روبوتات كالبشر على السوشيال ميديا!

أجرى فريق من الباحثين بقيادة أستاذ العلوم الاجتماعية الحاسوبية في «جامعة أمستردام»، بيتر تورنبيرغ، ومهندس الأبحاث في الجامعة، مايك لاروج، تجربة لابتكار منصة تواصل اجتماعي صغيرة تضم أكثر من 500 روبوت دردشة وفقاً لتقرير نشره موقع «بيزنس إنسايدر». الروبوتات اعتمدت على نموذج «جي بي تي 4-أو ميني» من «أوبن إيه آي»، وصُممت لتجسيد شخصيات متنوعة تمثل الواقع البشري في العمر والجنس والدخل والانتماء السياسي والديني، وذلك بالاستناد إلى بيانات الانتخابات الوطنية الأميركية.
نتائج مقلقة: التطرف يسيطر
خلال خمس تجارب تضمنت كل منها أكثر من 10 آلاف تفاعل، لوحظ أن الروبوتات بدأت تنجذب إلى من يشاركها نفس الآراء السياسية، وشكلت مجموعات صغيرة مغلقة. كما إن المنشورات المثيرة للجدل والمتطرفة حصدت أكبر نسب من المتابعة وإعادة النشر. وبعد مدة قصيرة، هيمنت الأصوات المتطرفة على المحادثات، تماماً كما يحدث مع المؤثرين المثيرين للجدل في منصات التواصل الاجتماعي الواقعية.
تجربة بلا خوارزميات… والنتيجة نفسها
المنصة التجريبية لم تتضمن أي خوارزميات للترويج أو الإعلانات، ومع ذلك ظهرت أنماط السلوك نفسها التي تُتهم خوارزميات المنصات الكبرى بالتسبّب فيها. حاول الباحثون تطبيق عدة حلول مثل إخفاء عدد المتابعين، وتغيير خوارزمية عرض المحتوى، وإخفاء المحتوى الرائج، لكن من دون نجاح يُذكر. وخلص الفريق إلى أن المشكلات قد تكون متجذرة في البنية الأساسية لفكرة التواصل الاجتماعي، التي تعتمد على النمو السريع للمحتوى العاطفي والمثير للجدل.
تجارب سابقة
ليست هذه المرة الأولى التي تُجرى فيها محاكاة من هذا النوع. ففي عام 2023 قاد تورنبيرغ تجربة مماثلة باستخدام «شات جي بي تي 3.5»، إذ ناقشت 500 روبوت، الأخبار في بيئة تحاكي الشبكات الاجتماعية. كما أجرت منصة «فايسبوك» عام 2020 تجربة مشابهة بملء منصتها بروبوتات ذكاء اصطناعي لدراسة انتشار المحتوى السام عبر الإنترنت.
صحيفة الاخبار اللبنانية