عمر الشريف.. 6 عقود من العطاء لألمع نجوم مصر
شق الممثل المصري عمر الشريف طريقه من المحلية إلى هوليوود، حتى أصبح من أبرز النجوم العرب الذين حققوا شهرة عالمية بلغت ذروتها في فيلمي “دكتور زيفاجو” و”لورانس العرب”، وقدم على مدى نحو ستة عقود مجموعة من الأعمال السينمائية والتلفزيونية البارزة، حتى وفاته اليوم الجمعة.
ولد ميشيل ديمتري شلهوب، وهو الاسم الحقيقي للفنان الراحل، عام 1932 في مدينة الإسكندرية الساحلية بمصر، لأسرة ميسورة الحال لأب لبناني يُدعى جوزيف شلهوب يعمل بتجارة الأخشاب هاجر من لبنان إلى مصر في أوائل القرن العشرين. أما والدته فاسمها كلير سعادة وكانت من أصل لبناني-سوري.
التحق بالمدرسة الفرنسية ولكنه تركها في سن الـ10 بسبب زيادة وزنه وقد أدخلته والدته بعدها المدرسة الإنكليزية. وعندما بلغ الـ15 من العمر التحق بأشهر مدرسة إنكليزية في مصر أسسها الاحتلال لأبناء الصفوة وهي مدرسة “فيكتوريا كوليدغ” وهناك تعرف على الممثلة العالمية صوفيا، والملك الحسين ملك الأردن، والمخرج العالمي يوسف شاهين والمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد.
تربى عمر الشريف على الديانة المسيحية بمذهبها الكاثوليكي، ودخل كلية فيكتوريا الإنكليزية بالإسكندرية. وبسبب تشدد والده للكاثوليكية رفض زواج عمر من فتاة تدعى “يان” لأنها كانت مسيحية بروتستانتية.
اكتشف يوسف شاهين عمر الشريف ومنحه البطولة في أول أدواره أمام عدد من نجوم السينما آنذاك في فيلم “صراع في الوادي” عام 1954.
وشارك الشريف، الذي يعتبره سينمائيون من ألمع النجوم في تاريخ السينما المصرية، في بطولة أفلام تعد الآن من الكلاسيكيات منها “بداية ونهاية” و”صراع في النيل” و”في بيتنا رجل” و”إحنا التلامذة”.
وتزوج الشريف الممثلة المصرية فاتن حمامة بعد قبلة شهيرة في آخر مشاهد فيلم “صراع في الميناء” عام 1956. ومن أفلامهما معا “سيدة القصر” و”أيامنا الحلوة” و”أرض السلام” و”نهر الحب” و”لا أنام”.
وكان الفيلم المصري “المماليك” الذي عُرض عام 1965 آخر أعمال الشريف قبل أن يغادر مصر.
وكانت البداية القوية للشريف في السينما الأميركية عام 1962 حين اختاره المخرج البريطاني ديفيد لين لأداء دور “الشريف علي” في فيلم “لورانس العرب”، أمام ممثلين يحظون بشهرة عالمية، في مقدمتهم البريطاني بيتر أوتول والأميركي أنتوني كوين. وبعد هذا الفيلم شارك الشريف في عدد من الأفلام الإيطالية والفرنسية.
ولكن مشاركته في السينما الأميركية كانت الأكثر غزارة، وبرزت منها أفلام “دكتور زيفاغو” و”فتاة مرحة” و”سقوط الإمبراطورية الرومانية” و”تشي” عن الزعيم الأرجنتيني الأشهر تشي غيفارا الذي شارك في الثورة الكوبية.
وعاد الشريف للسينما المصرية عام 1984 بفيلم “أيوب” المأخوذ عن إحدى قصص الروائي نجيب محفوظ. كما قام ببطولة فيلم “الأراجوز” عام 1989 إضافة إلى مشاركته في فيلمي “المواطن مصري” عام 1991 و”ضحك ولعب وجد وحب” عام 1993 و”حسن ومرقص” عام 2008 مع الممثل المصري عادل إمام و”المسافر” عام 2009 مع خالد النبوي.
كما قدم مسلسل “حنان وحنين” في 2007 والذي شاركه بطولته نسرين إمام وسوسن بدر ومادلين طبر وأحمد عزمي.
ولم تنقطع علاقته بالسينما الأميركية إذ شارك عام 1999 في فيلم “المحارب 13” الذي قام ببطولته الممثل الأميركي-الإسباني أنطونيو بانديراس. كما قام عام 2003 ببطولة الفيلم الفرنسي “السيد إبراهيم وزهور القرآن”، وفاز عن دوره هذا بجائزة “سيزار” الفرنسية لأفضل ممثل في فبراير 2004.
عاصر عمر الشريف ملوك وحكام مصر بدءا من الملك فاروق، ولم يحب عبد الناصر فيما تودد منه السادات، أما علاقته بمبارك فكانت هامشية، كما لم يقتنع بمرسى كرئيس.
وقال الشريف في إحدى لقاءاته التلفزيونية إن والداته كانت تعقد حلقات سمر في منزل العائلة لنجوم المجتمع والباشوات، وكان الملك فاروق يتردد على منزلهم.
برغم من عدم ولائه للملكية، وفرحته في البداية بثورة الـ1952، إلا أن الشريف تراجع عن حبه لعبدالناصر بسبب تأشيرة الخروج والدخول للممثلين والحصول على تأشيرة حسن سير وسلوك قبل السفر.
وما زاد من كراهية عمر الشريف لعبدالناصر هو رئيس المخابرات صلاح نصر، الذي زار عمر الشريف وفاتن حمامة في منزلهما وطلب من الممثل أن يطلعه أولاً بأول عن أخبار النجوم في مصر، وأن يقيم علاقة عاطفيه مع الفنانة السورية نضال الأشقر، وذلك من أجل دخول منزلها والتجسس على والدها ودس السم له، ولكن الممثل رفض.
ورفض عمر الشريف عدم استجابة مبارك لمطالب “ثورة 25 يناير” بالتنحي قائلا: “مبارك فشل في تحسين مستوى معيشة المواطن العادي ويكفيه فترة الحكم التي قضاها”. ووصف علاقته بمبارك بالسطحية والهامشية.
وعن فترة حكم الإخوان المسلمون في مصر، قال عمر الشريف إنه عندما فاز الإخوان بالحكم تملكه الخوف على مصر، لأنه يرى أنهم جماعة انتهازية، استغلت الثورة لتقسيم السلطة بمصر كأنها “تورته”، ولكنه فرح بشدة عندما قام الشعب المصري بتصحيح المسار وقام بثورة جديدة واختار الرئيس عبدالفتاح السيسي ليحكم مصر.
العربية نت