في دمشق «أحمر» الحبّ و«أحمر» الدمّ
انطلقت كاميرا المخرج جود سعيد لتصوير أول عمل درامي خاص به، من إنتاج شركة «سما الفن». تدور أحداث مسلسل «أحمر» في العاصمة دمشق، ضمن الظروف الراهنة، وخلال مستويات زمنية مختلفة، لترصد بعض جوانب تحوّلات الشخصية السوريّة على مدى عقود.
بعيداً عن الخوض في تفاصيل الحرب الحالية التي ستكون مجرد خلفية للأحداث في «أحمر»، تبدأ فصول الحكاية من مقتل خالد (عباس النوري)، القاضي في «جهاز الرقابة والتفتيش»، وتستمرّ حتى لحظة الكشف عن كل ملابسات الجريمة. يتولّى التحقيق العميد حليم (رفيق علي أحمد) الذي يكتشف ارتباط القتيل بشخصيّات أخرى. تشهد على الجريمة الصحافيّة سماح (سلاف فواخرجي).
يعرب جود سعيد عن سعادته بتجربته الأولى في الدراما، بالرغم من تأكيده بأنّ من يختبر نشوة صناعة الصورة في السينما من المستحيل أن يثيره أي كادر تصوير آخر. ويلفت إلى أنّ سبب اختياره «أحمر» يعود إلى وجود نص مشوّق وجميل وظروف إنتاج جيدة. ويضيف: «النصّ في أيّ عمل سينمائي أو درامي عبارة عن حالة تطوّر دائمة، عندما يُكتب تُرسم الصورة في الخيال، من الشخصيات إلى أماكن التصوير وغيرها، لكن بعد اعتماد الممثلين ومكان التصوير تختلف الأمور، فالواقع يفرض مراجعة النص من جديد».
يشدّد سعيد في حديث لـ«السفير»، على أن نجاح العمل مرهون بالجمهور، ويلفت إلى أن الدراما تعاني اليوم من مشكلة في الكتابة والكتاب، «حيث هناك تساهل في إعادة كتابة التجارب نفسها، ولا توجد حالة بحث في الكتابة، الأمر الذي ينطبق إلى حد بعيد على واقع مجتمعنا في كل الحالات».
من جانبه، يوضح أحد كاتبَي العمل علي وجيه لـ «السفير»، أن تجربته السابقة مع شريكه في الكتابة يامن الحجلي كانت ناجحة في مسلسل «عناية مشدّدة» العام الماضي. يقول: «وجود نظرة مشتركة لطريقة تناول المشروع الفنّي أمر صعب لكن مهم جداً، خصوصاً أنّ أغلب الأعمال الناجحة تقوم على الكتابة المشتركة أو ما يعرف بورشات الكتابة». ويضيف: «وجدت الفكرة التي يمكن أن نكرر بها التجربة في «أحمر»، «لون الدم والحب». ويلفت وجيه إلى أن «القصة هي عبارة عن جريمة قتل، بما يترافق معها من حبّ، بالإضافة إلى سكّان الحارة والشخصيّات المرتبطة بحياة القاضي، وغيرها من الأحداث المؤثرّة في سياق العمل الدرامي».
اختارت الممثلة صفاء سلطان «أحمر» ليكون بوابة لعودتها إلى الدراما السورية بعد تجاربها الناجحة في مصر والدراما العربيّة المشتركة. تكشف عبر «السفير» أنّها تؤدّي في العمل دور سيدة مجتمع عنيفة جداً، تنشئ جمعيّات خيريّة وتعيش قصة حب غريبة، وتلفت إلى أن العمل يتناول استغلال «بعض الناس للأزمة في سوريا».
وتعرب سلطان عن سعادتها بالعودة إلى الدراما السورية عبر «أحمر»، إذ تؤكد أنّ «أجواء التصوير جميلة والمخرج يتعامل مع العمل كفيلم سينما». وتضيف: «العمل جذبني والشركة تمسكت بي لأكون ضمنه»، وتتابع: «كثيرة هي العروض المقدمة لهذا العام، لكن أتمنى أن تكون عودتي إلى أهلي وأصدقائي قوية».
بدورها تؤدّي الممثلة رنا جمول دور لبنى، زوجة القاضي خالد، وهي روائية تهمّها العائلة بالدرجة الأولى. تتحدّث جمّول لـ«السفير» عن الشخصيّة، قائلةً إنّها «رومانسيّة تعيش حياتها كأنّها في الروايات التي تكتبها، أساس مشكلتها زوجها خالد بعدما كشفت خداعه لها. لكن بالرغم من كل شيء تعيش مع ابنها، وكأنّها في عالم مختلف». وتضيف: «أحمر يحمل جديداً بطريقة المعالجة وطرح المشكلة، بالإضافة إلى القصة البوليسيّة التي تشد الجمهور».
من جهته، يؤدّي الممثل محمد الأحمد شخصية رام رجل الأعمال الكبير، يوضح عبر «السفير» أنّ الدور جديد، بالنسبة إليه، إذ تتميّز الشخصيّة بالشجاعة والتسلط، وحب المال، إذ يسعى للحفاظ عليها بأيّ ثمن. شخصيّة لا حدود لطموحها تفعل أي شيء للوصول إلى هدفها».
يشارك في بطولة المسلسل سلاف فواخرجي إلى جانب رفيق علي أحمد وعباس النوري وديمة قندلفت، وصفاء سلطان، وزهير عبد الكريم، ومحمد الأحمد، ويامن الحجلي، ومحسن عباس، وروزينا اللاذقاني، ومصطفى المصطفى، وفارس ياغي، وأمير برازي، … ومن المتوقّع أن يُعرض خلال موسم رمضان القادم.
صحيفة السفير اللبنانية