بين قوسين

عدنا والعود على امل ..

جولي الياس خوري

بعد انقطاع ما لا يقل عن سنة عن كتابة المقالات لم أعد أعرف السبب ‏أو بالأحرى اعرفه ولكني مللت من ذكره ( أنه الإستياء والقرف ) من واقع نعيشه منذ أكثر من 15 عاما وهو … الحرب .. ‏الحرب التي دفعنا ثمنها هجرة ‏وغربة وإحباطات متتالية يرافقها  ‏بصيص أمل يتصاعد لحظات ‏ثم يهبط هبوطا حادا لأيام وشهور بناء على حالة عدم الاستقرار والدمار الاقتصادي والاجتماعي والإنساني. الجبهات التي كلما شعرنا بأنها قد ‏ ‏بدأت تنتهي نجدها قد اشتعلت من جديد في أماكن أخرى ‏لتفتح في أرواحنا جرحا جديدا ‏يؤلمنا حتى ‏التعود ‏المؤلم بحد ذاته بأنه وصلنا لمرحلة كفى و نريد فقط أن نعيش.

‏ ‏أصابنا القرف من الحروب ، ‏ومن الظلم، ومن الموت … ‏أصبحنا بلا إحساس من كثرة الموت والدمار والخوف ‏الذي عشناه ودفعنا ثمنها بمختلف الطرق..

‏نعم .. ابتعدت سنة كاملة ‏من حرب غزة إلى اليوم حرب لبنان الجديدة وما زالت سوريا ‏ ‏تدفع ‫ثمن  الحرب على طول الطريق ‏والتي ما زالت آثارها تأكل البلد وتاكل القلوب..

عدت ‏وقد أجبرت نفسي أن أعود برغبه لإن أترك أثرا ولو طفيفا على جدار الذاكرة قد يعني شيئا لعائلتي وأبنائي يوما ما ويتذكروني ‏من خلال كلمة فكرة ‏خاطرة ‏حقيقية .. لأنه لا يبقى من ذكرى أي إنسان إلا كلمة، فكرة ، كتبها ، إنجاز تركه على جدران ‏التاريخ والذي مع ‏الوقت قد يزول ويختفي بسبب سرعة الحياة ‏وكمية الآثار التي يتركها أناس ‏مروا عبر التاريخ …

‏يا إلهي كم هو مؤلم و‏حقيقي  هذا الكلام، ‏ومع ذلك ما زال الأمل ‏يدفعنا ويحركنا لكي نتمسك ‏بالحياة و نقاتل لنحقق شيئا ‏لذاتنا ‏ونترك أثرا يفتخر به أبناؤنا ..

و  اليوم  في عصر الذكاء ‏الاصطناعي ‏و السوشل ميديا  الذي اقتحم حياتنا بطريقة لم نعد نستطيع إلا أن نعيش ضمنه وفي فلكه..‏عدت بعد ‏سنة من مشاهدة ‏الأحداث المؤلمة التي تمر بها ‏ ‏‏بلاد الشرق الاوسط عدت ‏لاكتب ‏ ‏بكلماتي وإحساسي ‏وشهادتي للواقع …كلماتي ‏التي أتمنى أن تكون صادقة قبل أن يشوهها الذكاء الاصطناعي الذي أصبح ‏متاحا  بدلا عنا  ويفكر بدلا ‏عنا  ويقرر بدلا ‏عنا و سيكتب ‏بدلا عنا ما نشعر به ويرسم ما نريده ويصور ما يعتقده الصح…

الذكاء الاصطناعي الذي سيتحول  إلى نحن، وسنتحول ‏نحن إلى أدوات للذكاء الاصطناعي.

‏لن ‏اتشاءم .. ‏سأكتب بحروفي وكلماتي ‏واحساسي، ‏وسأتعلم ‏كيف أستخدم هذا الذكاء بطريقة إيجابية تضيف إلى حياتنا تسهيلات وأدوات تمكننا من إيجاد الوقت لنستمتع بأنفسنا وعائلاتنا وحياتنا…

فتذكر يا صديقي كل شيء له وجهان سلبي ‏وايجابي وانت صاحب القرار ماذا ترى وكيف تستخدم ‏هذه التسهيلات وهذه الفرص  ‏وكيف تستفيد منها لنشر الوعي والقيم الأخلاقية الإيجابية والحقيقة قبل ان يتم التلاعب بها .

نعم سأواصل الكتابة حتى ولو بقي مجرد حرف يصل الى ‏الآخر ..

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى