لبنان و الملف النووي الإيراني : فتش عن الدور الفرنسي !

 

خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

الأمر غريب فعلاً ويثير التساؤل لماذا جاء الموقف الأميركي تجاه إغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم , متشاركاً مع الموقف الفرنسي ؟؟ و لماذا اختارت واشنطن، من بين كل دول الغرب و الشرق، فرنسا لتتشارك معها البيان الرسمي حول الإغتيال ؟؟!

أصدر وزيرا خارجية أميركا وفرنسا بياناً مشتركاً أدانا فيه عملية الإغتيال وطالبا السلطات اللبنانية بضرورة الإسراع بالتحقيق ومحاسبة المرتكبين، مع التنبيه ألا يحدث في هذه القضية ما حدث في قضية تفجير المرفأ  من المماطلة وتضييع الوقت  وذر الحقيقة للريح . فهل في هذا المضمون للبيان الأميركي الفرنسي ما يدل على الحكمة من إصداره بهذا الشكل الذي تتشارك فيه أميركا مع فرنسا قضيته ؟؟

كل من قرأ أو سمع البيان كان يتوقع من الدولتين أميركا وفرنسا أن تتهما حزب الله ومن ورائه إيران بجريمة الإغتيال، أو الوقوف وراءها لأن مثل هذا لإتهام فلكلور في السياسة الخارجية الأميركية خاصة. ولكن البيان جاء عقلانياً وقانونياً يدين الإغتيال ويطالب بالتحقيق بسرعة . .. ما القصة ؟؟ و من أين نزلت الحكمة على وزيري خارجية البلدين ؟؟ يبدو أنها الحكمة التي تكمن في مساعي الإدارة الأميركية لحل مشكلة الإتفاق النووي مع إيران، ولا بد أنها الحكمة المستقرة في السعي الفرنسي للعودة إلى لبنان لإستعادة دورها، وتقوية حضورها في شرق المتوسط وغازه وبتروله .. وهكذا فإن البيان لم يستفز إيران، ولم يتهم حزب الله لأن أميركا وفرنسا تعبدان طريقهما، الأولى إلى الإتفاق النووي الإيراني، والثانية إلى لبنان و شرق المتوسط ..

بعد ذلك ، يصبح من الواضح أن ما يستنتج من الشراكة الأميركية مع فرنسا في هذا البيان، هو تفويض واشنطن لباريس بالقضية اللبنانية، للعمل على وقف إنهياره وإعادة إعمار بيروت كشكل من أشكال الحضور الفرنسي في شرق المتوسط . كما أن الشراكة في البيان تشي بدور هام أوكلته واشنطن لباريس في إطار مساعيها لاستعادة العمل بالإتفاق النووي مع إيران، و هكذا فإن لفرنسا دور هام وأساسي في لبنان، ودورممهد ومساعد في إستعادة العمل بالإتفاق النووي الإيراني . فهل تنجح باريس في تحقيق حضورها الدولي وشراكتها لأميركا في كل من قضيتي لبنان والملف النووي الإيراني ؟؟ هذا متروك لتطورات الأحداث والأفعال، أما الجلي لنا بداية  هو الدور الفرنسي في المنطقة . ألم نقل فتش عن الدور الفرنسي ؟!ّ

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى