ديفيد فريدمان مُهندس «اتفاقيات ابراهام»
«صلوا من أجل السلام في القدس، يَسترح محبوك». بهذا الاقتباس المُحرف عن سفر المزامير (اسألوا سلامة أورشليم: ليسترح محبوك – المزامير 122/6) يبدأ ديفيد فريدمان السفير الأميركي السابق في «إسرائيل» خلال عهد الرئيس دونالد ترامب، كتابه Sledgehammer: How Breaking with the Past Brought Peace to the Middle East (هاربر كولينز ــ 2022) ليتناول قصة اتفاقيات السلام التي تمت بين تل أبيب ودول عربية عدة (الإمارات العربية المتحدة، البحرين، المغرب، السودان…) في ما عُرف باتفاقيّات إبراهام.
يحمل عنوان الكتاب «مطرقة ثقيلة» استعارة عن مُشاركة فريدمان في هدم جِدار أمام نفق إسرائيلي في بلدة سلوان الفلسطينية في القدس الشرقية. إذ يُزعَم أن هذا النفق كان طريقاً للحج إلى المعبد اليهودي الثاني في القدس قبل نحو ألفَي عام. وكانت هذه الاستعارة «إشارة إلهيّة» على حد وصف فريدمان، ليتبع طريق النبي إشعياء الذي حرص على الدعوة للسلام قائلاً: «فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ، فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكاً وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفاً، وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ» (إش 2: 4). ما يعني أن على السفير التخلي عن النهج المُهادن لإدارة أوباما واستخدام نهج صارم لتذليل عقبات السلام ولو عن طريق السحق تحت مطرقة ثقيلة.
ينتقل فريدمان ليُعلن عن صهيونيته منذ الطفولة. أمه وأبوه ولدا في الولايات المتحدة، ولم يعيشا أزمة الهولوكوست، بينما مات أقاربهما الأقل حظاً في حرب هتلر ضد اليهود. شكل هذا وعيه الشخصي، بينما كان والده ملتزماً بشدة بإقامة وطن للشعب اليهودي وأصبح حاخاماً لتحقيق هذا.
خلال السبعينيات من القرن الماضي، لعب والد فريدمان دوراً كبيراً مع البعثة السوفياتية في مانهاتن للمطالبة بالسماح لسفر اليهود الروس. وقد رافق سفير المستقبل والده عندما كان في سن الثانية عشرة لتلك الفعاليات وشاهد حتى اعتقال الأب عندما رفض أن يُنهي اعتصاماً مُتعلقاً بالمطالبة بدعم لإسرائيل.
كانت رحلة فريدمان الأولى إلى «إسرائيل» عام 1971 عندما بلغ 13 عاماً، ليكتب عنها أنه «رأى شعباً فخوراً بأمته اليهودية، يمتلك ثقة بالنفس وطموحاً جماعياً لا يعرفه يهود الشتات». كان الحدث المفصلي في تحيّزه لإسرائيل عام 1972 عندما شاهد مقتل 11 إسرائيلياً في أولمبياد ميونخ بينما «سمحت السلطات الألمانية للمُنفذين بالفرار» على حد وصفه. وقتها سمع أباه يقول بمرارة إنّ هذا العالم «يُحبّ اليهود موتى». ومِن هنا قرر فريدمان أن يُكمل مسيرة والده ليفني حياته دفاعاً عن إسرائيل.
صار سفير الولايات المتحدة ووسيطها المفاوض في ما سُمي عمليات سلام، داعماً ومتحمّساً للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، ولم يكن يريد حتى الحفاظ على الوضع القائم وفقاً لاتّفاقات أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين في التسعينيات، إذ يعتبر فريدمان أنّ تنازل معظم الأميركيين الليبراليين، خصوصاً اليهود منهم، عن الضفة الغربية وما يُعرف بمنطقتَي يهودا والسامرا كوسيلة لتحقيق حل الدولتين، هو تجاهل لأهميتهما التوراتية والتاريخية والأمنية.
يتهم فريدمان الإدارات الأميركية المُتعاقبة، وخصوصاً الديموقراطية منها، بأنها تجاهلت ما وصفه بـ «الحقائق المزعجة للإرهاب والتحريض الفلسطيني»، حيث لا معنى لعقد سلام مع «مجموعات إرهابية تواصل السعي لتدمير إسرائيل، وتنتهك حقوق الإنسان لشعوبها وفي حالة صراع دائم مع بعضها البعض». يذهب أبعد من ذلك، حين يهاجم ادعاءات التيارات اليسارية الإسرائيلية التي تستند إلى إرث رئيس الوزراء إسحاق رابين، الذي اغتيل عام 1995 على يد إرهابي يهودي من اليمين المتطرف، بأنه كان سيوافق على أهدافها التقدمية.
«لكن إسحاق رابين لم يكن يهدف إلّا إلى تهدئة الإرهاب، فهو أحد الجنرالات الأكثر حزماً في تاريخ إسرائيل، وقد أوضح رئيس الوزراء للكنيست أن اتفاقيات أوسلو ستقود إلى اتفاق يؤدي إلى إنشاء «كيان فلسطيني» سيكون «أقل من دولة»، مع احتفاظ إسرائيل بجزء كبير من يهودا والسامرا»، هكذا لخّص فريدمان نظرته إلى أوسلو التي اعتبرها متوافقة مع رؤيته مِن أجل السلام التي روّج لها في أوائل عام 2020.
خلال رحلة الرئيس أوباما الأولى إلى الشرق الأوسط حيث تم استبعاد إسرائيل، والحديث في القاهرة بصيغة اعتذاريّة عن سياسات واشنطن ضد العرب، شعر فريدمان بالغضب وبدأ في كتابة عمود صحافي في Israel National News وهي مطبوعة يمينية على الإنترنت، آملاً في تقديم وسيلة مسموعة لدعم إسرائيل.
جادل فريدمان بأنّ الليبراليين الأميركيين الديموقراطيين والإدارة التي خدموها، ليس لديهم أدنى فكرة عن كيفية المضي قدماً في الشرق الأوسط. لقد اعتبرهم محاوروهم ـــ من إيران إلى سوريا إلى الفلسطينيين ــ ضعفاء وأغبياء. قبلوا الكلمات والابتسامات على أنها إشارات ذات مغزى لحسن النية. لذا، أولى أهمية أكبر لسياسة القوة التي اعتبرها السبيل الوحيد إلى «السلام».
مع تولي فريدمان مهام منصبه في القدس، رغب في تسريع نقل السفارة الأميركية إلى القدس، على أن تتم مناقشة ذلك خلال زيارة الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب. تأسست القنصلية الأميركية عوضاً عن سفارة عام 1844، أي قبل 104 سنوات من إنشاء الكيان العبري، على يد الصهاينة المسيحيين الأميركيين عندما كانت القدس تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية. وعندما أصبحت «إسرائيل» دولة مستقلة بقوة السلاح، ظلت القنصلية على النظرية القائلة بأن القدس ستبقى كياناً منفصلاً/ هيئة منفصلة. بالطبع، في تلك الأيام، كانت القدس مقسّمة بين «إسرائيل» والأردن. لكن بعد اتفاقيات أوسلو عام 1993، فكرت وزارة الخارجية في تحويل قنصلية القدس إلى بعثة فعلية للفلسطينيين. كانت فكرة مقلقة لرافضي عملية السلام أن يصبح للفلسطينيين سفارات ممثلة في أراض تخضع لهم. ولهذا رغب الصهاينة بإنهاء هذه الفكرة حال الحديث عن أي مفاوضات سلام مقبلة.
بدأت السياسات المتطرفة للسفير الأميركي تزعج حتى وزارة الخارجية الأميركية. فقد ضغط للاعتراف بالقدس عاصمة لـ «إسرائيل» ثم تولى شخصياً عملية بناء السفارة، بالإضافة إلى رغبته المتكررة بزيارة أماكن تصنّف وفقاً للقانون الدولي بأنها تحت الاحتلال. تجاهل السفير نصائح زملائه في الدائرة المقربة في تل أبيب، حتى قرر موظف كبير في وزارة الخارجية الاتصال به وتقديم النصيحة التالية: «السيد السفير، لا تكن يهودياً جداً، أنت تمثل الولايات المتحدة الأميركية، قلل من اليهودية في عملك».
في 13 تموز (يوليو) 2018، تلقّى فريدمان بريداً إلكترونياً من «مجلس الأمن القومي». بالتزامن مع تواجد الرئيس ترامب في لندن للقاء رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي طلبت من الرئيس أن ينقل إلى حكومة «إسرائيل» نداءً للمساعدة في إنقاذ مجموعة إنسانية سوريّة تسمى «الخوذ البيضاء». وفق ما ورد في البرقية، «يودّ الرئيس منكم العمل مع إسرائيل للتخطيط لعملية الإجلاء، بينما نعمل على المضي قدماً، لدينا التزام من كندا لأخذ الجزء الأكبر منهم».
كان فريدمان مُتأكداً بأنّ هذه العملية ستُغضب الروس، الذين حافظت إسرائيل معهم على توازن دقيق في سوريا. لكن بعد مشاورات مع واشنطن وسفير المملكة المتحدة في «إسرائيل»، أكد فريدمان للإسرائيليين بأنّ أميركا والمملكة المتحدة ستبلغان الروس، بمجرد اكتمال العملية، وأن تل أبيب تتصرف بناءً على طلب تلك الدول.
بدأت القضايا العمليّاتية تتركز حول الأردن. وقد تم التأكيد للأردن بأنّ استضافته لهؤلاء اللاجئين الـ 700 مِن «الخوذ البيضاء» ستكون قصيرة بما يكفي لمعالجة عملية التحاقهم بكندا أو دول مضيفة أخرى. وبحلول 18 تموز (يوليو)، كانت كندا قد تراجعت عن حجم الاستيعاب المقصود، ما أغضب فريدمان لأنّه أكد للأردنيين التزام كندا. لكن سرعان ما نجح في إشراك المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والسويد لتوزيع اللاجئين.
في 21 تموز، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية الإنقاذ، بالتنسيق مع السفارة الأميركية التي كانت تُطلع مجلس الأمن القومي على آخر المستجدات. في حوالى منتصف الليل، عبرت «إسرائيل» الحدود إلى سوريا بقافلة مسلّحة من الحافلات وأنقذت نحو 430 من «الخوذ البيضاء» وعائلاتهم. وتم احتجاز 300 آخرين ممّن تم تحديد هويتهم للإنقاذ في بلدات محظورة التجوال ولم يتمكنوا من الوصول إلى نقطة الالتقاء.
افتخر السفير الأميركي بأنه منذ عام 2016، وكجزء مِن برنامج يُعرف باسم «عملية حسن الجوار»، قبلت «إسرائيل» الأطفال السوريين في مستشفياتها الشمالية، وقدمت العلاج، وأعادتهم إلى عائلاتهم. كما أرسلت إسرائيل أطناناً كثيرة من الإمدادات لم يحدّد طبيعتها. لكن هذه كانت المرة الأولى التي تتدخل فيها تل أبيب وترسل قوّاتها عبر الحدود. ويكون هو الشخص الذي نسّق لهذه العملية.
في أوائل صيف عام 2019، طُرحت خطة ترامب للسلام. وفي نهاية شهر حزيران (يونيو)، حضر جاريد كوشنر «مؤتمر السلام من أجل الازدهار» في البحرين، الذي جمع قادة الحكومات ورجال الأعمال مِن الولايات المتحدة وإسرائيل والخليج. على الرغم من أن الموضوع الوحيد للمؤتمر كان تحقيق التقدم المالي والاقتصادي للفلسطينيين، إلا أن السلطة الفلسطينية قاطعت الحدث. مع ذلك، حضر المؤتمر بعض قادة الأعمال الفلسطينيين وأظهروا أن القطاعين العام والخاص في العالم يقفان على أهبة الاستعداد للمساعدة إذا أمكن في إيجاد حل سياسي.
خلال عام 2020، كان الرئيس ترامب قد دخل بعمق في حملة ولايته الثانية، وأدرك فريدمان وكوشنر استحالة إطلاق الرؤية من أجل السلام. تفاوضا أولاً مع نتنياهو، وفهم الأخير تماماً التوقيت والمخاطر التي قد تضيّع من هذه الفرصة. كما تفهّم المخاطر السياسية. وطلب موافقة واشنطن على السيادة الإسرائيلية داخل يهودا والسامرا التي تم تخصيصها لإسرائيل بموجب الخطة (وهي مساحة تبلغ حوالى 30%) ووادي الأردن. اقترح فريدمان أنه مقابل اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية، سيحتاج رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الالتزام بالتفاوض حول الخطة مع الفلسطينيين.
وصف يوفال شتاينتس العضو البارز في الليكود ووزير الطاقة آنذاك أنّ هناك توافقاً نادراً بين رؤية السلام لليمين الإسرائيلي واليسار المتطرف، وكلاهما رفضاها بشدة لكن بينما عارض اليسار الإسرائيلي الرؤية الأميركية لأنها تقتل حلّ الدولتين، كان اليمين الإسرائيلي يُعارضها لأنها تؤسس دولة فلسطينية.
لم تقتصر معارضة خطة ترامب للسلام على الجمهور الإسرائيلي المحلي، بل أيضاً عارضها الاتحاد الأوروبي. لكنّ جاريد كوشنر حشد فريق السياسة الخارجية الأميركية للرد، موضحاً أن الرفض الاستباقي لخطة السلام من شأنه أن يدفع الأطراف إلى مزيد من التطرف، وبالتالي يتعارض مع مصالح أولئك الذين يسعون إلى حل سلمي للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
كانت نتائج تلك الحملة الديبلوماسية مشجعة، فقد عارضت ست دول من أصل 27 دولة في الاتحاد الأوروبي القرار، بما في ذلك إيطاليا والمجر والنمسا وجمهورية التشيك. كانت ضربة مروعة لخصوم ترامب في أوروبا، لكنها لم تثنِ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي دعا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، لإدانة رؤية السلام.
على الرغم من أنه كان من المهم جداً ألا ينجح الفلسطينيون في قلب العالم ضد خطة ترامب للسلام، لكن الإدارة الأميركية لم تكن سعيدة برؤية فشل الفلسطينيين، وبقائهم داخل فقاعة خصوصاً أنهم قادة غير منتخبين ولا يخضعون للمساءلة أمام شعبهم. شعر فريدمان أن عباس ورفاقه يضيّعون «فرصة اقتصادية وتعليمية هائلة للشعب الفلسطيني، كانت ستمنحهم استقلالية ذات مغزى وكرامة».
ارتكب الفلسطينيون خطأً فادحاً آخر، في نظر فريدمان. إذ تواصلت السلطة الفلسطينية مع وزارة الخارجية لترتيب مكالمة بين عباس ووزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو. شعرت الإدارة كلّها بضرورة الاستماع لعباس، وخصوصاً أن الإسرائيليّين هددوا بإعلان سيادتهم على أراضي يهودا والسامرا، لكن قبل ساعة من موعد المكالمة، اتصلت السلطة الفلسطينية مرة أخرى للقول بأنّ عباس سيتحدث مع بومبيو فقط، إذا وافقت الولايات المتحدة على إلغاء فكرة إعلان السيادة كُلياً. كان بومبيو غاضباً لأن عباس كان يلعب، ولم تحدث المكالمة مطلقاً.
عملت الحكومة الإسرائيلية للمضي قدماً في نهج السيادة على يهودا والسامرا، لكن حدث تحول لم يكن محسوباً. في 17 تموز 2020 ، تحدث السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة مع آفي بيركوفيتش المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط لمعرفة ما إذا كان تحسن العلاقات بين الإمارات وإسرائيل قد يحبط إعلان السيادة.
رأت الإدارة الأميركية أن إعلان سلام مع الإمارات كان جائزة أكبر بكثير من مسألة السيادة، فالحصول على علاقات ديبلوماسية كاملة بين إسرائيل والإمارات، سيكون أفضل لأميركا وإسرائيل والعالم، وانتصاراً هائلاً لترامب.
عمل فريدمان على صياغة بيان مشترك حول السلام، لكنه أولى اهتماماً خاصاً للفعل الذي تم اختياره لإلغاء إعلان السيادة. إذ قرر أن «إسرائيل ستعلق إعلان السيادة» وأكد على أن السياسة الإسرائيلية موقتة. واستكمل صياغة البيان بإعلان تقدير واشنطن لدولة الإمارات، و«سيواصل الطرفان جهودهما للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني». ثم التحقت البحرين والمغرب والسودان وكوسوفو باتفاقيات التطبيع مع إسرائيل. يقول فريدمان عن ذلك: «تذكرت التنافس الأصلي بين اليهود والعرب. الصراع بين إسحاق وإسماعيل ابني إبراهيم. كان ذلك الصراع شديداً لدرجة أن إبراهيم، وبناءً على إلحاح زوجته سارة، طرد إسماعيل ووالدته هاجر من منزل العائلة. وأزعج هذا إبراهيم جداً، لكن الله وعده أنه سيحمي إسماعيل وأن كلا ولديه سيخلقان أمماً عظيمة – الأمة اليهودية من إسحاق والأمة العربية من إسماعيل. وعندما مات إبراهيم، تصالح إسحاق وإسماعيل ودفنا معاً والدهما في الخليل. وهذه المصالحة التي حدثت منذ حوالى 800 عام، يتم إعادة إنشائها الآن، من قبل نسل إسحاق وإسماعيل، على يد ترامب، وهكذا ولدت «الاتفاقيات الإبراهيمية».