خفقة القلب 51
أصابتني حمّى شديدة..أشعر بغرغرينا حزني تنتشر في أطرافي حتى لتكاد تفتك بي ، فلا أنا قادر على بترها ، ولا أنا قادر على الشفاء منها !
سأموت وجعاً ، الصراع عنيف بين عقلي وقلبي ، سقطتُ طريح الفراش وأنا أشعرُ بألم حاد في قلبي ، وكأن شيئاً مكسوراً في داخلي ، فالقلب الصادق كالكأس الزجاجية الشفافة إن كُسرت قد تجبّر ولكن لا يزول أثر الكسر أبداً، قد يكفل الزمان بمداواة جراح القلب ، ومع ذلك يبقى الجرح غائراً لا يشعر به سواه !خلعت آهاتي قلبي ، ولم أعد أستطع الوقوف على قدميّ ، ورحت أقف على أرجل كلماتي التي رافقها الدمع !!
فارقتني من فرشتُ لها قلبي منزلاً ، من كانت تسكن قلبي، وتعربش على أسواره كشجرة الياسمين التي ترتمي وتطّلّ من أسوار بيتها ،بعد أن ضاقت ذرعاً بالجدران وراحت تتفرج على ما يحدث في الخارج لتغري المارة بقطف أزهارها أو جمع ما تبعثر من ياسمين أرضاً !
فارقتني من حملتها بين سطور كتاباتي وأصبحتْ جزءاً من حياتي . تزوجت ودسّتْ الخاتم في إصبع يدها وكأنه قيد أطبق على يدها ، لكنها أبقتْ على خاتمي في إصبع قلبها !
لبستْ السنسال وكأنه حبل لف على عنقها ! عقدتْ عقد القران مع الجسد، ولم تعقده مع القلب والروح! فراقها أصاب قلبي..أصبح قلبي كسفينة مثقوبة تبحث عن خلاصها ، وأصبحتُ في عداد الأموات مثل حبة مطر تبرأت منها الغيوم وغابت في الأفق البعيد !
ما أصعب ألم الفراق إنه يؤجج نار العشق ! بحثتُ عن قلبي هل مازال مكانه بين أضلعي ؟ تساءلتُ كيف سأعيش بلا شمس ولا قمر ولا نجوم ولا هواء ولا ماء ؟ كيف سأعيش بلا حبيبة تتذكرني وتواسيني ، وبلا ذراع يضمني ، وبلا صوت يهمس لي ، وبلا خفقات بين ضلوعي ؟
يؤلمني هذا الفراق .. سألتُ شراييني وأوردتي عنها.. سألتُ كريات الدم الحمراء والبيضاء عنها والتي أصبحت صفراء!
أحترقْ .. أذوبْ .. أضيعْ..الابتسامة تهرب من شفتي..الأفراح تتساقط من أيامي ..الآهات دفنتها في صدري.. أجد أمامي آلاف الكلمات الحزينة تجتمع وتزحف نحوي!
اشتبك القلم والورقة في ملحمة ..عجزتْ كلماتي .. تشققتْ حروفها.. رفقاً بجروح الكلمات.. معذرة.. لم أشأ أن تكون كلماتي تحمل بين طياتها حزن البشرية جمعاء !