سياسيٌّ وكاتبٌ إسرائيليٌّ: “لدينا مصلحة واضحة في عدم خوض المعركة ضدّ إيران وحدها فيما يتعلّق بأمن الملاحة البحريّة”
ما زالت تداعيات قصف السفينة الإسرائيليّة في الخليج العربيّ تُلقي بظلالها على الأجندة السياسيّة والأمنيّة والإعلاميّة في كيان الاحتلال، وفي هذا السياق، حذّر كاتبٌ إسرائيليٌّ من تفاقم الصراع في منطقة الخليج بين إسرائيل وإيران، على خلفية الهجوم على سفينة إسرائيلية في بحر عمان.
وأضاف المحامي أوريل لين في مقاله بصحيفة (معاريف)، اليوم الثلاثاء، أنّ “الحديث عن عدم قدرة إسرائيل على تجاهل الهجوم الخطير الذي شنته إيران على السفينة “ميرسر ستريت”، يعني أنّها من المتوقع أنْ ترد، وهي بذلك تخترق خط المواجهة في وسائل الإعلام، وترى الهجوم على السفينة، هجومًا عليها، ولذلك من الصعب أنْ نفهم سبب الحرص الإسرائيلي على خوض المعركة”، كما قال.
وأشار لين، وهو نائب سابِق في الكنيست الإسرائيليّ، أشار إلى أنّ “هذه السفينة مملوكة لليابانيين، وتديرها شركة بريطانية، ومالكها إسرائيلي، لكن ذلك لا يجعلها سفينة إسرائيلية، كما أنّ القتلى في الهجوم نقيب روماني وحارس أمن بريطاني، فلماذا إذن تنظر إسرائيل إلى الهجوم على أنّه هجوم على سفينة إسرائيلية، مع العلم أنّ لدينا مصلحة واضحة في عدم خوض المعركة ضد إيران وحدها، فيما يتعلق بأمن الملاحة البحرية”.
عُلاوةً على ما ذُكِر آنفًا، أوضح أنّ “إسرائيل تدرك أنّ الدول الأخرى تعلم تمامًا أنّ التهديد الناجم عن استهداف السفينة يتعلق بأمن الشحن البحري بشكلٍ عامٍّ، وليس بالضرورة أمن السفن الإسرائيلية، لذلك ربما أضاعت إسرائيل الفرصة حين تصدت لوحدها لهذا الهجوم، وهي بذلك أعفت اليابان وبريطانيا من محاسبة إيران على هذا الهجوم، في حين أن ما تحتاج إليه إسرائيل هو العكس تمامًا”.
ولفت إلى أنّ “اليابان وبريطانيا، وهما دولتان ليستا أضعف من إسرائيل، تدركان مسؤوليتهما في الرد على الأضرار التي لحقت بالشحن البحري حول عمان والخليج العربي بشكلٍ عامٍّ، وبذلك فإنّ التهديد ليس على إسرائيل وحدها، بل على الشحن البحري بشكلٍ عامٍّ، وعلى تأمين خطوط الشحن الآمنة للشحن العالمي لجميع دول العالم القادمة إلى الخليج العربي، والدول الواقعة على شواطئه”.
وحذر أنّ “خلق وضع إعلامي يُظهِر أنّ إسرائيل هي التي تحتاج للرد على الهجوم الإيرانيّ، وبحدّةٍ، وكأنّها المتضررة الوحيدة، سيجعل الدول المتضررة من الهجوم ترى نفسها محررةً من الرد، ونجعل العالم كلّه يرى هذا الهجوم على إسرائيل فقط، مع العلم أنّ الهجوم على إسرائيل لا يُزعِج جميع دول العالم كثيرًا، ولا ينبغي لنا أنْ نأخذ دورًا سلبيًا لأنفسنا يتجاوز ما تبرره الحقائق”.
وخلُص السياسيّ الإسرائيليّ إلى القول إنّه يتعيّن على صُنّاع القرار في تل أبيب كبح الهيجان الإعلاميّ الإسرائيلي قليلاً، لأنّ الهدف الأساسيّ اليوم يجب أنْ يكون خلق الحافز لدى الدول التي تأثرت بشكلٍ مُباشرٍ بالهجوم على السفينة “ميرسر ستريت”، لوضع إيران في مكانها، ولسنا بحاجة إلى تفاقم الصراع مع إيران حول أضرار الملاحة البحرية في جميع أنحاء العالم”، على حدّ تعبيره.