رمضان 2016: الدراما المصريّة تملأ الفراغ السوريّ
ككلّ عام يشهد الموسم الرمضاني زحمة مسلسلات تتوزّع على الشاشات العربيّة لتخلق مساحة تلفزيونيّة منوّعة تحمل ترفيهًا، وإبداعًا ولا تخلو من الإخفاقات. شكّل مسلسل «أفراح القبّة» (عن رواية نجيب محفوظ، إخراج محمد ياسين) مفاجأة متوقّعة وقدّم عصارة الإتقان الدراميّ صورة ومضمونًا، وأداء لافتًا للثنائي منى زكي وإياد نصّار. كذلك استطاع مسلسل «غراند أوتيل» (كتابة تامر حبيب، إخراج محمد شاكر خضير) أنّ يقدّم مشهديّة تلحظ أدقّ التفاصيل. في المسلسلين، حقّقت الممثلة سوسن بدر حضورًا لافتًا يؤكّد احترافها في كلّ موسم. على الضفّة المصريّة أيضًا، شكّل مسلسل «نيللي وشريهان» حالة كوميديّة امتدّت من الشاشة إلى مواقع التواصل الاجتماعي. انسحب النجاح على مسلسلات دراميّة، قدّم أبطالها أدوارًا متقنة منها «ونوّس» (كتابة عبد الرحيم كمال، إخراج شادي الفخراني) من بطولة يحيى الفخراني، و «فوق مستوى الشبهات» من بطولة يسرا (كتابة عبدالله حسن وأمين جمال، وإخراج هاني خليفة) و «سقوط حرّ» من بطولة نيللي كريم (كتابة مريم نعوم، وإخراج شوقي الماجري). قابل الحضور المصريّ المتقدّم، تراجع في الإنتاج الدراميّ السوريّ. لم يقدّم هذا الموسم ما يُضاهي جودة مسلسل «غدًا نلتقي» (كتابة إياد أبو الشامات إخراج رامي حنّا، رمضان 2015). لكنّ بعض الأعمال استطاعت أن تحقّق خرقًا على الرغم من حضورها الجماهيريّ المحدود، مثل مسلسل «الندم» (كتابة حسن سامي يوسف، إخراج الليث حجو). فيما حافظ «العرّاب – تحت الحزام» (كتابة خالد خليفة وأحمد القصّار، إخراج حاتم علي) على خطّ رسمه في جزئه الأوّل العام الماضي. فيما قدّم مسلسل «سليمو وحريمو» (كتابة وإخراج فادي غازي) كوميديا مبكية، لا يمكن تبرير مشاركة عبد المنعم عمايري فيها.
شهد موسم 2016 سقطة للدراما العربيّة المشتركة عبر ثلاثة مسلسلات تنافس روّاد مواقع التواصل الاجتماعي على السخرية منها. فشكّل أداء ماغي أبو غصن وهشاشة القصّة في «يا ريت» (كتابة كلوديا مارشليان، إخراج فيليب أسمر) وأداء نادين الراسي وتطوّر الأحداث في «جريمة شغف» (كتابة نور شيشكلي، إخراج وليد ناصيف) واقتباس المشاهد في «نصّ يوم» (كتابة بسام سلكا، إخراج سامر البرقاوي)، محطّة يوميّة لصفحات «السوشل ميديا» الساخرة.
أمّا محليًّا فاحتل مسلسل «مش أنا» (كتابة كارين رزق الله وإخراج جوليان معلوف) و «وين كنتي» (كتابة كلوديا مارشليان وإخراج سمير حبشي) صدارة نسب المشاهدة، على الرغم من نقاط الضعف البارزة في العملين. ما يدلّ على أنّ الجمهور اللبنانيّ يتابع الدراما المحليّة بأيّ ثمن أو أنه لا يمتلك خيارات محليّة أخرى للمفاضلة.
صحيفة السفير اللبنانية