أحيت صنعاء ذكرى السابع من أكتوبر بإطلاق صواريخ ومسيّرات على تل أبيب وإيلات. وتزامن ذلك مع تظاهرات مليونية نُظمت في صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى، جددت تأييد جبهة الإسناد اليمنية لقطاع غزة ولبنان. وأكد المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في بيان، أن قوات بلاده ضربت هدفين عسكريين للاحتلال الأسرائيلي في تل أبيب، بصاروخين: الأول فرط صوتي من طراز “فلسطين 2″، والآخر مجنح بعيد المدى من طراز “ذو الفقار”. وأكد أن العملية الأولى حقّقت أهدافها بنجاح، مشيراً إلى أن الثانية نفّذها سلاح الجو المسيّر بعدد من طائرات “يافا” و”صماد 4″ المسيرة، على عدة أهداف في تل أبيب وإيلات على البحر الأحمر. وحيا سريع المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة والمجاهدين في المقاومة الإسلامية في لبنان، مؤكداً استمرار قوات صنعاء في تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية ضد العدو، وفرض الحصار البحري عليه حتى وقف العدوان على غزة ولبنان.
وكان أعلن جيش الاحتلال، في بيان، أنه جرى إطلاق صاروخ أرض – أرض من اليمن على إسرائيل، مساء أمس. وزعم الناطق باسم الجيش أن سلاح الجو التابع للأخير تمكّن من اعتراض الصاروخ. وقبيل ذلك، توعّد عضو “المجلس السياسي الأعلى”، محمد علي الحوثي، إسرائيل بهجوم واسع بالصواريخ الفرط صوتية خلال الأيام المقبلة. وأشار، في كلمة له في مسيرة “طوفان نحو التحرير” في صنعاء أمس، إلى أن “هناك رجالاً في اليمن يعملون ليلاً نهاراً لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة بإمكانيات تفوق حسابات العدو”، مؤكداً عزم صنعاء على تصعيد عملياتها ضد الكيان وضرب المزيد من الأهداف في تل أبيب، مكرراً أن هذه المدينة “لن تكون آمنة”. وأضاف أن “كل القيادات في محور القدس تستشعر ثقل المسؤولية في ظل تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، وأن جبهة الإسناد لن تتوقّف مهما كانت التحديات، ومهما كان ثمن ثبات الموقف اليمني، حتى وإن كان الاستشهاد على طريق القدس”. واستهجن الحوثي “محاولات بعض الأنظمة العربية التقليل من أهمية ما يقوم به محور المقاومة من جهد عسكري في مواجهة الكيان الإسرائيلي”، مشدداً على أن “عملية طوفان الأقصى التي انطلقت قبل عام لن تتوقّف إلا بتحرير فلسطين”، لافتاً إلى أن “الأهداف التي كانت إسرائيل تسعى لتحقيقها من وراء جرائم الاغتيال التي طالت قادة المقاومة في فلسطين ولبنان، لم تتحقّق. بل بالعكس، زادت المقاومة صلابة وتماسكاً”. وفي الإطار نفسه، أكد بيان صادر عن المسيرة التي نُظمت في ميدان السبعين في صنعاء واتسمت بكثافة المشاركة، “استمرار التضامن اليمني مع الشعبين الفلسطيني واللبناني”. وجدّد المشاركون تفويضهم قيادة حركة “أنصار الله”، اتخاذ كافة الخيارات الاستراتيجية الكفيلة بتعزيز جبهة الإسناد اليمنية، مؤيدة تصعيد العمليات العسكرية الجوية والبحرية ضد الكيان الإسرائيلي مهما كانت التحديات. وردد المشاركون في المسيرة شعارات مناهضة للولايات المتحدة والدول الداعمة للكيان، مجدّدين وقوفهم الكامل مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية حتى النصر، ومردّدين عبارة: “لستم وحدكم ولن تكونوا وحدكم في ظل الخذلان العربي والدولي”.
وتعدّ هذه المليونية التي دعا إليها قائد حركة “أنصار الله “، السيد عبد الملك الحوثي، واحدة من أهم المسيّرات التي شهدها اليمن منذ “طوفان الأقصى”، ومن خلالها يتأكد تصاعد التأييد الشعبي اليمني لعمليات قوات صنعاء البحرية والجوية ضد الكيان الإسرائيلي، وهي تأتي امتداداً لفعاليات شعبية واسعة النطاق شهدتها المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحركة. وعملت حركة “أنصار الله”، خلال الأشهر الماضية على تعبئة المجتمع اليمني في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، للمشاركة في أي مواجهة عسكرية مباشرة مع القوات الأميركية، أو الخوض في أي معركة برية مع الكيان الإسرائيلي أو أدواته في المنطقة. وفي هذا الإطار، قالت مصادر مقربة من لجان التعبئة المحلية، لـ”الأخبار”، إن “عملية التعبئة والإسناد الشعبي جرت على عدة مسارات، الأول هو مسار التأهيل والتدريب العسكري، حيث تم إعداد فيالق كبيرة من القوات الشعبية، وبلغ إجمالي المنخرطين في إطار الدورات العسكرية أكثر من نصف مليون يمني من مختلف المحافظات، ولا تزال عملية التعبئة مستمرة من دون توقف؛ والثاني هو دعم القوات الصاروخية وسلاح الجو المسيّر بالمال، وجمع تبرعات شعبية للمقاومة الفلسطينية. وعلى رغم أن المبالغ التي جُمعت متواضعة، إلا أنها تعكس مدى تمسك الشعب اليمني وثبات موقفه المساند للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة”.
وإلى جانب هذا التوجّه، تولت الجبهة الإعلامية تعزيز وعي المجتمع بأهمية معركة “طوفان الأقصى” ودلالاتها في الظرف الحالي، ودورها في إسقاط المؤامرات التي هدفت إلى تصفية القضية الفلسطينية، وهي تمكّنت من رفع مستوى الوعي الشعبي بأهمية المقاطعة الاقتصادية للبضائع الإسرائيلية والأميركية ودورها في ضرب اقتصاد الكيان الإسرائيلي وداعميه. وفي المقابل، عملت الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي في مدينة عدن، على استخدام مختلف أساليب القمع ضد اليمنيين في المحافظات الجنوبية، والذين أبدوا تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وأهالي غزة؛ وعرضت على الولايات المتحدة إضعاف جبهة الإسناد اليمنية من خلال فتح جبهات إشغال عسكرية بدعم أميركي. وبذريعة حماية الملاحة الدولية، أبدت استعدادها للسيطرة على محافظة الحديدة، ودعت خلال الأشهر الماضية إلى الانقلاب على اتفاق استوكهولم الذي يمنع تفجير الأوضاع في المدينة ويحيّدها عن الصراع.
صحيفة الاخبار اللبنانية