للتسلية
قصة:
ترك خضير لحيته تطول بعد خروجه من السجن، لكي يخفي تشوهاً في الفك السفلي، نتيجة اللكمات والكدمات في حفلات التعذيب.
هذا التخفي ساعد خضير على النظر في المرآة دون أسف يومي.
بعد اشتعال الحرب في سورية، أصبحت لحية خضير مشكلة. أصبحت علامة على هوية داعشية. ولكنه لم ينظر بعين الخطورة، تماماً، لأن سجله الشخصي فيه من اليسارية مايكفي لابقائه خارج ظنون المخابرات. فلقد دفع ثمن يساريته سنوات من العمر في السجن ومن الاحلام.
“ذات يوم… كنت ذاهباً إلى شغلي (هكذا يروي جار خضير) وإذا بسيارة جيب وفيها ثلاثة رجال يلبسون سترات سوداء، وكلهم شخصيات مرعبة، سألوني أين بيت خضير؟ وسألوني شلون أخلاقه، شو ديانته؟ أنا لعب الفار بعبي. قلت في نفسي: أكيد هؤلاء مخابرات وبدهم يقشوه لأنه مربي لحيته، ويعتقدون أنه متعصب ومتطرف. خضيررجل آدمي. ولكن خفت عليه فكذبت عليهم وقلت: ياعمي… ترى هاد أكبر نسونجي وسكرجي وشريب عرق بالحارة وبحياتو ما طج ركعة لله…”
فضحك الجميع وركبوا سيارتهم وانصرفوا. وأنا ما خبرت خضيرحتى لا يخاف.
المهم بعد حوالي عشرين يوماً اختفى خضير، ولم أعد أشاهده لا بالشارع ولا بالشغل. ذهبت أسأل عنه. فتحت أمه الباب: خالة وين خضير؟
قالت: مريض يا ابني. فناديت عليه فخرج أصفر اللون،مغبش العينين ،كأنه طالع من القبر. قلت له: خير شو مالك؟
قال: اسكت. كنت حب وحده حلوة. وقبل الخطبة بيومين أهل البنت أجو سألوا عني وعن أخلاقي، وما بعرف مين ابن الحرام اللي قال لهم: إني نسونجي وسكير وسرسري وما بخاف الله.
قلت لنفسي: حسي الاستخباراتي قضى على صاحبي.(بتصرف من خبط لزق)
………………….
أرقام:
عدد قتلى العراقيين بالغزو الأمريكي مليون و455 ألف. ومن العسكريين الأمريكيين 4801 جندي ومن حلفاء العدوان 3487.
وكلفة الحرب بلغت 705 مليارات و856 مليون دولار.
أما الربيع العربي لوحده فقد بلغ 830 مليار دولار. ولم يجر، بعد، إحصاء تكاليف الدمار في تونس، ليبيا، مصر، اليمن، العراق وسورية.
ولم تدخل في الحسابات الخسائر المعنوية للسيد خضير أبو لحية.