علاقات اجتماعية

كيفية تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعائلية في الزواج

قد تكون أنت وزوجك تبلغان من العمر بين 30 أو 40 عاماً، ولديكما أطفال، وتحاولان تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعائلية في الزواج، في بعض الأحيان، تنظرين بشوق إلى الأزواج الشباب الذين يبدون في حالة حب ولا داعي للقلق، وما زلت تتذكرين حالات الحب التي كنتِ تعيشينها وأنت عزباء، واليوم يختلف الوضع وأنت متزوجة وعليك أن تقومي بمهمات عديدة تجاه زوجك وأولادك ومنزلك، يتم استهلاك حياتك كلها بطريقة جيدة لتربية هؤلاء الصغار في حياتك، لذلك ربما يبدو الأمر كما لو كنت تركزين في الغالب على الأطفال، وليس لديك وقت للاهتمام بحياتك الشخصية.

ساندرا فاعور اللقيس، خبيرة الصحة العقلية ومدربة المرونة العاطفية والجسدية تحدّثت لـ”سيدتي” كيفية موازنة المرأة بين حياتها الشخصية  والعائلية في الزواج بالقول: “غالباً ما يوصف الزواج بأنه اتحاد بين حياة وأحلام وطموحات شخصين، ورغم أن هذا الاتحاد جميل، فإنه يتطلب أيضاً توازناً دقيقاً بين الحفاظ على الفردية ورعاية الروح الجماعية للأسرة. وبصفتي مدربة حياة وممارسة للصحة العقلية ومدربة المرونة العاطفية والجسدية، فقد شهدت بنفسي كيف يمكن للأزواج أن يزدهروا من خلال التوفيق بين هذه القوى التي تبدو متعارضة في الكثير من المواقف في أدبيات وثقافة منطقة الشرق الأوسط، حيث تؤكد القيم الثقافية على قدسية الأسرة، قد يبدو التوازن أحياناً وكأنه مشي على حبل مشدود، ومع ذلك، من خلال التفكير بصدق والخطوات العملية، من الممكن تحويل الزواج إلى علاقة قوية ومُرضية للطرفين حيث يتعايش النمو الشخصي مع أولويات الأسرة بانسجامٍ تام

الأساس: التواصل بنية التعاطف

في قلب كل زواج ناجح يكمن التواصل، ومع ذلك، ليست كل المحادثات متساوية، الأمر لا يتعلق فقط بالتحدث بل بالاستماع بتعاطف وفهم.

نصيحة: خصصي 15 دقيقة يومياً للحوار المتواصل وغير المتحيز مع شريك حياتك، ركزي على مشاركة أفكارك ومشاعرك وأحلامك، ذلك يعزز الثقة ويضمن أن يشعر كل من الشريكين بالسمع والتقدير.

العناية بالذات ليست أنانية

يشعر العديد من الأشخاص، وخاصة في الثقافات التي تعطي قيمة للأسرة، بالذنب من إعطاء الأولوية لأنفسهم، ومع ذلك، فإن إهمال الرفاهية الشخصية غالباً ما يؤدي إلى الإحباط والإرهاق، مما قد يؤثر على الزواج.

نصيحة: خصصي وقتاً أسبوعياً لنشاط يمنحك الطاقة ويحقق لك الرضا، سواء كان من خلال القراءة أو ممارسة الرياضة أو ممارسة أي هواية لديك، شجعي زوجك على القيام بالشيء نفسه، السلامة العقلية والجسدية تساهم في بناء علاقة زوجية أكثر صحة.

أفضلية النوعية على الكمية في وقت الأسرة

في عالمنا اليوم الذي تتسارع فيه الأحداث والخطوات في كل المجالات، يشعر العديد من الأزواج بالضغط الكبير لقضاء كل لحظة مجانية مع الأسرة، ومع ذلك، غالباً ما تتفوّق النوعية على كمية الوقت المشترك.

نصيحة: خصصي ولو أمسية واحدة في الأسبوع لتكون أمسية عائلية غنية بالمشاركة، انخرطي في أنشطة هادفة مثل تحضير وجبة معاً، أو ممارسة الألعاب، أو إجراء محادثات عميقة في مواضيع تهم الزوجين.

الزوجان داخل الأسرة

في حين أن الحياة الأسرية هي محور الاهتمام، فمن الضروري أن نتذكر أن الزوجين هما حجر الزاوية في بناء الأسرة، العلاقة الزوجية القوية توفّر الاستقرار والأمان لجميع المعنيين بها.

نصيحة: خططي لأمسيات منتظمة ومتكررة لإعادة إحياء الألفة والتواصل مع الشريك، ليس من الضروري أن تكون هذه الأمسية باهظة الثمن، ففي بعض الأحيان، يمكن أن تكون أمسية هادئة في المنزل مع فيلم مفضل أو نزهة طويلة ذات مغزى بالقدر نفسه من الأهمية لدى الطرف الآخر.

موازنة الأدوار مع الحدود

في العديد من العلاقات الزوجية، يمكن أن يؤدي تقسيم الأدوار إلى إزالة الحدود، مما يؤدي إلى الاستياء أو الإرهاق عند أحد الزوجين، تساعد الحدود الواضحة والمحترمة لكل طرف في الحفاظ على الألفة والانسجام.

نصيحة: قومي بإعادة تقييم مسؤوليات المنزل بانتظام، وتأكدي من أنها منصفة، تذكري دائماً أن الشراكة تزدهر بالجهد المتبادل.

رعاية الألفة بطريقة محترمة

تتجاوز الألفة الجانب المادي؛ فهي تتعلق بالاتصال العاطفي والثقة والتفاهم، الحياة الحميمة الممتعة تثري الرابطة الزوجية وتؤثر بشكل إيجابي على ديناميكيات الأسرة بشكل عام.

 

نصيحة: خصصي مساحة آمنة للمحادثات المفتوحة حول الرغبات والاحتياجات والحدود، إن فهم بعضنا البعض بعمق يعزز الاتصال والاحترام.

 

ماذا ينبغي فعله: استثمري في زواجك

الزواج رحلة وليس وجهة، يتطلب جهداً مستمراً وتعلماً وتكيفاً، إذا شعرت بالتعثر أو الإرهاق؛ ففكري في طلب التوجيه من محترف يمكنه تقديم استراتيجيات مخصصة لحالتك الخاصة.

تذكري أن الزواج المتوازن لا يعني العطاء بالتساوي في جميع الأوقات، بل يتعلق بدعم بعضنا البعض واستمرارية الحياة، من خلال إعطاء الأولوية للتواصل والعناية الذاتية والتواصل، يمكنك إنشاء شراكة مزدهرة وعائلة مزدهرة.

خطوتك التالية:

خذي لحظة اليوم للتفكير في جانب معيّن من علاقتك الزوجية حيث تشعرين بعدم التوازن، شاركي أفكارك مع زوجك وألزمي نفسك بعمل صغير يساعد على استعادة الانسجام.

 

 

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى