خفقة القلب 48
من أين آتي بتلك الكلمات كي أتحدث عن حزني وأنا لم يبق لي سوى بقايا من وجبات الحب التي تعاني من سكرات الموت ..مئات الكلمات المبللة بدموعي تتساقط من آهات قلبي وتحتضر أمامي ، الحروف تتدفق من فم قلمي بكل المفردات والمعاني محمّلة بالدموع لتنام فوق السطور !
سخرتُ من نفسي وأنا أقلبُ صفحات دفتر ذاكرتي الذي امتلأ بها ، وأزور صورتها القائمة في ذهني..تكلمتُ ببعض الكلام الممزق الذي تطاير في الريح كورق مهمل .. بالأمس كانت معي تملأ ذاكرتي ويملأ حبها جيوب قلبي، ماذا بقي لدي وقد أعطيتها مفاتيح قلبي والأرقام السرية والمشفرة التي تفتح بها شريحة ذاكرتي ؟!
يا لقسوة الزمن ..هذا الزمن الضرير..هذا الزمن الكسيح .. كلما تذكرتها أبكي بحرقة.. ولكن ماذا يجدي الألم ؟ وما نفع الدموع المالحة ؟
حقاً لقد تركتْ فراغاً في حياتي باتساع السماء لا قدرة لأحد سواها على ملئه..سيبقى طيفها ساكناً في جفوني..إنها ذكرياتي معها ..ألملم خيوطها..تأبى أن تفارقني ..كيف تفارقني وما زال اسمها يعيش على لساني ..كيف تفارقني وقد أدمنت حبها ..كيف تفارقني بعد أن منحتني كلمة المرور إلى قلبها .. كيف تقتل هذا الحب وقد سكن في قلبي زمناً طويلاً وجرى في دمائي مجرى الدم في عروقي ؟!