ظلٍّ ذي ثلاث شعب’ تحمل بعدا فلسفيا
اذا تناولنا رواية “ظلٍّ ذي ثلاث شعب” نجد أنها تحمل بعداً فلسفياً تقدم من خلاله ثيمة جدلية، تروم تفكيك صور الحياة وتحويلها إلى ظلال حمَّالة أوجه متعددة المعاني كالحياة تماماً. فللكتابة فلسفة معينة عند كلّ مبدع، والفن الروائي أو السردي عامة هو أخصب مكان يُمكن أن يتناول فيه الكاتب نظرته الفلسفية داخل كتاباته، إ
وإذا ما سألنا الروائي عن أية ظلال يتحدث، فإنه لا شك سيحيلنا إلى قراءة الرواية واكتشاف متعة التلقي بأنفسنا.
تدور أحداث الرواية في عالم الكتب وأسرارها، فما بين ثنايا صفحاتها، حياة أخرى سوف يكتشفها “ساري” الشاب العشريني الطموح حتى يُخال إليه أنها تكلمه. هناك في مكتبة جده الشيخ زيد في قرية الكومة السعودية دخل “ساري” إلى عالم آخر، عالم الكتب، ومن بين تلك الكتب، التي استأثرت اهتمامه كتابٌ واحد كانت قراءته كفيلةٌ بإثارة دوامات من السحر في خياله، كتاب استهلك ساري فاستأسره!
ذلك الكتاب هو ظل الزمان!
كتابٌ ما بين الوصف والسرد بإفعام روائي، وبين التعليق وتوثيق وجهة النظر التدوينية قد مزج رحالةٌ لاتيني يحكي رحلته الغريبة والشاقة، بين كولمبيا والهندوراس، كُتبت بثقةٍ مفرطة التمرد، إيمانٌ عزَّ تثبيته قلباً قبل أن يتحقق واقعاً.
قرأ ساري حكايةً قصيرةً لرحالةٍ يسرد فيها يومياته وقصة نجاته مع حبيبته إيلينا بعد قتاله مع قبائل الجوايدينا، وجد ساري في قصة حبهما وملحمتهما الشعرية المسماة “ظل إيلينا” والتي تؤول إلى ما فوق القداسة برأيه مادة ملهمة لكتابة رواية جديدة تكون مرآة أخرى لظلاله ذات الثلاث شعب.