«فلفل» نسرين ظواهرة: التلفزيون «أونلاين» أكثر من ممكن
دخلت الصحافيّة نسرين ظواهرة عالم التلفزيون «أونلاين» من بابه الواسع، في برنامج انتقادي بعنوان «فلفل» يعرض عبر «النهار تي في» بوتيرة أسبوعيّة، كلّ خميس. في كلّ حلقة (بين سبع أو ثماني دقائق)، تقدّم ظواهرة ملخّصاً انتقادياً ساخراً لأبرز الأحداث التي شهدها الأسبوع على الساحتين الفنيّة والإعلاميّة. يحصد البرنامج نسبة مشاهدة عالية، كما أنّه منفّذ بإتقان، ما يجعل مضمونه أفضل من معظم ما يُعرض على الشاشات المحليّة. عن ذلك، تقول ظواهرة لـ «السفير»: «يمثّل البرنامج تحدّياً لي، لمدّته القصيرة، إذ إنّي مضطرة لقول الزبدة حول أيّ موضوع باختصار، يشرح المراد قوله من دون لفّ ودوران. لا أجد صعوبة لناحية كتابة المضمون، وأكتب نصّي بنفسي، لكنني أجريت تجارب عدّة لاختيار الشكل الذي أريده لهذا البرنامج».
لا تنفي ظواهرة تلقّيها ردود فعل إيجابيّة بعد عرض كلّ حلقة من «فلفل» (بلغت حتّى الآن ثلاثين حلقة)، بالرغم من ابتعاده البرنامج عن نبرة المجاملات السائدة في بعض أوساط الصحافة المعنيّة بالفنّ. تقول: «أعطي نقداً بنّاءً، فمَن يحبّ الفنانين ينتقدهم إذا كانت مصلحتهم تهمّه، ومن يصفق فقط لا غير فهو غير صادق، علينا قول الحقيقة كما هي، والناس تصدّقني، وذلك ما أعتبره النجاح الحقيقي لـ «فلفل».
بدأت ظواهرة مسيرتها الإعلاميّة في العام 1999، كمتدرّبة في إذاعة «صوت لبنان» حين كانت في سنتها الجامعيّة الأولى. عملت لاحقاً في إذاعة «أم بي أس»، حيث قدّمت نشرة الطقس بداية، ثمّ انتقلت إلى تقديم مجموعة من البرامج. ومنذ ثلاث سنوات، تقدّم برنامجَيْن إذاعيَيْن عبر أثير «صوت لبنان» (100.5)، الأول حواري بعنوان «متل الحلم» ويستضيف نجوماً عرباً منهم كاظم الساهر وماجدة الرومي، والآخر انتقاديّ بعنوان «همس الكواليس». وبجانب تقديمها برنامج «فلفل» في «النهار تي في»، فإنّها تعمل منذ العام 2004 في «دليل النهار». تقول: «كنت قارئة نهمة للدليل مهووسة بفكرته، خصوصاً بالنقد عبر صفحاته، اتصلت بالمسؤول عن الدليل الأستاذ جوزيف بو نصار وبدأت العمل، وكانت مقالتي الأولى عن الشحرورة صباح».
تعزو ظواهرة قدرتها على رفع سقف النقد، إلى كونها «غير تابعة لأيّ فنّان»، بحسب تعبيرها. «تعلّمت من برنامج «همس الكواليس» أن أكون أجرأ، والبرنامج سيعود في انطلاقة مختلفة قريباً في دورة البرامج الجديدة عبر «صوت لبنان». ولكن كيف توفّق بين النقد، وعملها كملحقة إعلاميّة لهيفاء وهبي؟ تردّ: «انتقدت جرأة فستان هيفاء وهي بنفسها اعترفت بأنّها أخطأت، وكانت مصداقيتي على المحكّ، إذ اعتبر بعضهم أنني لن أنتقد هيفاء لكوني أعمل معها، وفاتهم أنّ مصداقيتي هي الأساس، ولكنّها هنّأتني، وهي أوّل المعجَبين ببرنامج «فلفل»، وتنتظره أسبوعياً».
لا تنكر ظواهرة شغفها بالعمل التلفزيوني، وتقول إنّها تلقّت أكثر من عرض لتقديم برنامج تلفزيوني، ولكن «لم أجد نفسي في تلك العروض، أجد أنّ هناك أعمق وأهمّ ممّا عرض عليّ». توضح: «لطالما شغفت بمشاهدة البرامج التلفزيونيّة، وكنت أجلس أمام التلفزيون ما يقارب الست ساعات لأتابع برامج زياد نجيم، وزافين، وعمرو أديب، وبما أن العصر الحالي هو عصر الإنترنت، قلت لا للعروض التلفزيونية لأنني أرى اليوم الدنيا أونلاين». الأكيد أنّ رؤية ظواهرة في هذا السياق، تحمل الكثير من الصواب، نظراً لنجاح برنامج «فلفل»، واستعدادها لتقديم برنامج جديد مع «النهار تي في». تخبرنا: «بعد شهر أو شهرين سأقدّم برنامجاً حوارياً، وقريباً سأصوّر مقدّمة «فلفل» مع مخرج لبناني مهم». كما طلبت شركة إنتاج تلفزيونية من ظواهرة تطوير فكرة البرنامج لتعرض عبر إحدى الشاشات، وهي تعمل على تحقيق هذه الفكرة في «حال اكتملت عناصرها، فالنقد هو أصعب أنواع الإعلام ويتطلّب خبرة ومصداقيّة».
صحيفة السفير اللبنانية