كيف أختار الشريك المناسب بطريقة صحيحة؟
الزواج سُنَّة الحياة، وهو اقتران لبناء عائلة قائمة على الاحترام المتبادل والأسس الاجتماعية والثقافية والدينية، ودائماً ما يتحير الشباب من النساء والرجال عند الشريك المناسب، وذلك لأن هذه الخطوة لها أهمية في بناء أسرة سليمة تستطيع الاستمرار؛ ولذلك يجب أن تكون هناك دقة في الاختيار، وأن تكون هناك دراسة جيدة له من خلال التفاعل معه في مواقف الحياة المختلفة في فترة التعارف.
هل معايير اختيار الشريك المناسب قرار شخصي؟
تقول استشاري العلاقات الأسرية منال خليفة لـ”سيدتي”: يعتبر اختيار شريك الحياة الخطوة الأكثر أهمية لتكوين الأسرة، وتنشئة أجيال تكون نواة للمستقبل. فكل إنسان يظل يبحث في الحياة عن نصفه الآخر، ويسعي بجهد لكي يجده ليكمل معه حياته في سعادة واستقرار. ونظراً للتحول الكبير الذي نعيشه في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وبعد أن كانت مهمة اختيار شريك الحياة قديماً تقع على عاتق الأم أو النساء بوجه عام، ولا يكون للمقبل على الزواج أي دور في هذا الاختيار أو القرار. أصبحت الآن هذه المهمة من اختصاص الشاب والشابة باجتهادهما من دون اللجوء في كثير من الأحيان إلى استشارة أهلهما أو الاستعانة بهما. كما وأصبحت معايير اختيار الشريك المناسب للحياة والزواج هو قراراً شخصياً.
كيف أعرف أن هذا الشخص مناسب ليكون شريك حياتي المستقبلي؟
تقول منال خليفة: هناك مجموعة من المعايير عند اختيار شريك الحياة إذا انضبطت هذه المعايير؛ انضبط الزواج تماماً. ولا بدَّ لكل فتاة أن تحسن الاختيار، وتفكر جيداً قبل الإقدام على هذه الخطوة المصيرية أيضا. ولا ينبغي تحت أي ظرف أن تتعجل في اختيارها؛ فكما يقولون بالعجلة الندامة. ومن ثَم لا بدَّ من التأني والهدوء والنظر بواقعية عند اختيار شريك الحياة؛ فهذا الأمر هو أول خطوة في مرحلة الإعداد للحياة الزوجية. الحياة المستقبلية التي ستقترن فيها حياتك مع شخص آخر خلاف عائلتك التي نشأت بكنفها. ولذلك فهذا القرار يعد من أهم وأخطر القرارات التي تتخذها المرأة في حياته. وهو مقدمة على المرحلة الحاسمة التي تكرس لسلامة الزواج واستمراره وسعادته، أو تعثره.
عوامل أساسية تساعدك في اختيار الشريك المناسب
شريك يشاركك القيم والمبادئ
القيم والمبادئ من أهم عوامل اختيار شريك الحياة؛ فهما يمثلان نظرة كل شخص للحياة وللعالم الخارجى، والقيم تمثل أخلاقيات الشخص وطريقة تفكيره وتربيته وشخصيته وخبراته وتجاربه والبيئة الاجتماعية والدينية والثقافية التى نشأ فيها؛ فمن المهم أن يكون هناك اتفاق مشترك على الأمور الأساسية مثل العائلة، والدين، والأخلاق، لا بدَّ أن تجدين شريكاً يتوافق معك في ميولك واهتماماتك، ومعتقداتك، وأن تكون بينكما أرضية مشتركة، وأن يجمع بينكما التفاهم والاحترام والمودة.
شريك تتوافقين معه عاطفياً
وهو التفاعل الإيجابي الذي ينشأ عنه التعبير عن الحنان والحب والثقة المتبادلة، والتفاهم أيضا. فلا بدّ أن لديه تكون رغبة صادقة في إنشاء علاقة زوجية ناجحة. والبدء بالتعبير والكشف عن مشاعره العاطفية بطريقة إيجابية وفي أوقاتها المناسبة. مع ضرورة تفاعله وتقبله لمشاعرك أيضا. فلكل منكما حاجاته واهتماماته. كما يجب أن يكون هناك توافق وتواصل جيد بينكما على المستوى العاطفي، يشمل ذلك القدرة على فهم بعضكما بعضاً ودعم بعضكما بعضاً عاطفياً في الأوقات الصعبة.
شريك داعم للاحترام المتبادل
الاحترام المتبادل بين الشريكين ضروري ومهم؛ لأنه مكون أساسي من مكونات الزواج، وهو بمنزلة قلب أي زواج ناجح، لأنه حجر الأساس الذي يحول العلاقة من حب رومانسي وإعجاب إلى علاقة دائمة؛ لذا يجب أن يكون هناك احترام متبادل بينكما، واحترام لأفكار ورغبات بعضكما بعضاً، واحترام للحدود الشخصية لكل منكما.
شريك تتفق أهدافه مع أهدافك ورؤيتك للمستقبل
إنها القدرة على رؤية ما وراء الحاضر والمستقبل، والرؤية المستقبلية مهمة؛ لأنها تسمح للشريكين بالتخطيط للمستقبل وتحديد الأهداف والعمل على تحقيقها، ويكون هناك توافق على الأهداف والتطلعات المستقبلية؛ لأنه لا بدَّ أن يكون هناك توافق في الطموح وتوافق في الرؤى حتى ينجح الزواج.
شريك يجيد التعامل مع الصعاب
من أهم عوامل اختيار شريك الحياة أن يكون لديه القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة، والاحتفاظ بالمرونة والروح المعنوية أيضا. أي يستطيع أن يصمد لأزمات الحياة وضغوطها، ويكون لديه القدرة على مواجهة التحديات. فمن المهم أن تكونوا قادرين معاً على التعامل مع التحديات والصعاب بشكل صحيح. ويمكن أن تكون قدرة شريكك على التعامل مع الصعاب والاحتفاظ بالروح المعنوية مهمة في بناء علاقة قوية.
ان يكون الشريك المناسب صادق
الصدق، وهو من أهم الصفات التي لا بد أن توجد في شريك الحياة. فعند بناء العلاقة على أساس صادق تكون أكثر نجاحاً وقدرة على الاستمرار. فالصدق من أهم الصفات التي تساعد في استقرار الحياة الزوجية ونجاحها أيضا. فالشريك الصادق لن يخونك أبداً، وهو أمر لا يقدر بثمن.
شريك يدعم أحلامك وطموحاتك
لا بدَّ من أن يدعم شريكك أحلامك وطموحاتك؛ لأن هذا سيحدد مدى تشجيعه وتحفيزه لك. فالأحلام والطموحات هي الأمور التي تحمسك وتشعل شغفك في الحياة، والتي تجعلك تسعين لتحسين نفسك وواقعك أيضا. فإذا كان شريكك يدعم أحلامك وطموحاتك؛ فهذا يعني أنه يؤمن بك وبقدراتك، وأنه يساندك ويساعدك في تحقيق طموحاتك. وهذه الطموحات تجب مناقشتها بوضوح مع هذا الشريك، والتأكد من دعمه التام لها قبل إتمام الزواج منه.
شريك يتوافق معك من الجانب الفكري
إن غياب التوافق الفكرى ووجود حالة من الاختلاف الفكرى يسبب مشكلات كبيرة فى مستقبل العلاقة؛ بسبب وجود طرفين كل منهما يفكر بطريقة مختلفة عن الآخر، فبعض الرجال يكون لهم اتجاهات متشددة نحو معتقدات وأفكار معينة، سواء سياسية كانت أو دينية أو اجتماعية، وهذا إذا لم يكن متوافقاً مع أفكار الطرف الآخر؛ فإن العلاقة سوف تفشل بشكل أكيد، إذاً يجب أن يكون هناك توافق فكرياً مع الطرف الآخر قبل الزواج.
الشريك المناسب يتوافق معك في المستوى الاجتماعي
التوافق الاجتماعي لا شك أن له دوراً كبيراً في خلق جو من التفاهم بين الشريكين، وقيام كل منهما بواجبه اتجاه الآخر، لا بُدَّ من وجود تكافؤ اجتماعي بين الشريكين؛ لكي يكونا قادرين على التعامل مع بعضهما بعضاً، دون وجود فجوة كبيرة تتسع مع الوقت في ظل اختلاف طريقة تفكير كل منهما والبيئة الاجتماعية التي ترعرع فيها، وبالتالي لا بدَّ أن تحرصي على تناسب الحالة الاجتماعية بينكما؛ فالفروق الاجتماعية الكبيرة تخلق فارقاً في الفكر والتطلعات بين الطرفين.
ان يكون الشريك المناسب متفتح العقل
الشخص المتفتح لديه قدرات حل المشكلات، وهذه الصفة أحد أفضل عوامل اختيار شريك الحياة عندما يواجه أي تحديات أو عقبات؛ فإنه يكون مجهزاً بشكل أفضل لإيجاد حلول إبداعية لشريك حياته، وللشريك المتفتح مميزات كثيرة لأنه يكون مرناً في التعامل مع شريكه، ويتمتع بمرونة كبيرة في التعامل، فيكون على استعداد للاستماع إلى وجهات نظر شريكته، مع الاحتفاظ بأخلاقياته وضوابط أساسية لا يمكن التخلي عنها
مجلة سيدتي