فرحات بن قدارة يتولى رسميا رئاسة مؤسسة النفط الليبية
أعلنت الحكومة الليبية برئاسة عبدالحميد الدبيبة إن فرحات بن قدارة تولى مهامه باعتباره الرئيس الجديد لمجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، التي قالت ان قوة مسلحة داهمت مقرها في طرابلس لفرض قرار تعيينه خلفا لمصطفى صنع الله.
ويمثل ذلك احد مظاهر الصراع للسيطرة على شركة الطاقة التي تمثل صادراتها مصدرا للتمويل للدولة كلها.
وقالت الحكومة في بيان نشرته منصة حكومتنا عبر صفحتها على فيسبوك ان “رئيس لجنة الاستلام والتسليم بين مجلسي إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى السمو يؤكد استكمال عملية الاستلام والتسليم”.
من جهته، قال بن قدارة في مؤتمر صحفي “عمليا اليوم تم استلام منصب رئيس مجلس الإدارة، وأعتبر نفسي أمارس مهامي وفقا للقانون”، مضيفا “من يشكك في قرار تكليفي كرئيس لمؤسسة النفط، عليه اللجوء للقضاء، وإذا حكم القضاء بأن هذا القرار غير قانوني سأغادر المؤسسة”.
لكن المؤسسة ذكرت في بيان على صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي إن قوة مسلحة وملثمة تابعة للحكومة في طرابلس اقتحمت مقر المؤسسة الخميس لتعيين مجلس الإدارة الجديد.
وقال بيان المؤسسة إن هذه الخطوة غير قانونية وإن المؤسسة ستقدم شكوى إلى النائب العام الليبي ضد ما وصفته “بالحكومة المنتهية”.
الى ذلك، رفضت لجنة الطاقة في البرلمان الليبي الذي يتخذ من شرق ليبيا مقرا له تحرك حكومة الدبيبة لإقالة صنع الله.
وترتب على الأزمة السياسية في ليبيا هذا العام صراع يتمثل طرفاه في البرلمان الذي يقع مقره في الشرق وسبق ان عين حكومة برئاسة فتحي باشاغا من جهة وحكومة الدبيبة ومقرها العاصمة طرابلس من جهة أخرى.
وأصبحت المواجهة بينهما تهدد بتقويض الاستقلال السياسي للمؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة، وهي جهة تصدير النفط الوحيدة المقبولة من المجتمع الدولي.
ولم يتضح ما إذا كان الصراع للسيطرة على مؤسسة النفط سيكون له تأثير فيما يتعلق بالحصار المستمر الذي تفرضه الفصائل الشرقية على إنتاج النفط الليبي أو ما إذا كان سيؤثر على جوانب أخرى من أعمال الشركة.
وأصدر الدبيبة يوم الثلاثاء قرارا بعزل صنع الله ومجلس إدارته وتعيين محافظ البنك المركزي السابق بن قدارة مكانه.
ورفض صنع الله الخطوة قائلا إن الدبيبة لا يتمتع بأي سلطة لأن تفويض حكومة الوحدة الوطنية انتهى. ويرفض الدبيبة تسليم السلطة.
وكتب السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند على تويتر الخميس “نتابع بقلق بالغ التطورات المتعلقة بالمؤسسة الوطنية للنفط”، مضيفا أن المؤسسة حافظت على استقلالها السياسي وكفاءتها الفنية في عهد صنع الله.
وقالت لجنة الطاقة بالبرلمان في بيان إنها تعترف بمجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط برئاسة صنع الله كمجلس شرعي واتهمت الدبيبة بإبرام ما وصفته بأنه صفقات سياسية مشبوهة.
ويقول محللون إن تعيين بن قدارة قد يكون محاولة من الدبيبة لاستمالة قائد الجيش الوطني في الشرق خليفة حفتر، وهو حليف قديم للبرلمان، وتفادي محاولة أخرى لتنصيب باشاغا وإدارته المنافسة في طرابلس بطريق القوة.
ونشب خلاف بين صنع الله ووزير النفط في حكومة الوحدة الوطنية محمد عون منذ شهور وقالت الوزارة الخميس إنها أكدت قرار تعيين مجلس إدارة جديد تشرف عليه.
وأدت المواجهة السياسية لفرض السيطرة على الحكومة إلى حصار هذا العام فرضته الفصائل المتحالفة مع حفتر الذي يطالب الدبيبة بالتنحي عن السلطة لصالح باشاغا.
وأدى الحصار إلى خروج 850 ألف برميل يوميا من السوق لكن المؤسسة الوطنية للنفط قالت هذا الأسبوع إنها ستستأنف الصادرات من ميناءين وتأمل في استئناف الإنتاج قريبا في بعض المنشآت الأخرى.