خفقة القلب 50
نعم لقد تزوجت الفتاة التي أحببتها من أحد أفراد بلدتها، من شاب تفوح منه رائحة النفط !! تزوجت الفتاة التي تسكن رائحتها في نقطة عميقة من قلبي ! تزوجت و أبقتْ على خاتمي في إصبع قلبها !!
تزوجت الفتاة التي تهواها روحي ويشتاق لها قلبي ، تزوجت قبل أن أزرع بين نهديها بذور قبلاتي، وأطعمها من صحن أشواقي ،تزوجت الفتاة قبل أن أجمع خصلات شعرها بيدي وأدفن فيها وجهي ، وأحكي لكل شعرة ألف كلمة حب ، تزوجت من كنت أعيش بنبضات قلبها، وأعتني بجذور حبها ، تزوجت واحتل زوجها غرف قلبها..
لن أجد فتاة بعدها تشغل المساحة الجميلة التي كانت تملأها بداخلي ..ولم أعد أستطيع العيش عند قبور الذكريات !ا
انهارت قواي ، لم أستطع تمالك نفسي، أحزاني صامتة ، رحت أطفئ آلامي بالبكاء ، إنها رحلة النحيب اليومية ،انهمرتْ دموعي بغزارة، استنزفتُ كل دموعي ، استهلكتُ كل الآبار الجوفية لدموعي.
تصّحر بساتين قلبي ، دمعي صار شحيحاً ، صرتُ مهدداً بجفاف ينابيع دمعي ، أصبحتُ بحاجة لشراء دموع صناعية، تساءلتُ هل مازال في مآقيها دموع فتدركني بها ؟!
الأحزان تعانقني ، الشقاء صديقي، وكما قال الماغوط :الفرح ليس مهنتي، والسعادة عدّوي. تمنيتُ لو أن الأرض انشقتْ ولم أعش تلك اللحظات القاسية ، كنتُ أهذي طوال الليل والنهار ، أنطوي على نفسي، أتكلم مع نفسي ،ففي رأسي حوار لا ينقطع ،أجلس وحيداً مع أحزاني وأنيني ، دموع الحزن تحملها بقايا مقلتي، أعانق حزني، يمزقني العذاب، أبكي منفرداً في ظلمات الليل ،أفتح الحنفية وأسمع صوتها كي أشعر أن أحداً مازال معي يشاركني آلامي وأحزاني !