مؤتمر جديد للجبهة الوطنية في سورية :هل يقدم مفاتيح جديدة للحياة السياسية؟!

دمشق ــ خاص ببوابة الشرق الأوسط الجديدة

تشهد أروقة الجبهة الوطنية التقدمية في سورية نشاطا غير معلن يُعِدُّ لانعقاد مؤتمر لأحزابها في مرحلة هامة من مراحل الحرب في سورية، ولم تعلن بعد أي من أحزاب الجبهة العشرة عن ورقة عملها لمثل هذا المؤتمر، رغم أن الحزب الرئيسي فيها وهو : حزب البعث العربي الاشتراكي ظل يمثل السلطة في سورية حتى بعد دستور عام 2012 بحكم كونه يشكل أغلبية في البلاد.

ويرجح أن ينعقد المؤتمر في النصف الثاني من الشهر الحالي /نيسان/، حيث تجري في هذا المؤتمر مناقشة تقارير سياسية واقتصادية تتعلق بالحياة السياسية والاقتصادية في سورية ناهيك عن الموقف مما آلت إليه الحرب واستعادة الدولة لمساحات شاسعة من المناطق بعد أن خرجت عن السيطرة بحكم تداعيات الحرب والهجمات الارهابية الواسعة التي طالت مختلف أنحاء سورية وجسدها تنظيما داعش والنصرة ..

ورغم أن البنيان الرئيسي للجبهة يمثل مجموعة الأحزاب الرئيسية التاريخية الموجودة في البلاد ماعدا تنظيم الإخوان المسلمين، إلا أن فعالية هذه الأحزاب تراجعت تاريخيا وعاشت انحسارا في نشاطها سببه الانشقاقات وتراجع العمل التنظيمي والهمود في جسدها المتبقي الذي جعلته الحرب مجرد ائتلاف غير قادر على قيادة دفة الصراع السياسي في البلاد.

ولابد هنا من التذكير بمجموع الأحزاب المنضوية في الجبهة مع حزب البعث، واتحادات العمال والفلاحين والطلبة، وهي: حزب الاتحاد الاشتراكي العربي، الحزب الشيوعي السوري، الحزب الشيوعي السوري الموحد، حزب الوحدويين الاشتراكيين، حركة الاشتراكيين العرب، الحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي، حزب العهد الوطني، حزب الاتحاد العربي الديمقراطي، الحزب السوري القومي الاجتماعي – المركز..

وقد كشفت الحرب ضعف أداء أحزاب الجبهة وخاصة مع بروز أحزاب جديدة تحت مسمى المعارضة الداخلية، وتجاوزت في عددها عدد أحزاب الجبهة التي نتحدث عنها . وهذا يعني أن على أحزاب الجبهة أن تأخذ بعين الاعتبار موقعها في الحياة السياسية القادمة، وتجيب على الأسئلة الهامة في تاريخها، ومن بين هذه الأسئلة :

 ماهي آليات العمل الحزبي في سورية في المرحلة القادمة؟!
 هل سيعيد حزب البعث تشكيل هذا الائتلاف من الأحزاب بحيث يضم أحزاب جديدة من الأحزاب التي نشأت في الحرب، أم أنه سيبقيه كما هو في انتظار مايستجد ؟
 هل ستنتقل أحزاب من مكونات الجبهة الحالية إلى موقع معارض بعد المؤتمر ؟!
 ماهي طبيعة مشاركة أحزاب الجبهة في مسارات مؤتمر سوتشي القادمة؟!

إن مثل هذه الأسئلة فرضت نفسها عند انعقاد مؤتمر سوتشي نفسه، وخاصة مع وجود أحد الأمناء العامين في أحزاب الجبهة ( حزب الاتحاد الاشتراكي العربي) في رئاسة مؤتمر سوتشي، ثم انتخابه رئيسا له..

إن اقتراب موعد مؤتمر الجبهة التي تولى وزير الاعلام الأسبق عمران الزعبي مهمة نائب لرئيسها بعد التغيير الحكومي الذي أعفاه من منصبه، يجعل من الضروري توسيع الحوار حول الحياة الحزبية في سورية بعد الحرب التي تحط رحالها مع نتائج على غاية الأهمية تتعلق بعودة سيطرة الدولة ومؤسساتها على النسبة الأعظم من أراضي سورية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى