قبل بدء الجولة الحاسمة.. “حماس” تُبلغ الوسطاء: لا تنازلات جديدة
تتجه جميع الأنظار في هذه الأوقات نحو العاصمة القطرية الدوحة، التي تستضيف قمة رباعية (أمريكية-مصرية-قطرية-إسرائيلية) للتباحث في ملف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى بين حركة “حماس” والجانب الإسرائيلي.
ورغم أن جميع التوقعات تصب في خانة “الفشل” نظرًا للتجارب السابقة من مثل هذه اللقاءات، وإصرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على إفشالها في اللحظة الأخيرة ووضع العقبات في طريق إنجاز أي صفقة توقف الحرب الدامية على غزة، وذلك لحسابات داخلية في إسرائيل أبرزها عدم دخول السجن بعد المحاكمة، والحفاظ على حكومته المتطرفة.
تنازل حركة “حماس” عن شرطها وقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل
حركة “حماس” هذه المرة تعاملت مع آخر مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار بغزة بكثير من المجازفة. حين تنازلت عن أهم شرط كانت تضعه والمتمثل بوقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل. والبدء بتنفيذ باقي بنود المبادرة التي طرحها الرئيس جو بايدن قبل أشهر.
ولكن يبدو أن هذا التنازل المفاجئ من قبل حركة “حماس”، لن ولم يكون كافيًا لنتنياهو للموافقة على الصفقة بشكل رسمي، فقد وضع قبل أيام شروط تعجيزية جديدة كفيلة بإفشال الصفقة وعودتها لنقطة الصفر، خاصة بعد تهديد حركة “حماس” بالتراجع في ظل استمرار القصف العنيف على القطاع خلال الأيام الأخيرة.
حركة “حماس”، أبلغت الوسطاء، وفق ما علمته “رأي اليوم”، من مصادر خاصة، بأن التنازل الأخير الذي قدمته سيكون الأخير. ولن تشهد مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار في غزة مستقبلاً أي تنازل من قبل الحركة عن أي شرط لا يلبي طموح المقاومة. وأنه هذه الفرصة قد تكون الأخيرة لنتنياهو لقبول الصفقة أو الاستمرار بحرب ضمن شروط جديدة ستضعها حماس على الطاولة.
مفاوضات تهدئة غزة تمر بمرحلة حساسة وحاسمة للغاية،
ووفق مراقبون، فإن مفاوضات تهدئة غزة تمر بمرحلة حساسة وحاسمة للغاية. وفي حال أفشل نتنياهو هذا التحرك من قبل الوسطاء، فأن الأمور ستتعقد كثيرًا وقد تدخل حرب أخطر وأبشع مراحلها. نظرًا لاستمرار حكومة نتنياهو المتطرفة الدعوة لاستكمال الحرب وتدمير ما تبقى من قطاع غزة دون أي رحمة.
وتلتقي وفود من مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل في الدوحة، الأربعاء، من أجل استئناف محادثات وقف إطلاق النار وصفقة الاسرى في غزة، حسبما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية نقلا عن مصدر مصري بارز.
وأوضح المصدر أن “رئيس الاستخبارات المصرية ونظيره الأميركي سيحضران اجتماع الدوحة”، في مهمة لـ”تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحماس للوصول إلى اتفاق الهدنة في أقرب وقت”.
وقال: “هناك اتفاق حول كثير من النقاط”، مضيفا أن “المفاوضات ستعود إلى القاهرة الخميس”.
موقع “أكسيوس” الإخباري: “إحراز تقدم في المحادثات حول صفقة الاسرى”.
وكان مراسل موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي تحدث عن “إحراز تقدم في المحادثات حول صفقة الاسرى” التي جرت في القاهرة الثلاثاء.
وأوضح أن “إسرائيل تبدي ارتياحها لجولة المحادثات التي جرت في القاهرة، لكنها تحرص على عدم تطور التوقعات بشأن معدل تقدم المفاوضات حول الصفقة، وإمكانية التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة”.
وقال مسؤول إسرائيلي آخر: “نواجه مفاوضات صعبة ومعقدة ستستغرق عدة أسابيع”.
وتقود مصر وقطر جهود الوساطة في الحرب المستمرة منذ 9 أشهر بين إسرائيل وحركة حماس، على أمل إنهاء القتال وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وزار مسؤولون أميركيون كبار المنطقة للضغط من أجل وقف إطلاق النار، بعد أن قدمت حماس تنازلات الأسبوع الماضي. لكن الحركة قالت إن هجوما إسرائيليا جديدا على غزة يهدد محادثات الهدنة في لحظة حاسمة، ودعت الوسطاء إلى كبح جماح نتنياهو.
وعلى مدار أشهر وأمام التعنّت الإسرائيلي بغطاء أمريكي. لم تنجح جهود الوساطة بالتوصل لاتفاق. حيث أعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب حركة حماس بوقف الحرب بشكل كامل.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 126 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء. وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا. وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
وأمام هذه التطور..
هل تنجح هذه المرة مفاوضات التهدئة؟ وهل أخفقت حماس بالتنازل عن شرط وقف العدوان في ظل المفاوضات؟
صحيفة رأي اليوم الالكترونية