خلافاتُ حادّةٌ بالأجهزة الأمنيّة: الضربات بسوريّة فاشِلة وإيران تُواصِل ترسيخ وجودها بالمنطقة..
رأى المُستشرق د. تسفي بارئيل، مُحلِّل الشؤون العربيّة والشرق أوسطيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، أنّه في الوقت الذي يُواصِل فيه جيش الاحتلال الإسرائيليّ تنفيذ هجماته في سوريّة، تستمِّر إيران في ترسيخ مكانتها في منطقة الشرق الأوسط، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه على خلفية تجديد العلاقات السعوديّة الإيرانيّة، فإنّ طهران ملزمة ملائمة مواقفها لتلك المواقف السعوديّة، التي كانت حتى الأمس القريب من ألذ أعدائها، زاعمًا أنّ من غير المعروف حتى اللحظة فيما إذا كانت الجمهوريّة الإسلاميّة على استعدادٍ لدفع الأثمان الباهظة، على حدّ تعبيره.
مع ذلك، شدّدّ المُستشرِق في تحليله على أنّ التغييرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط من شأنها أنْ تؤدّي إلى تقليل حريّة عمل سلاح الجوّ الإسرائيليّ في سوريّة، وحتى وقفه كليًّا، على حدّ تعبيره.
المستشرق أوضح أنّه في حال تحقيق الخطوات التي تعكِف السعوديّة على إخراجها إلى حيِّز التنفيذ، فإنّ سوريّة ستتحوَّل لدولةٍ سياديّةٍ، التي تتمتّع بالدعم السعوديّ، علمًا أنّ تركيّا ستُوافِق على الانسحاب، كما أنّه من غير المُستبعد بتاتًا أنْ تقوم روسيا بإعادة النظر في سياستها التي تتغاضى عن الهجمات الإسرائيليّة في سوريّة، كما أكّد المُستشرق بارئيل.
إلى ذلك، وبعد مرور قرابة الشهر على إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه شمال الكيان، فقد شهدت الساحة الإسرائيليّة خلافات متصاعدة بين أجهزتها الأمنية، فبينما أصرّت شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال على أنّ حزب الله لم يكن يعلم بأمر القصف الصاروخي الذي أطلقته الجماعات الفلسطينية، فقد زعم جهاز الموساد عكس ذلك. فيما حذر مسؤولون أمنيون من أنّ المحور المُعادي للاحتلال يعمل على إنشاء شبكةٍ متطورّةٍ.
ونقلاً عن مصادر وزانةٍ في المنظومة الأمنيّة بدولة الاحتلال، كشف أمير بوحبوط المراسل العسكريّ لموقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، كشف النقاب عن أنّ “مسؤولين في المؤسسة العسكرية أشاروا إلى خلافٍ جوهريٍّ بين جهازيْ أمان، أيْ شُعبة الاستخبارات العسكريّة، والموساد، الاستخبارات الخارجيّة، بشأن تقييم سياسة المحور الذي تقوده إيران وحزب الله تجاه إسرائيل، وبحسب المعلومات التي حصل عليها الموقع، فإنّ انقسام الجهازيْن يتركّز حول تورّط حزب الله في إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل قبل أسابيع قليلة خلال عيد الفصح لدى اليهود”.
وأضاف المُحلِّل، نقلاً عن ذات المصادر، أنّ “الخلاف تركّز بين الجهازيْن حول مدى علم حزب الله بأمر القصف الصاروخيّ من قبل الجماعات الفلسطينيّة، فيما زعم الموساد عكس ذلك، وفي النهاية تبنّى وزير الأمن يوآف غالانط تقييمًا ما”.
وتابع: “أمّا تقدير الموساد للموضوع فقد رُفض، وبصورة لافتة، وفي هذا السياق حذر المسؤولون الأمنيون الذين تحدثوا للموقع من أنّ المحور الإقليميّ الذي يضُمّ إيران وحزب الله وسوريّة وحماس، وغيرها من الجهات، يعمل على إنشاء شبكةٍ من أنظمة الرادار الإيرانية المتطورّة في المنطقة”.
علاوة على ما جاء أعلاه، شدّدّ المُحلِّل على أنّ “هذه الشبكة ستشكل بنيةً تحتيةً للإنذار ضدّ هجومٍ مستقبليٍّ للقوّات الجويّة الإسرائيليّة في إيران، لكنّها ستجعل من الصعب على القوات الجويّة تنفيذ هجماتٍ في سوريّة. وعلى المستوى العام فضلّت المؤسسة الأمنية فصل حزب الله عن إطلاق الصواريخ، وادعت أنّ خلايا فلسطينية أطلقتها، دون تدخلٍ أوْ إبلاغٍ حزب الله“.
كما أوضح بوحبوط أنّه “بعد أسبوعٍ من الهجوم المذكور، ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكيّة أنّ قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوريّ الإيرانيّ إسماعيل قاآني عقد سلسلة لقاءاتٍ سريّةٍ مع قادة حماس وحزب الله والجهاد الإسلاميّ في السفارة الإيرانية في بيروت للتنسيق معهم بشأن الهجوم الصاروخيّ من لبنان إلى إسرائيل خلال عيد الفصح، وتمّ الاتفاق على تفاصيل القصف الصاروخيّ من لبنان، الذي نسبته إسرائيل لحماس، وقال قاآني لمحاوريه إنّ إيران حصلت على معلوماتٍ حول خطط إسرائيل للعمل ضد حماس والجهاد في سوريّة ولبنان“، على ما أكّدته المصادر الإسرائيليّة.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية