خفقة القلب 64
كان ذهني شارداً في التفكير بها، وكأن العالم بأسره قد خلا من النساء سواها ، شعرتُ بموقع النظرة المسددة نحوي ،مثلما كنت أشعر بموقع الشمس مني دون أن أراها ، ورحتُ أبذل جهداً شديداً كي أتمالك أعصابي، أُصغي إليها لأنني تشوقت إلى صوتها ، أنظر إليها لأنني تشوقت إلى وجهها ، أغمض عيني فيراها قلبي ،نظرت إلى بؤبؤ عينيها أبحث عني !.
سألتها عني ، وسألتني عنها !! تحدثنا كي نطيل عمر أصواتنا، أمطرتها بجمل قصيرة لا تغطي سوى ركبتي الكلمات !
رحتُ أتكلم دون توقف كأنني أريد انهاء مخزون الكلمات الذي حبسته في صدري طيلة تلك السنوات ، مرت قرون من الأحاديث والتذكارات مرور ظل الأغصان على الأشجار، شعرت وأنا أضغط على يدها مودعاً بدمعة تتحرك في مجرى الدموع من قلبي ، فقرضت على أسناني لمنعها من الصعود إلى حجرة عيني ، ونظرت إلى عينيها المنذرتين بالبكاء ، فنازعني قلبي للبقاء معها ،لكنني قاومت عاطفتي وودعتها بكلمات بقيت معلقة في الهواء وكأنني أودّع قلبي وروحي وبعض أعضاء جسدي!
قلتُ في نفسي ليتني أملأ رئتيّ بعبيرها وأسكنها شهيقاً دون أن تطردني زفيراً من بين أنفاسها ! في نهاية حفل الزفاف صافحتُ بعض المدعوين مودعاً بصوت رطبته الدموع والسعادة، ابتلعتُ ريق كلماتي ،ورحتُ أرسم الابتسامة وأعالج دمعة لا أدري كيف أخفيها دون أن أعي شيئاً مما أقوله وأفعله!