عبد الحميد الدبيبة يطرح خارطة طريق جديدة للخروج من الأزمة
وعد رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة الجمعة بوضع قانون انتخابات جديد لحل الأزمة السياسية في البلاد.
وبعد يوم من نجاته من محاولة اغتيال، قال الدبيبة لتلفزيون ليبيا الأحرار إن حكومته ستضع مشروع قانون للانتخابات سيُقدم إلى مجلس النواب وبعدها إلى المجلس الرئاسي لاعتماده.
وكان من المقرر أن تعقد ليبيا الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر/كانون الأول، لكن خلافات بين الفصائل وأجهزة الدولة بشأن كيفية إجراء الانتخابات أدت إلى انهيار العملية قبل أيام من التصويت.
وجرى تسجيل زهاء ثلاثة ملايين ليبي للتصويت في انتخابات ديسمبر/كانون الأول، وأثار الصراع السياسي والتأخير الذي أعقب ذلك غضب وإحباط كثيرين منهم.
وجاءت المقابلة بعد محاولة الاغتيال التي نجا منها الدبيبة دون أذى في الساعات الأولى من أمس الخميس.
وقال الدبيبة إن شخصين مأجورين حاولا قتله ولم يذكر تفاصيل بشأن الجهة التي تقف وراء الهجوم المزعوم.
وازدادت الانقسامات في ليبيا عمقا بعد أن أعلن متحدث باسم البرلمان فتحي باشاغا رئيسا جديدا للوزراء أمس الخميس، وهو ما رفضه الدبيبة.
وقال الدبيبة في المقابلة عن اختيار البرلمان لحكومة جديدة إن “هذه محاولة أخرى للدخول بالقوة إلى طرابلس”.
وردا على سؤال عما إذا كان ما قام به البرلمان شبيه بما حدث في 2019 من اعتداء على العاصمة، حين هاجم القائد العسكري خليفة حفتر وقوات الجيش الوطني الليبي التابعة له طرابلس، أجاب “أنا أري أنه يتم بنفس العقلية والأدوات ولكن بثوب آخر”.
وقالت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر اليوم الخميس إنها ترحب بقرار البرلمان تسمية فتحي باشاغا رئيسا للوزراء.
وكان باشاغا وزير الداخلية السابق في حكومة الوفاق الوطني السابقة والذي ترشح لسباق الرئاسة ، قد زار بنغازي في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي والتقى حفتر قبل ثلاثة أيام من الانتخابات الرئاسية التي تأجلت مؤخرا
من جانبه قال فتحي باشاغا، إنه يثق باحترام حكومة الدبيبة للمبادئ الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة.
وقال باشاغا خلال مؤتمر صحفي عقده باشاغا، في مطار معيتيقة فور وصوله إلى العاصمة طرابس في وقت متأخر من ليلة الجمعة “أنا على ثقة بأن حكومة الوحدة الوطنية ستكون ملتزمة بالمبادئ الديمقراطية هذه هي الديمقراطية التي تضمن وتكفل التداول السلمي على السلطة”.
وأثنى على “حكومة الوحدة الوطنية”، معتبراً أن الدبيبة تحمل مسؤولياته في فترة صعبة.
وبشأن الدور الأممي في البلاد، قال باشاغا “نشكر بعثة الأمم المتحدة على جهودها، ونتطلع إلى التعاون الإيجابي والعمل المشترك معها”.
لكن ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قال في مؤتمر صحفي، الخميس، إن موقف المنظمة الدولية لم يتغير إزاء اعتبار الدبيبة هو الرئيس الحالي للحكومة الليبية، وأنها تجري مشاورات متواصلة مع الليبيين حول هذا الأمر.
وحول اختياره رئيسا للحكومة، قال باشاغا “ثقة مجلس النواب والدولة أمانة في عنقي، وسأكون عند حسن الظن”.
وأضاف “سنتعاون دائما مع مجلسي النواب والدولة، ولا يمكن لحكومة أن تنجح من دون التعاون والعمل المشترك مع السلطة التشريعية”.
وعن العلاقات الدولية، قال باشاغا “علاقتنا مع دول العالم ستكون مبنية على الاحترام المتبادل والعمل المشترك والتنسيق الدائم على جميع الصعد، وخصوصا الصعيد الأمني”.
وتابع “لا مكان للكراهية والحقد والانتقام والظلم، ونمد أيدينا للجميع بلا استثناء، ونفتح صفحة وطنية جديدة أساسها السلام والمحبة والمصالحة والمشاركة والعمل الجماعي”.
ولم تشهد ليبيا سلاما أو استقرارا يذكر منذ الانتفاضة التي ساندها حلف شمال الأطلسي على القذافي في عام 2011، وانقسمت في 2014 إلى فصائل متحاربة في شرق البلاد وغربها، وهو الصراع الذي كان من شأن الانتخابات المساهمة في حله.