صلاح دهني رحيل مبدع سوري جديد بعيدا عن وطنه !
دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
لايمكن تصنيف الحالة الإبداعية لإنسان مبدع مثل صلاح دهني، فهو رجل معجون بالفن والثقافة وطلاقة الحديث إلى درجة الاقناع بكل ما يود الحديث فيه ، لكنه هذه المرة طوى كل أوراقه، بعد صراع مع المرض بعنفوان فارس عاش الحياة بقوة وثقة يشهد له بها كل من عرفه ..
يمكن القول ببساطة أن قامة سورية مبدعة مضت إلى العالم الآخر خارج وطنها وفي ظل حرب أكلت الأخضر واليابس منذ عام 2011 ، وقبله توفي آخرون وهي مآقيهم تجمدت دموع حزن لايوصف مرده إلى الحال التي آلت إليها ظروف الوطن الغالي ..
ومع الحزن الذي عبر عنه كثير من المثقفين السوريين والمشتغلين في مختلف فنون الأدب والفن والثقافة والسينما فإن السوريين بشكل عام يضيفون إلى حزنهم الكبير الذي سببته الحرب، يضيفون حزنا آخر عندما تنام قامة سورية عرف عنها النظافة والانتماء لوطن يجمع ولايفرق ..
وعندما نعى المخرج فراس دهني والده منحه صفة تليق به، فهو ” الكاتب والمخرج والناقد وصاحب الحلم السينمائي السوري”، نعم فرغم كل المواهب التي يمكن وصف الراحل بها، إلا أنه فعلا كان صاحب الحلم السينمائي السوري .
توفي صلاح دهني في مستشفى العين في أبو ظبي فجر يوم الجمعة ٢٧/١٠/٢٠١٧، وكما أعلن ابنه فإن جثمانه سينقل إلى إلى دمشق ليدفن فيها ..
والكاتب الفنان صلاح دهني ولد في درعا عام 1925، أي أنه عاش أكثر من تسعين عاما أمضاها في صخب الابداع والثقافة، وكان صوته يترامى عبر إذاعة دمشق كل أسبوع مرتين ويوميا خلال فعاليات مهرجان دمشق السينمائي ليرصد تداعيات حلمه الذي عاش من أجله ورصد له جل وقته ..
وصلاح دهني هو الكاتب الذي أغنى مكتبة السوريين في العديد من إصداراته ، فهو كاتب كان يمكن الحديث عن رواياته وقصصه ومسرحياته بدءا من رواية ملح الأرض عام 1972، وصولا إلى مجموعة قصص حين تموت المدن عام 1976 ..
وفي ذاكرة المسرح السوري مسرحية ديان بيان فو عام 1956. ونشاطه المعروف على هذا الصعيد، ووصولا إلى كتاباته في النقد السينمائي الذي تعرفنا فيها على عينه الناقدة في كتب هامة مثل سينما سينما، وقضايا السينما والتلفزيون في العالم العربي وصولا إلى ترجماته لحياة غودار ومعجم المصطلحات السينمائية.. وهو مخرج يمكن الحديث عن فيلمه السينمائي الأبطال يولدون مرتين” باستفاضة ناهيك عن أفلامه الوثائقية.