طغاة وملوك
لوكان النبي محمد حياً… لوضع يده في يد الناتو- الشيخ القرضاوي.
_______________________________________
النحاس يذكّرك بتشيلي وبالرئيس اللّندي المغدور.
النفط بالعرب وهدر الثروة.
والطبل بأفريقيا ورقص الجائعين بالغابات، والادب السحري بأمريكا اللاتينية. والعود بزرياب والأندلس، والموسيقى الكلاسيكية بالنمسا وألمانيا، والأزهار بالبوذية اليابانية، والماء يذكًر بالجرحى في ساحة الحرب، والعطش في صحراء التيه.
ويذكرني الطغاة بكل مافعلوه من أجل البقاء في وظيفة الطاغيه . ولم يبق لهم سوى هذا السطر :كان….لم يعد .
ـ كتب عيدي أمين، الدكتاتور السخيف، إلى الرئيس الأمريكي نيكسون:
“إن كانت بلدك لا تفهمك تعال إلى “بابا أمين” الذي يحبك. عندما يكون استقرار الأمة في خطر فإن الحل الوحيد هو أن تسجن قادة المعارضة”.
ـ طرح الرئيس “دوفاليه” رئيس تاهيتي تعديلين فقط على الدستور للاستفتاء الشعبي: “حق الرئيس بتعيين خليفتة”. و”حق الأحزاب التي أعلنت ولاءها له في تلقي مساعدة مالية من الدولة” وقد أقر الاستفتاء كلا التعديلين بنسبة 985،99 %.
ـ قرر الرئيس النقيب الفتى المعجزة “منغستومريام” حاكم أثيوبيا عام 1977 القيام بحملة تطهير سماها (التطهير الأحمر) بعد محاولة فاشلة لاغتياله فقام بإعدام ( أعداء الشعب) وكان عددهم، حسب منظمة العفو الدولية، نصف مليون بين عامي 1977 ـ 1978 .
هذا ليس مهماً. الأهم أنه رفض تسليم القتلى إلى أن يدفع ذوو الجثث مبلغاً أو فدية ما تساوي ثمن الطلقات التي استخدمت في الإعدام ..
– الملك –
“إننا نحن الملوك، نجلس على عرش الله على الأرض”
هذا ما قاله ملك إنكلترا “جيمس الأول”، في أول يوم جلوس.
ويقول لويس الخامس عشر في مرسوم ملكي عام 1770 : “إننا لم نتلق التاج إلا من الله، فسلطة سن القوانين هي من اختصاصنا وحدنا.”
و…عبد الملك بن مروان (الذي حكم في القرن الثامن الميلادي) قال عنه السيوطي، قبل أن يتولى الخلافة:
“كان عابداً زاهداً ناسكاً في المدينة . لقد رأيت المدينة وما بها شاب أشد تشميراً، ولا أفقه وأنسك ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك بن مروان”. وكان الناس يسمونه “حمامة الجامع” لمداومته على قراءة القرآن.
وعندما التقى في مسجد الرسول بأحد جنود الجيش الذي أرسله يزيد لمقاتلة عبد الله بن الزبير راح يؤنبه تأنيباً شديداً: “أتدري لمن تسير؟ إلى أول مولود في الإسلام، وإلى ابن حواري رسول الله، وإلى ابن ذات النطاقين، وإلى من حنّكه رسول الله. ثكلتك أمك. أما والله لو أن أهل الأرض أطبقوا على قتله لأكبهم جميعاً في النار”.
ولكن …عندما تولى عبد الملك الخلافة، كان المصحف في حجره فأطبقه وقال: “هذا آخر عهدنا بك”.
أما مصير ابن حواري رسول الله، عبد الله بن الزبير على يديه فكان: جيش من أربعين ألف مقاتل بقيادة الحجاج ابن يوسف. حاصره في مكة شهراً. رماه بالمنجنيق.
ثم ظفر به فقتله… وصلبه .
……………………………………………………………..
ماحدث في التاريخ ،على يد الاجداد الطغاة ، يبدو اليوم وكأنه تمرين على القتل مقارنة بمجازر الاحفاد الطغاة.
ستمتلىء كتب التاريخ ، عن أيامنا ، بقصص لايمكن تصديقها .