حماس والجبهة الديمقراطية تحسمان الجدل: لا اتفاق مع إسرائيل إلا بوقف العدوان الشامل والانسحاب الكامل من قطاع غزة
أكدت حركة “حماس” والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الأربعاء، أنه لا اتفاق مع إسرائيل إلا بـ “وقف العدوان الشامل، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وكسر الحصار، وإعادة الإعمار، وتحقيق صفقة تبادل للأسرى جادة”.
جاء ذلك وفق بيان مشترك أصدرته الحركتان، عقب اجتماع في قطاع غزة وصفتاه بـ”المهم” في ظل “معركة طوفان الأقصى وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القضية والهوية الفلسطينية”.
وأكدت الحركتان أن “اليوم التالي للحرب (بعد أن تضع أوزارها) هو يوم يقرره الشعب الفلسطيني وهو صاحب الحق والولاية الحصرية بشأنه وعلى طاولة الكل الوطني”.
وأضافتا أن “أي قوة مهما كانت خارج إطار الكل الوطني ستعامل معاملة الاحتلال ولن يكون لها مكان على أرض فلسطين”.
وفي الأشهر الماضية، طلبت دول وعلى رأسها الولايات المتحدة مرارا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يقدم خطة لليوم التالي للحرب على غزة.
فيما توجه المعارضة بإسرائيل انتقادات لنتنياهو، متهمة إياه بدخول الحرب دون وضع خطة اليوم التالي، ومبدية رفضها لأي حكم عسكري للقطاع باعتباره سيأتي بـ”خسائر فادحة”.
من جانبه، يتوعد نتنياهو بـ”القضاء” على حماس، ويصر على أنها لن تحكم القطاع بعد انتهاء الحرب، وكذلك السلطة الفلسطينية التي يتهمها بـ”الإرهاب” وفق زعمه، دون توضيح البديل الذي يراه.
وقالت الحركتان: “نؤكد أنه لا اتفاق ولا عقد صفقات مع الاحتلال الصهيوني إلا بتحقيق مطالب شعبنا المتمثلة بوقف العدوان الشامل، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وكسر الحصار، وإعادة الإعمار، وتحقيق صفقة تبادل للأسرى جادة”.
ووصلت المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب وحماس إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وتمسكه بمحوري فيلادلفيا ونتساريم جنوب ووسط القطاع، بينما تطالب حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة وعودة النازحين دون تقييد.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
واتفقت حماس والجبهة الديمقراطية على أن “تنفيذ مقررات اتفاق بكين وما سبقه، خطوة ضرورية لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وإصلاح وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية لتعود إلى دورها الطبيعي في قيادة الشعب الفلسطيني”.
كما أعلنتا “مواصلة التنسيق الثنائي المشترك في كافة المجالات السياسية والعسكرية والميدانية والوطنية لخدمة شعبنا وقضيتنا”.
وشددتا على “حماية الجبهة الداخلية والضرب بيد من حديد على العابثين والمتواطئين والخارجين عن القانون وعن أعراف وتقاليد شعبنا، وعن كل من يحاول الإخلال بالسلم والأمن المجتمعي، أو الفت في عضد الحاضنة الشعبية”.
وقبل نحو شهرين، وقّع ممثلون عن 14 فصيلا فلسطينيا على رأسهم فتح وحماس رسميا على إعلان بكين بشأن إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية” بعد جلسات حوارية استمرت من 21 إلى 23 يوليو/ تموز الماضي تلبية لدعوة من الصين.
وتعاني الساحة الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا منذ عام 2007، حيث تسيطر حماس وحكومة شكلتها على قطاع غزة، في حين تدير الضفة الغربية حكومات تشكلها حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس.
صحيفة رأي اليوم الالكترونية