كيف خدم كسوف الشمس النظريات العلمية؟
ينتظر العلماء ظواهر الكسوف بفارغ الصبر لما أتاحته حتى الآن من معلومات مهمة في فروع علمية منها الفضاء والفيزياء. وتعتبر دراسة إكليل الشمس الكسوف وقتا فريدا للعلماء لمراقبة إكليل الشمس، أي الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي لها.
في العام 1842، توصّل عالم الفضاء الإنكليزي فرنسيس بيلي إلى أن هذا التوهّج مصدره الشمس وليس القمر، كما كان يعتقد من قبل. وفي العام 1868 اكتشف الفرنسي غول جانسن والإنكليزي نورمان لوكيير بشكل متزامن تقريبا وجود الهيليوم في الشمس، علما أن هذا العنصر الكيميائي لم يكن معروفا من قبل، وكان ذلك بفضل استخدام جهاز للطيف الضوئي لحظة الكسوف.
ولم يكتشف الهيليوم على الأرض سوى في العام 1895.
وفي التاسع والعشرين من مايو/أيار من العام 1919، أتاح كسوف طويل استغرق سبع دقائق التثبت من نظريات أطلقها عالم الفيزياء الأشهر في العالم ألبرت آينشتاين قبل أربع سنوات ضمن نظرية النسبية العامة، بحسب ما يقول باسكال ديكان الباحث في مرصد باريس.
والشي الذي تثبّت العلماء منه وقتها هو أن أشعة الضوء تنحني لدى مرورها قرب جرم كبير، مثل الشمس مثلا، وهو ما سماه آينشتاين الانحناء في الزمكان (الزمان والمكان)، فقد تبيّن للعلماء أن النجوم تبدو خلال الكسوف في غير مواقعها المعتادة في الليل، وأقرب إلى قرص الشمس، وسبب ذلك أن الشعاع الآتي منها ينحرف لدى مروره قرب الشمس.
وستتعرض الولايات المتحدة الاثنين 21 اغسطس/آب الجاري إلى كسوف كلي للشمس سيخطف الأنفاس عبر البلاد بينما يتقدم من شاطئ إلى آخر بدءا من ولاية اوريغون وانتهاء بولاية كاليفورنيا. وسيكون الحدث فرصة مهمة لإعادة النظر في تجربة فلكية وقعت خلال الكسوف الكلي للشمس عام 1919 وساعدت على إثبات صحة النظرية النسبية العامة لآينشتاين.
و تشير وكالة الفضاء الأوروبية لهذا الحدث السماوي باعتباره “أهم حدث كسوف كلي في تاريخ العلم”.
ميدل ايست أونلاين