غياب الشاعر الفلسطيني خيري منصور
ظل الشاعر والكاتب الفلسطيني – الأردني خيري منصور يقاوم مرض السرطان بمقالاته وقصائده وسخريته اللطيفة والجارحة، لكن المرض الخبيث كان أقوى من جسده فنال منه من دون أن ينال من روحه الحية. غاب صاحب «غزلان الدم» عن 73 سنة في عمان، المدينة التي كانت له فيها جلساته وأصدقاؤه، ومنهم كان محمود درويش. والكاتب الراحل خيري منصور من مواليد العام 1945 في قرية دير الغصون القريبة من مدينة طولكرم في الضفة الغربية، أكمل الثانوية العامة في طولكرم، وأنهى دراسته الجامعية في القاهرة.
أبعدته السلطات الإسرائيلية من الضفة الغربية العام 1967 فغادر إلى الكويت، ثم استقر في بغداد، حيث عمل محرراً أدبياً في مجلة «الأقلام» العراقية التي تعد من أبرز المجلات العربية في مرحلتها. ثم عاد إلى الأردن ليعمل محرراً في الصفحة الأدبية لصحيفة «الدستور» اليومية، وكاتب عمود فيها. وقد نعته الصحيفة، مستذكرة جهوده الكبيرة التي بذلها طوال عقود، ونعته صحيفة «الخليج» الإماراتية وصحيفة «القدس العربي» الصادرة في لندن، وهو كان يكتب عموداً أيضاً فيهما. ونعاه الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، قائلاً: «إن رحيل خيري منصور خسارة كبيرة للأدب وللصحافة والثقافة العربية عموماً، فهو ظل صادقاً متمسكاً بمبادئه ووفياً لقناعاته حتى لحظة رحيله، كما عبر عن القضية الفلسطينية التي أثرت في شعره وإنتاجه الأدبي والنقدي والثقافي».
ولعل انهماكه في الكتابة الصحافية اليومية لم يحل دون مواصلة مساره الشعري، فهو كان شاعراً قبل أن يكون صحافياً أو كاتباً، ويعكس شعره انشغاله بمرور الزمن وأثره على أحاسيسه الشخصية، ويعكس على الصعيد الجماعي آلام التجربة الفلسطينية وكذلك الإيمان والأمل اللذين هيمنا على التعبير الشعري لدى الشعراء الفلسطينيين خلال السنوات الأخيرة.
من أعماله الشعرية: «التيه وخنجر يسرق البلاد»، «الكتابة بالقدمين»، «ظلال»، «غزلان الدم»، «لا مراثي للنائم الجميل». وله أيضاً عدد من الكتب النقدية: «الكف والمخرز»، «دراسة في الأدب الفلسطيني بعد العام 1967 في الضفة والقطاع»، «تجارب في القراءة»، «أبواب ومرايا»، «مقالات في حداثة الشعر».
صحيفة الحياة