رؤساء و …… رؤساء
رؤساء و …… رؤساء … هذه رحلة قراءة صباحية، أحببت مشاركة قرائي بها.
“لن تدوم جمهورية ليس فيها مجلس شيوخ يستطيع الصمود في وجه العامة ونزوات الجماهير، إن الفوضى قد ألحقت من الأذى في ليلة واحدة، قدر ما ألحقه الطغيان في عصر كامل”. هذا مقتطف من كلمات لرئيس أمريكي اسمه جون آدامز (1797).
أما الرئيس الشهير جورج واشنطن (1732) فيحكى أنه عندما كان في السادسة من عمره، جرب في حديقة المنزل منجلا لجز العشب، فكانت أول ضحاياه شجرة كرز صغيرة من صنف نادر، وعزيزة على قلب والده. وذات صباح رأى الوالد ما حل بالشجرة، فسأل عمن أتلف نبتته العزيزة التي بدا ذبولها محزنا، فلم يخبره أحد. سأل الوالد ابنه جورج إن كان يعرف الفاعل، فارتبك الصبي واحمرت وجنتاه وقال: تعرف يا أبي أني لا أستطيع الكذب …. أنا من فعل ذلك. عندها قال الأب: تعال يا بني كي أضمك، لقد خسرت شجرة عزيزة، لكني كسبت ولدا صادقا.
توماس جيفرسون، رئيس أمريكي آخر (1743) يقول عنه خادمه الزنجي اسحق: “لقد كان عند السيد الكثير من الكتب، ولربما تجد عشرين كتابا على الأرض في نفس الوقت، فيمر عليها السيد ويقرأها بسرعة الواحد تلو الآخر”.
لقد كان جيفرسون مساح اراض، وعازف كمان، ومهندس معماري، وعالم نبات، وجيولوجيا، وفلكيا، ومصمم أثاث، ومهندس آلات، وعالم أنثروبولوجيا، ويحب تربية دود القز، ويعشق قراءة ألف ليلة وليلة.
يقول هذا الرئيس العالم المثقف: “يجب القيام بحرب مقدسة ضد الجهل، فالأموال التي نصرفها على التعليم والثقافة هي أقل كثيرا مما سندفعه للأمراء، والقساوسة، والنبلاء، والمشعوذين الذين سيظهرون في البلاد، إذا ما تركنا المواطنين جاهلين”.
الرئيس ايراهيم لنكولن (1809) الذي دخل التاريخ بتحرير الزنوج من العبودية، والذي كان يتلقى يوميا رسائل من معارضي تحرير الزنوج تحتوي على آذان مقطوعة لزنوج، كان يقول: “قد تنجح في إنكار آدمية الزنجي عندما تذله وتجعله وحشا. أما حين حين تغدو روحه واعية فهو يستطيع أن يمزقك …. ما يصون حريتنا ليس قلاعنا الحصينة، ولا سواحلنا اللامعة، إنه حبنا للحرية …. ضع الأغلال حول جسمك وسوف تجد عضلاتك تتأهق تلقائيا لتمزيقها”.
هل ينكر أحد أنه لولا رئيس مثل لنكولن لما رأينا الرئيس أوباما يصل إلى البيت الأبيض كأول رئيس زنجي في تاريخ الولايات المتحدة، ولولا رئيس مثل جيفرسون لما أصبحت هذه الدولة منارة العلم والتقدم في العالم، ولولا رئيس مثل واشنطن لما أصبحت الولايات المتحدة قوة عالمية عظمى، تحكمها مؤسسات عريقة بفضل أمثال الرئيس آدامز.
وتستطيع عزيزي القارئ العثور على تفاصيل مآثر رؤساء، على مدى خمسمائة سنة من وجود أمريكا في العالم …. حاكما حاكما ورئيسا رئيسا…. أما في البلاد العربية فسوف تبحث في الخيم، والمضافات، والقصور، وكل أماكن تفريخ الرؤساء غير الشرعيين ….. عبثا عن مأثره!!!!