روسيا تسعى لتعزيز نفوذها في ليبيا وعينها على المنطقة
كشفت مؤسسة ‘جيمس تاون’ الأميركية للأبحاث في تقرير نشرته الثلاثاء أن خليفة حفتر قائد الجيش الليبي يتباحث مع روسيا بشأن تدريب عسكري للقوات الليبية الخاصة مقابل تعزيز موسكو لحضورها في شرق ليبيا، في خطوة من شأنها أن تثير غضب واشنطن.
وأورد موقع ‘بوابة الوسط’ الليبي مقتطفات من التقرير الأميركي الذي أشار إلى وجود “خطط إستراتيجية عسكرية تعدّها هيئة أركان الجيش الروسي بهدف تأمين النفوذ على ساحل البحر المتوسط”.
وأوضحت “جميس تاون” أن ‘القواعد العسكرية في الجفرة وسرت وبراك الشاطئ الجوية جرى دمجها بالفعل في طريق الإمداد الجوي الروسي من اللاذقية إلى بانغي ومنطقة الساحل”.
ورجح التقرير الأميركي أن تكون ليبيا نقطة انطلاق مهمة للعمليات الروسية في السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى والتحالف العسكري الجديد لدول الساحل، الذي يتكون من النيجر ومالي وبوركينا فاسو، بعد الانتهاء من نشر الفيلق الأفريقي خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ولفت إلى “تنامي النفوذ الروسي في ليبيا منذ العام 2018″، مشيرا إلى “وجود 800 متعاقد روسي على الأقل داخل ليبيا، يدعمهم ألف من المرتزقة السوريين متمركزين في مدينة بنغازي”.
وأوضح أن قوات مجموعة “فاغنر” الروسية دعمت قوات حفتر في محاولته السيطرة على العاصمة طرابلس، لكن غالبية المقاتلين الروس كانوا عديمي الخبرة في المعارك، ما أدى إلى توتر مع القيادة العامة وحفتر.
وعلى الرغم من التحذيرات الأميركية المباشرة بشأن خطورة النفوذ الروسي على العملية الديمقراطية، فإن التقرير أشار إلى المحادثات التي عقدها خليفة حفتر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو نهاية العام 2023.
وتشير تقارير إلى أن قائد الجيش الليبي يسعى للحصول على أنظمة للدفاع الجوي وتدريب للطيارين والقوات الخاصة، مقابل تأهيل قاعدة جوية تستضيف قوات عسكرية روسية. كما شملت المباحثات بين حفتر والروس السماح لسفن بحرية روسية بالرسو على سواحل البحر المتوسط قبالة ليبيا.
وكشف التقرير أن “حفتر يواصل اللقاءات مع المسؤولين العسكريين الأميركيين، على الرغم من أن هذا قد يوفر له نفوذًا في تعاملاته مع الروس، الذين لا يبدو أنهم يعارضون خطته لتأمين سيطرة عائلته على الحكم”.
واستدرك أن “اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين قد تثير بعض الشكوك في المعسكر الروسي، الذي يرى أن حفتر مفيد ولكن يمكن استبداله”.
ويتواجد مرتزقة فاغنر في ليبيا، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018، بحسب تقرير أممي نشرته وسائل إعلام غربية في مايو/أيار 2020، ذكر أن عددهم يتراوح ما بين 800 و1000 عنصر.
وينشط مرتزقة فاغنر ما بين محافظتي سرت (450 كلم شرق طرابلس) والجفرة (600 كلم جنوب شرق طرابلس) ويتمركزون بقاعدة القرضابية الجوية بسرت ومينائها البحري، بالإضافة إلى قاعدة الجفرة الجوية، وتمددوا إلى الجنوب الغربي حيث تمركزوا في قاعدة براك الشاطئ الجوية.
ولعدة مرات رصد الجيش الليبي تحركات لمرتزقة فاغنر في قاعدتي سرت والجفرة الجويتين، كما أعلن مرارا رصد وصول رحلات جوية لطائرات تحمل مرتزقة من جنسيات مختلفة.
ورغم اتفاق الفرقاء الليبيين في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، على إخراج المرتزقة الأجانب وعلى رأسهم فاغنر من بلادهم خلال ثلاثة أشهر من ذلك التاريخ، إلا أن ذلك لم يتحقق على أرض الواقع.
ويأمل الليبيون إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية لإنهاء نزاعات وانقسامات تتجسد منذ مطلع 2022 في وجود حكومتين، إحداهما برئاسة أسامة حماد وكلفها مجلس النواب (شرق)، والأخرى معترف بها من الأمم المتحدة ومقرها في العاصمة طرابلس (غرب)، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة.
ميدل إيست أون لاين