لغة الحوار تعتبر من أسس نجاح الحياه الزوجيه بين الزوجين، وهو مفتاح التفاهم والانسجام، وهو أسلوب راقٍ يسمو ويرتقي بالزوجين إلى حياة ملؤها الحب والتفاهم والتناغم.
والحوار الناجح يشعر الزوجين بالانتماء إلى بعضهما البعض، مما يزيد من الشـعور بالأمان والراحة، ويخفف من ضغوط العمل والمسـؤوليات الأخرى، وبذلك تزيد الألفة والمحبة فيما بينهما، بالسياق التالي سيدتي التقت خبيرة العلاقات الأسرية سمر الميداني لتخبرك نصائح لزيادة لغة الحوار بين الزوجين.
لغة الحوار هو اللبنة الأساسية لبناء حياة مستقرة
تقول سمر الميداني لسيدتي. العلاقة الزوجية من أهم العلاقات في الحياة الإنسانية، حيث يتشارك الزوجان الحياة والأفكار والآمال والأحلام. ومن الطبيعي ألا تخلو أي حياة زوجية من وجود اختلافات فى الآراء بين الزوجين. وبالتالى حدوث خلافات وعدم تواصل ومشكلات بينهما أيضا. لكن من المهم أن يكون هناك لغة تواصل وتفاهم للوصول إلى آراء ووجهات نظر متقاربه بطريقه سليمه. فبوجود حوار فعال بين الزوجين سيساعد على تخطي تلك الصعاب بنجاح. وهو بمثابة اللبنة الأساسية لبناء حياة زوجية مستقرة، فإذا نجح الزوجان في إقامة حوار إيجابي على أسس سليمة، فالنتيجة المتوقعة علاقة زوجية دافئة ومتزنة وكلها تفاهم ومودة، فيسودها الانتماء بين الزوجين إلى بعضهما البعض في ظل وجود الألفه والمودة والانسجام.
أهمية لغة الحوار في الحياة الزوجية
تقول سمر الميداني: من أهم العوامل التي تحقق لغة الحوار بين الزوجين هي الانسجام والتفاهم الزوجي والأريحية في لغة الحوار والتقبل بين الطرفين والتنازل لحد ما، فعندما يشد أحد الزوجين طرف الحبل فلا بد أن يرخيه الطرف الآخر، فالحياة لا تقوم على فرض الرأي والسيطرة، وهذا النوع من المرونة والتقبل يخلق لغة للحوار بين الزوجين فيجعل كل منهما متفهم لطبيعة الآخر وفكره وأحاسيسه وميوله.
وتؤكد “الميداني” ب لغة الحوار :
- الحوار بين الزوجين ما هو إلا تواصل إيجابي يختصر الكثير من المسافات بين الزوجين.
- بوجود الحوار بين الزوجين يتم السيطرة على أغلب المشكلات بينهما، وعدم وجوده قد يؤدي إلى فتور للحياة بين الزوجين أو فقدانها.
- الحوار بين الزوجين يكرس لتبادل الاحترام بين طرفي العلاقة فيتمكن كل منهما من البوح بمشاعره وما يجول في خاطره، لشريكه الآخر.
- الحوار بين الزوجين يقود إلى التعبير عن المشاعر المكبوته بأسلوب بسيط وراقٍ، بعيداً عن التجريح ويتيح الحلول.
- الحوار الفعال بين الزوجين ينعكس على تقوية شخصية أفراد الأسرة، فيعطيهم الإحساس بالأمان والثقة بأنفسهم وحسن التعامل مع الآخرين داخل وخارج نطاق الأسرة.
- الحوار بين الزوجين يقوم بتصحيح الأفكار الخاطئة بين الشريكين، وتوضيح وجهات النظر، التي تمكنهم من حل المشكلات، والتخلص من تراكم النزاعات.
نصائح لزيادة لغة الحوار بين الزوجين
التوقيت المناسب
بالتأكيد لإجراء حوار فعال وناجح لا بد من اختيار الوقت المناسب لإجرائه، فبالطبع كل هذه الأمور ستساعدك على حوار بناء ومثمر مع زوجك، فعند إقامة حوار مع زوجك لابد من اختيار توقيت مناسب لا يعاني فيه من الإرهاق والتعب الجسدي أو النفسي، لأن مثل هذه الظروف ستؤثر حتماً على الحوار.
التحلي بالصبر من أهمية لغة الحوار
الحلم والصبر هو القدرة على البقاء هادئاً أثناء إجراء الحوار الفعال. فيجب عليك أن تتحلي بالهدوء والابتعاد عن الغضب وعن محاولة استفزاز زوجك أثناء الحوار والبعد عن التهكم والسخرية على الأفكار والكلمات والحجج المطروحه. بهدف الهجوم على شخص الطرف الآخر.
الانتباه وانتقاء الكلمات
يعتبر فن الحوار الناجح مهماً في بناء جسر التواصل والتخاطب مع الآخرين. قد تفعل كلمات رقيقة على بناء ثقة تمتد طول العمر. وقد تسهم كلمة واحدة في هدم ثقة بنيت منذ زمن بعيد. لذا تكمن أهمية فن الحوار الناجح في أن يكون الإنسان منتبهاً إلى كلماته مع الآخرين. فاستعمالك للكلمات الرقيقة ستنفذ إلى القلب وسيسعد بها زوجك. وستكون سبباً لجذبه للحوار والتواصل في الحديث.
البعد عن سوء الظن
لا يمكن أن تسيء الظن بزوجك بالانغماس في السلبيات قبل إجراء الحوار. فمن المستحيل أن ينجح حوار مع الظن السيء بالطرف الآخر. لأنه سيؤدي حتماً إلى فهم كل الرسائل التّي تصل لزوجك، بطريقة خاطئة وسلبية حتى لو كانت إيجابية.
حسن الاستماع
من آداب الحوار الإنصات الجيد للطرف الآخر في أثناء حديثه. والاهتمام به دون مقاطعته أو تجاهله ودون التفكير في الرّد عليه. لأن ذلك من الآداب والأخلاق التي لا بد أن ننتهجها، ونتقنها حتى نحصل على حوار هادف متميز.
حوار صريح ومهذب
يجب على الزوجين إجراء حوار مفتوح وصريح، حول كل ما يشغلهم ويعكر صفوهم، بدون أي حجج أو انتقادات، وطرح الأفكار ووجهات النظر بأسلوب مهذب لبق.
الابتسامة والبهجة
الابتسامة تنقل تأثيراً إيجابياً أثناء الحوار. كما وتحسن المزاج السيئ وتعزز المشاعر الإيجابية أيضا فتعابير الوجه المبتسمة تنقل إلى الطرف الآخر الشعور الداخلي بالبهجة، فمن مصادر نجاح الحوار أن يتبادل الزوجان هذه الأجواء المليئة بالبهجة، والتي تبعد الحوار عن الجدل، وتمنع الشقاق.
خفض الصوت
الالتزام بخفض الصوت قدر الإمكان أثناء الحوار. فالصوت العالي يدل على قلة الاحترام للمتحدث إليه. وللهدوء تأثير قوي في تحسين نمط الحوار والتواصل الجيد بين الزوجين.
ثقافة الاعتذار
يجب على الزوجين الاعتذار عندما يخطئ أحدهما بكل صدق وإحساس عند تبادل الآراء، والتوصل إلى تفاهم يرضي الطرفين. فثقافة الاعتذار خلق عظيم.
عدم الانشغال بالهاتف
ترك الهاتف أو أي أمور أخرى تلهيك وقت الحوار جانباً. والاهتمام بموضوع الحوار بتركيز كامل أيضا. فعدم الانشغــال بالهاتف أثناء حوارك مع شــــــريك حياتك يشعره بالتقدير والاهتمام.
الابتعاد عن التهديد والوعيد
التهديد والاتهام التهديد والوعيد باستخدام العبارات أوالإشارات يدمر أسلوب الحوار، ويجعله يسير في اتجاه آخر، حيث يبدأ الطرف الآخر بالدفاع عن نفسه أمام التهديد، ويؤدي الوصول للانفعال لكلا الطرفين إلى نقطة النهاية.
مجلة سيدتي