تصاعد خلال العشر سنوات الأخيرة بسبب ضعف وتمزق مؤسسات الدولة كما لا يمكن فصل العملية عن التطورات في النيجر بعد الانقلاب العسكري وتحذيرات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ايكواس بشن عملية عسكرية واسعة او الوضع الامني في السودان.

وقال المتحدث باسم الجيش اللواء أحمد المسماري في بيان إن “القوات المسلحة لن تسمح أن تكون بلادنا منطلقاً لأي جماعات أو تشكيلات مسلحة تشكل تهديداً لجيراننا أو قاعدة انطلاق لأي أعمال غير قانونية”، من دون أن يحدد الجماعات المسلحة المعنيّة.وشدد على ان العملية تاتي “نظراً لما تمر به منطقتنا والاقليم في نطاق دول جنوب الصحراء والساحل من توترات سياسية وامنية واسعة طيلة الأشهر الماضية”.

ونجحت القوات الليبية في بسط سيطرتها على مناطق واسعة في الجنوب الليبي ودحر عدد من التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة لكنها تتعرض بين الحين والآخر لهجمات او عمليات تفجير تقوم بها عناصر تتسلل عبر الحدود فيما يعتقد ان العملية الاخيرة لا يمكن فصلها عن الاحداث والتطورات الامنية والعسكرية والسياسية في النيجر وكذلك تصاعد التوتر في السودان.

ويتخوف الجيش الوطني الليبي من تدهور الوضع الامني وتسلل عناصر ارهابية اذا بدات عملية عسكرية لوحت ايكواس بشنها في حال واصل المجلس العسكري في النيجر التمسك بموقفه والانقلاب على النظام الدستوري واعتقال الرئيس محمد بازوم.

ومن المتوقع ان تستغل الجماعات الجهادية في الساحل والصحراء تدهور الوضع الامني في المنطقة للتنسيق مع الجماعات الجهادية في ليبيا لتهريب اسلحة ومقاتلين وهو ما يسعى الجيش الوطني الليبي لموجهته والتصدي له من خلال تكثيف تواجده على الحدود

ولا يمكن فصل التطورات في الحدود الليبية عما يحدث في السودان خاصة وان البلد يرتبط كذلك بحدود مع الاراضي السودانية حيث لجا عدد كبير من السودانيين الى ليبيا هربا من الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وسط مخاوف من تداعيات انفلات السلاح هنالك على استقرار الوضع الليبي.

وأوضح آمر شعبة الإعلام الحربي في “القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية” خليفة العبيدي، أنه يتم الاستعداد لتنفيذ “عدد من العمليات الأمنية التي تهدف إلى إخلاء وتنظيف أكثر من 2000 وحدة سكنية… بمنطقة أم الأرانب (جنوب غرب)… يسكنها عدد كبير من عناصر المعارضة التشادية وعائلاتهم”.

ومساء الجمعة، نفّذت غارات جوية قرب الحدود مع تشاد أعقبها إرسال قوات على الأرض، بحسب المصدر نفسه.

وكانت الوحدات السكنية غير المكتملة التي احتلها المتمردون التشاديون بالقوة قبل أربع سنوات، مخصّصة أصلا لإيواء عائلات ليبية.

وأوضح العبيدي أن العميد صدام حفتر، نجل المشير خليفة حفتر وقائد قواته البرية، وصل إلى الحدود مع تشاد “للإشراف على العمليات العسكرية” التي تهدف إلى “تطهير” الجنوب الليبي من “العصابات المسلحة”.

وقالت وزارة الدفاع في مناطق سيطرة قوات الجيش الوطني الليبي في بيان إن “هذه العمليات تهدف لتأمين سكان تلك المناطق، من الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات والاتجار بالبشر”.

ولا يمكن فصل العملية عن الرسائل التي يريد حفتر توجيهها الى الداخل الليبي خاصة الميليشيات التي تسببت في تهديد الاستقرار في العاصمة طرابلس والمنطقة الغربية بان الجيش لا يزال يمتلك القوة لفرض الامن في البلد رغم فشله في السيطرة على مدن الغرب في حربه السابقة ابان حكومة الوفاق.

وتشهد ليبيا فوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. وتحكم البلاد حاليا حكومتان متنافستان: واحدة في الغرب برئاسة عبدالحميد الدبيبة وأخرى في الشرق يرأسها أسامة حمّاد بتكليف من البرلمان ودعم من خليفة حفتر.

وتشترك ليبيا وتشاد في حدود يتجاوز طولها ألف كيلومتر ويتواجد متمردون تشاديون على جانبيها شاركوا في الازمات التي عاشتها ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي.

وتشنّ هذه الجماعات المتمردة، الموجودة منذ فترة طويلة في جنوب ليبيا، هجمات منتظمة ضد القوات التشادية. وفي ربيع عام 2021، شنّت هجومًا أدى إلى مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو، والد الرئيس الحالي محمد إدريس ديبي إتنو.

وفي 17 آب/أغسطس، توجه الرئيس التشادي الانتقالي إلى شمال البلد “لتحفيز” قواته بعد “هجوم” على مواقع الجيش شنّته جماعة متمردة.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى