تحليلات سياسيةسلايد

كيف تدحرج ملف “المقترح المصري”؟ …

أسّست قيادة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية خلف الستائر فلسفتها واستراتيجيتها في الضغوط من أجل المفاوضات والصفقات على مرتكزين اثنين.

الأول هو أن لا تقول الحركة وفصائل المقاومة وبكل المراحل كلمة “لا” لأي مقترحات يمكن ان يقدم دون ان يعني ذلك ان تقول “نعم” دوما.

والمرتكز الثاني هو محاولة توحيد جبهة فصائل المقاومة معا والتشاور مع خمسة فصائل كبيرة ومع سبعة فصائل أصغر للحديث باسم الفصائل تجاه اي مفاوضات او صفقة.

واستنادا الى هذا الاطار قررت حركة حماس التفاعل مع ما سمي بـ”المقترح المصري” وارسال وفد رسمي الى القاهرة مرتين في اقل من 10 ايام.

ونقلت مصادر أردنية عن رئيس الحركة الشيخ إسماعيل هنية قوله بان العناوين العريضة في تكتيك التفاوض تتضمن ان لا تقال كلمة لا حاسمة لأي مقترح وان تأخذ المواقف التفاوضية باعتبار ما هي متطلبات الميدان من حيث الموافقة والتنازلات او من حيث التمسك بالثوابت والخطوط الحمراء.

والمعنى هنا حسب شروحات هنية هو ان تضحيات ومعاناة الحاضنة الإجتماعية في قطاع غزة هي المعيار الرئيسي في الاندفاع نحو اي مقترحات او تفاوضات.

ولوحظ عموما بان الترتيبات الساخنة الجارية في القاهرة الان بخصوص صفقة محتملة اعقبت تلقي الدكتور الحية في وقت متأخر قبل نحو أسبوعين اتصالا هاتفيا من المخابرات المصرية يبلغه بوجود مقترح مصري وافق عليه الاسرائيليون مبدئيا.

تفاعلت قيادة المقاومة بعد ما سمي بالمقترح المصري. ولوحظ مبكرا بان ملف المقترح المصري تدحرج بعد زيارة مثيرة وهامة قام بها الى تل ابيب اللواء عباس كامل وزير المخابرات في الحكومة المصرية.

ورغم ان قيادة حماس على الاقل لم تكن بصورة طبيعة زيارة اللواء كامل الى تل ابيب ولم تبلغ عن تفاصيلها لكن الافتراض تأسس مسبقا بان الجانب المصري قبل الضغط على المقاومة من اجل تمرير المقترح المصري حاول استخلاص الموقف الاسرائيلي اولا وتلك خطوة تتصور المقاومة انها من وحي افكار رئيس الاستخبارات الامريكية وليام بيرنز.

وضعت حماس ولجنة التشاور بشان الصفقة والتشاورات مع فصائل المقاومة لأخرى استراتيجية اكثر شمولا وتفصيلا في مواجهة ضغوط المفاوضات والوسطاء خصوصا بعدما زاد معدل الضغوط الامريكية والاسرائيلية على الوسيط القطري.

وبدا ان الوسيط المصري يتقمص احتياجات المنظومة الامنية الاسرائيلية بصورة مبالغ فيها وان كان لا يريد التعاطي مع تداعيات وايقاعات انسانية كارثية تنتج عن تهديد العدو الاسرائيلي بعملية واسعة في محور مدينة رفح.

فلسفة ادارة التفاوض تبدو فعالة الى الان وتحقق ولو بصورة مرحلية التوازنات التي تطلبها المقاومة ومن بينها محاولة اغلاق ملف الحرب الحالية قدر الامكان بدون تفريط في مسالتي عودة النازحين والانسحاب الكامل ووقف العمل العسكري.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى