قطر تواجه عزلة اقتصادية شديدة

قالت السعودية والإمارات والبحرين الاثنين إنها ستقطع خطوط النقل الجوي والبحري والبري مع قطر في حين قالت مصر إنها ستغلق مجالها الجوي وموانئها البحرية أمام جميع أشكال حركة النقل القطري. وألغيت مئات الرحلات الأسبوعية لشركات طيران مثل الخطوط الجوية القطرية وطيران الإمارات والخطوط الجوية العربية السعودية. ومنعت السعودية الاثنين شركات الطيران القطرية من عبور مجالها الجوي بينما قالت شركتا الاتحاد للطيران بأبوظبي وطيران الإمارات بدبي إنهما ستعلقان جميع الرحلات من وإلى الدوحة اعتبارا من صباح الثلاثاء حتى إشعار آخر.

وأعلنت وزارة الطيران المدني المصرية الاثنين وقف كل الرحلات الجوية بين مصر وقطر وغلق الأجواء المصرية أمام الطائرات القطرية. وقال المستشار الاعلامي لوزارة الطيران المدني باسم عبدالكريم إن وزارته “أصدرت قرارا بوقف جميع الرحلات الجوية بين مصر و قطر وغلق الأجواء المصرية أام الطائرات القطرية المسجلة بالطيران المدني القطري سواء بالعبور أو الهبوط”، مضيفا أن “العمل بهذا القرار سيبدأ اعتبارا من الثلاثاء وإلى أجل غير مسمى”.

وقطر هي مقر شركة الخطوط الجوية القطرية إحدى شركات الطيران العالمية وتضم منطقة الخليج الكثير من المطارات التي تعد مراكز رئيسية للرحلات الدولية. وعلى سبيل المثال خدم مطار حمد الدولي الرئيسي في قطر نحو 9.8 ملايين مسافر في الفترة بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار وفقا لموقعه الإلكتروني.

وقال ويل هورتون المحلل لدى مركز كابا للطيران في ملبورن “ثمة تأثير أوسع نطاقا من مجرد عدم قدرة الخطوط القطرية على الهبوط في أسواق مثل السعودية والإمارات لأن تلك الأسواق مصادر مهمة لحركة العبور. مسافر الرياض قد لا يستطيع الانتقال إلى بانكوك عبر الدوحة ومسافر دبي قد لا يمكنه السفر إلى لندن عبر الدوحة”.

وجاءت أشد القيود من الهيئة العامة للطيران المدني السعودية التي منعت جميع الطائرات القطرية من الهبوط في مطارات المملكة ومن عبور المجال الجوي السعودي. ومنعت الهيئة شركات الطيران التجارية والخاصة من تسيير الرحلات إلى قطر. في الوقت نفسه أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني البحرينية وقف الرحلات من قطر وإليها وفقا لوكالة أنباء البحرين الرسمية.

ومن بين شركات الطيران انضمت فلاي دبي وطيران الخليج البحرينية إلى شركتي الاتحاد للطيران وطيران الإمارات في إعلان تعليق جميع الرحلات من الدوحة وإليها. وقالت الخطوط القطرية على موقعها الإلكتروني إنها علقت جميع الرحلات إلى السعودية.

وحذر ساج أحمد كبير المحللين لدى ستراتيجيك إيرو ريسيرش في بريطانيا من حدوث اضطراب في حركة الطيران بدول مجلس التعاون الخليجي وهي البحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات. وقال “سيتأثر المجال الجوي بتغيير مسار الرحلات لاسيما للخطوط القطرية التي لم يعد مسموحا لها باستخدام المجال الجوي الشاسع للسعودية في الرحلات المتجهة إلى أوروبا وأميركا الشمالية”.

وتابع “بنفس القدر فإن أسطول الطائرات النفاثة نحيفة البدن الخاص بالخطوط القطرية الذي لن يتسنى استخدامه في الرحلات بين دول مجلس التعاون وسيتعين توقفه سيؤثر على الأنشطة في الدوحة لأن مساحات التوقف ستقل ما قد يقود لتأجيل رحلات وتحمل تكلفة إضافية.”

ولا تنشر الخطوط القطرية تفاصيل بيانات الإيرادات لمنطقة الخليج. وفي العام الماضي نشرت الشركة الأم النتائج المالية للمرة الأولى وأظهرت أنها حققت ربحا صافيا 1.6 مليار ريال (439 مليون دولار) في العام المنتهي في مارس/آذار 2016 ارتفاعا من 374 مليون ريال في العام السابق.

ويمثل الخلاف بين دول الخليج تحديا جديدا لشركات الطيران في المنطقة في وقت يحاول فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقييد حركة السفر للقادمين إلى الولايات المتحدة من عدد من الدول الإسلامية. وحظرت السلطات الأميركية استخدام معظم الأجهزة الإلكترونية على متن الطائرات القادمة من بعض الوجهات في الشرق الأوسط.

والقيود المفروضة على قطر أكثر صرامة منها خلال خلاف سابق استمر ثمانية أشهر في 2014 حين سحبت السعودية والبحرين والإمارات سفراءها من الدوحة لنفس الأسباب لدعم قطر لجماعات متشددة لكن في ذلك الوقت تقرر الإبقاء على رحلات الطيران. كما أعلنت مصادر تجارية أن ميناء الفجيرة الإماراتي أصدر مذكرة الاثنين تحظر رسو جميع السفن التي ترفع علم قطر أو تلك المتجهة إلى الموانئ القطرية أو القادمة منها بعد خلاف دبلوماسي بين الدوحة وبعض الدول العربية.

وقالت السلطات في المذكرة إنه في إطار القرار الذي اتخذته الإمارات بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لن يتم السماح لتلك السفن بالرسو في ميناء الفجيرة لحين إشعار آخر بغض النظر عن طبيعة ذلك الرسو. وقالت الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر والبحرين الاثنين إنها قررت قطع جميع العلاقات بما في ذلك النقل، مع قطر أكبر بلد مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.

وباتت الدوحة تواجه عزلة اقتصادية طالت معظم قطاعاتها الحيوية بينما لم يتضح بعد كيف ستتكيف السلطات القطرية مع قرارات تعليق أو وقف الرحلات من وإلى قطر من مصر والامارات والسعودية والبحرين.

وقالت مصادر مصرفية إن بعض البنوك المصرية أوقفت بعض المعاملات مع نظيرتها القطرية. وقال مصرفيون في السعودية والإمارات إن الوضع طبيعي وإنهم لم يتلقوا أي توجيهات من البنوك المركزية بشأن العلاقات. وكان بنك قطر الوطني ينوي التقدم بطلب للحصول على رخصة بنك استثمار لوحدته السعودية. وفتح البنك في الفترة الأخيرة فرعا في الرياض. وقال مصدر مطلع إن النشاط يمضي كالمعتاد في فروع البنك بالسعودية ومصر.

كما علق النادي الأهلي السعودي لكرة القدم عقدا مع الخطوط الجوية القطرية بتوجيه من الحكومة السعودية.

ومجموعة النقل البحري القطرية (ملاحة) من بين المشترين المحتملين للشركة العربية المتحدة لناقلات الكيماويات المملوكة بنسبة 45 بالمئة لشركة الملاحة العربية المتحدة. وتحوز قطر 51 بالمئة في الملاحة العربية المتحدة بينما تملك السعودية 35 بالمئة.

وهناك ما لا يقل عن ثلاثة إصدارات لسندات دولية مزمعة من قطر بينما يجري البنك التجاري القطري محادثات مع بنوك بشأن سندات دولية محتملة. وفوض مصرف الريان الإسلامي بنوكا قبل إصدار مزمع لصكوك دولارية لن يقل عن 500 مليون دولار، لكن تقرر تجميد الخطة بسبب مباحثات الاندماج الثلاثي بين مصرف الريان وبنك بروة وبنك قطر الدولي.

واختار بنك قطر الدولي الإسلامي بنوكا قبل إصدار صكوك دولارية محتمل.

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى