ضابطٌ إسرائيليٌّ: اتفاقية التعاون العسكريّ بين إيران وسوريّة ذات أهمية كبيرة بنظر تل أبيب وتعني أنّ البلدين يستعدان للتصعيد في المنطقة ورسالة حادّة لواشنطن
قال ضابط إسرائيليّ سابق في جهاز الأمن العام (الشاباك) إنّ الاتفاقية العسكرية الجديدة بين سوريّة وإيران، تعتبر رسالة لإسرائيل والولايات المتحدة، لأنها ترسخ تورط إيران العسكري في سوريّة، وتقوي قدرات الدفاع الجوي السوري، وهي رد على قانون قيصر الأمريكي، وبعض التقييمات تتوقع أنْ تحمل نذر تصعيد تجاه إسرائيل، على حدّ تعبيره.
وأضاف يوني بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية، في مقاله على موقع المعهد المقدسي للشؤون العامة، ترجمه الموقع الفلسطيني “عربي21” إلى العربيّة، أضاف أنّ توقيع الاتفاقية جاء في سياق غير مفاجئ، بل تزامنًا مع انفجار المنشأة النووية في نطنز بإيران، ودخول قانون “قيصر” الأمريكي حيّز التنفيذ الذي يسمح بتوسيع العقوبات على سوريّة، ومن يدعمها، ممّا يرفع مستوى العلاقات الإستراتيجية بين دمشق وطهران، وهو ما تتابعه تل أبيب جيدًا، وفق ما أكّده بن مناحيم.
وأشار بن مناحيم خبير الشؤون العربية، إلى أنّ الجزء المهم من الاتفاقية، هو توريد نظام جديد طورته إيران لأنظمة الدفاع الجوي المشابهة لنظام صواريخ أرض-جو 300S الروسي، ومنظومة أخرى أسقط من خلالها الإيرانيون طائرة أمريكية بدون طيار في 2019، مع أنّ روسيا رفضت إعطاء ضوء أخضر لسوريّة باستخدام الأنظمة، ويتم تشغيلها من خبراء روس، لذلك لجأ النظام الإيراني للرد على الضربات الإسرائيلية، بحسب أقواله.
وأوضح أنّ سوريّة وإيران ترسلان رسالة من خلال الاتفاق العسكري الجديد بينهما إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، مفادها أنّ إيران ستستمر في إنشاء قاعدة عسكرية في هذا البلد العربيّ، وأنّ هذا تعاون عسكري طويل الأمد، وأنّ قانون “قيصر” الأمريكيّ لن يمنعهم من تنفيذ خططهم، كما ترسل الاتفاقية رسالة لتركيا مفادها بأنّ إيران تقف بجانب سوريّة عندما يتعلّق الأمر بالخطر التركي في شمال سوريّة، كما قال.
بالإضافة إلى ذلك، أكّد أنّ الاتفاقية ترجح احتمال أنّ إيران وسوريّة تخططان لتصعيد في المنطقة في ضوء الانفجار في منشأة نطنز النووية، والهجمات السبرانية المنسوبة لإسرائيل في إيران، واستمرار هجماتها في المنطقة، ما يحمل مؤشرات على تخطيط إيران لشنّ هجومٍ على إسرائيل انطلاقًا من الأراضي السورية، وفق ما ورد في مقاله.
وتساءل الكاتب عمّا إذا كان السوريون تحركوا باتجاه الكرملين، وأطلعوا الرئيس فلاديمير بوتين على الاتفاقية العسكرية الجديدة مع إيران أم لا، مع أنّ الاتفاق يعزز موقف إيران في سوريّة، ويجعلها شريكًا للجيش النظامي السوري، ولا يبدو أنّ الرئيس بشار الأسد يضع كل البيض في سلة موسكو، فالتنافس الروسي الإيراني على السيطرة على الموارد الطبيعية في سوريّة لم يعد سرًا، ويحاول الأسد الاستفادة إلى أقصى حد من الجانبين، على حدّ تعبيره.
وأضاف أنّ توقيع الاتفاقية يأتي بعد أشهر من اغتيال قاسم سليماني، وأسابيع من انفجار منشأة نطنز، ومنشأة الصواريخ الباليستية في بارشين، كلها ضربات مؤلمة لإيران وطموحاتها الإستراتيجية، والتقييم الناشئ في المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أن الإيرانيين سيحاولون الرد على إسرائيل دون “بصمات أصابع” قبل انتخابات نوفمبر الأمريكية لتجنب ردٍّ قاسٍّ من ترامب، أوْ رد إسرائيلي قوي بدعم أمريكي، حسبما قال.
ووضع الكاتب سيناريوهات لرد إيراني على إسرائيل بعد توقيع الاتفاقية مع سوريّة، تشمل الهجوم السيبراني على أنظمة البنية التحتية بإسرائيل، أو الهجمات المسلحة بالخارج على أهداف إسرائيلية أو يهودية، أو إطلاق الصواريخ على السفارة الأمريكية ببغداد، والقواعد العراقية التي تستضيف القوات الأمريكية، أو إطلاق صواريخ من سوريّة ضد إسرائيل، أوْ إطلاق طائرات بدون طيار عبر مليشيات مؤيدة لإيران أو حزب الله.
وخلُص إلى القول إنّ كل ذلك يؤكّد أن اتفاقية التعاون العسكري الموقعة بين إيران وسوريّة ذات أهمية كبيرة بنظر إسرائيل، لأنه لا يوجد دخان بدون نار، ويعني أنّ البلدين يستعدان للتصعيد في المنطقة، كما قال.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية