
(لا نقبل بترامب ملكا، ولا يمكن أن نقبل بنتنياهو وليا للعهد). هذه صرخة الباحث الإسرائيلي المعروف روني شاكيد ردا على تدخل ترامب في شؤون القضاء الإسرائيلي، ومطالبته إلغاء محاكمة نتنياهو بتغريدة قال فيها (لن أتسامح مع من يحاكم نتنياهو)، وفي هذا تبني واضح من (الملك) ترامب لـ (ولي العهد) نتنياهو. والسبب طبعاً ما أنجزه الأخير في الشرق الاوسط من تغيير جعل المنطقة رهن إشارة الملك. وإذا كان الإسرائيلي شاكيد، وهو الباحث في معهد ترومان للسلام ورجل الأمن السابق والصحفي المتمرس، يفزع ويرتعب ويرتعد من فكرة الخضوع للملك ترامب ولولي عهده نتنياهو، فماذا عن دول المنطقة؟؟ هل يدرك العرب معنى الخضوع لملك ولي عهده نتنياهو؟؟؟ وكيف سيكون شكل وهيئة ومعنى الشرق الاوسط الذي يدعي ولي العهد نتنياهو تغيير هندسته بمباركة ومشاركة ودعم من الملك ذات نفسه.
يبدو أن روني شاكيد استلمهم قصة الملك هذه من مظاهرات خرجت في إحدى الولايات الأمريكية مؤخراً رفعت فيها لافتات كتب عليها (لا للملوك) في حركة اعتراض احتجاجي على تحويل البيت الأبيض إلى بلاط ملكي وتحويل الرئاسة الأمريكية إلى ملكية مطلقة وجعل الرئيس ملكا لا يراجعه أحد، ولا يسأله مخلوق، ولا يعوقه دستور، ولا يعرقله قانون. إنها (الرئاسة الملكية) مع مسحة من القداسة. ألم يقل ترامب أن (الله نجاه من الاغتيال لأنه اصطفاه لمهمة قدسية تتمثل في جعل أمريكا عظيمة من جديد). والظاهر إن ترامب يؤمن ان جعل أمريكا عظيمة يستلزم جعل المنطقة العربية والشرق الاوسط تحت هيمنة نتنياهو كولي للعهد فيها وعليها. فهل يمكن أن نتخيل كيف ستكون حياتنا في هذه الحالة؟؟؟ وهل يمكن أن نتصور إلى أين سيأخذنا نتنياهو بتسلطه على منطقتنا؟؟؟ وهل سيسمح لنا أن نكمل مشاريعنا في التنمية والازدهار والتعليم لاستعادة قوتنا ودورنا؟؟ اما أن دوره سينتهي بمجرد أن تستقر المنطقة ويطمئن الملك من جهتها؟؟؟ المأمول أن ينهي الملك ترامب مهمة ولي عهده نتنياهو ويستبدله بآخر جديد ومناسب لمرحلة الاستقرار. يستثمر عبره رأسماله المتراكم لديه من أسقاط قوة وتدمير أسس محور (الممانعة) بدءا من حماس في غزة إلى حزب الله في لبنان إلى أسقاط النظام في سورية وصولا إلى دفع إيران للترنح بتدمير برنامجها النووي وتقويض مواطن قوتها بعد افقارها بالعقوبات القصوى.
كثيرون في المنطقة يؤمنون أن ترامب هو الزعيم الوحيد القادر على تحقيق السلام في المنطقة. سلام يرسخ استقرارا يتيح لمجتمعاتنا في المنطقة أن تركز جهودها على التنمية وتحقيق الازدهار. وطبعا كل شعوب المنطقة تواقه إلى الاستقرار والأمان والتنمية. و طامحة للازدهار والبحبوحة والرفاه. لكن طغيان نتنياهو كولي للعهد سيعرض هذا الازدهار الى احتلال صهيوني لكن بأدوات وأسلحه الاقتصاد النيوليبرالي الشرس. احتلال صهيوني يجعل تفوقه تكنولوجي ذخيرة خبيثة لنفوذه وسياساته المسيطرة والمتحكمة بمنطقتنا. وهذا ما يطرح على المنطقة وشعوبها وحكامها ضرورة تحصين شعوبهم ومجتمعاتهم ودولهم من تبعات صهيونية نتنياهو كولي للعهد، ومن خطورة الصهيونية بشكليها الاقتصادي والتكنولوجيا المدعوم والخادم لأصلها العسكري الاستيطاني الاحتلالي.
منذ البداية قلنا أن الإسرائيليين ، كما قال روني شاكيد رافضين للملك ولولي العهد. فماذا عن العرب؟؟ الأمر ليس مزحة أبدا حيث لا مزح في السياسة، خاصة وأننا لم نعد نحتمل مثل هذا المزاح ليس لأنه غليظ بل لأنه قاتل للحاضر والمستقبل.
بوابة الشرق الأوسط الجديدة