ماذا تعرف عن اكتئاب السوشيال ميديا؟ هكذا يمكنك التغلب عليه
أعراض متنوعة تصاحب حالات الاكتئاب النفسي، ولكن فيما يتعلق بأسباب حدوثها فهناك عوامل عدة ومن ضمنها وسائل التواصل الاجتماعي وفقاً لما ورد بالكثير من الدراسات البحثية، ولذلك من الضروري التعرف على أعراض سوء المزاج التي تصاحب استخدامنا للسوشيال ميديا من جهة، بالإضافة إلى الوعي وإدراك الطرق الصحية السليمة التي تعين وتساعد في تجنب وتفادي الأسباب المؤدية إلى إصابة الكثير من مستخدميه بالإحباط والاضطراب النفسي من الجهة الأخرى
ويوضح الأستاذ الدكتور بريان بريماك، أحد القائمين على دراسة هذه الظاهرة دور وسائل التواصل الاجتماعي الذي يقود إلى الإصابة ببعض حالات عدم الاتزان النفسي والتي تظهر أعراضه واضحة في أكثر من ملمح، كما يشير الدكتور الباحث بريماك إلى أن المشكلة لا تكمن في السوشيال ميديا كوسيلة ولكن في القائمين على استخدام هذه الوسائط وكيفية استخدامهم لها.
كيف تكتشف أنك مصاب باكتئاب السوشيال ميديا؟
إذا كنت من الأشخاص الذين تغلب على أمزجتهم مشاعر سلبية، فمن المحتمل أنك تعاني من اكتئاب السوشيال ميديا وإليك بعض ملامح وأعراض هذه الحالة:-
تقدير منخفض للذات.
محادثات سلبية مع النفس.
مزاج عام سيء.
ضيق وعصبية زائدة.
قلة الاهتمام بالأنشطة بغرض الرفاهية والتمتع.
الانسحاب التدريجي من المحيط المجتمعي.
ومن هنا، اعلم جيداً إنك إذا تعرضت للإصابة بهذه الأعراض لمدة تزيد عن أسبوعين وملاحظة ملازمتك لهذه التصرفات أغلب الأوقات فتأكد أنك في حالة اكتئاب وإحباط. وبالرغم من أن اكتئاب السوشيال ميديا هو مصطلح غير معترف به في البيئة الطبية، إلا أن هذا النوع من الاضطراب النفسي أصبح بمثابة ظاهرة حقيقية تؤثر على تحو 50% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث توصلت نتائج الدراسة البحثية بقيادة الدكتور بريماك إلى أن استخدام شبكات التواصل من جانب إنسان تميل طباعه إلى الانجذاب نحو دفة الأسى والحزن ستزيد من تفاقم المشكلة لديه؛ وفي شرح تفصيلي لعدد من ملامح اكتئاب السوشيال ميديا، ننتقل إلى أبرز علاماته وهي.
الملمح الأول: علاقة شبكات التواصل بما يصاحب مستخدميها من إحساس بعدم تقدير الذات وسحق مابداخلهم من حب واحترام لأشخاصهم
وفقا للدراسات البحثية فإن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من شأنها أن تحرف تصورك عن حياة الآخرين وخصائصهم، حيث يميل معظم الأشخاص لنقل صور مثالية عن حياتهم وطباعهم وصفاتهم الخاصة وإظهارها عبر مواقع التواصل مثل فيسبوك وانستجرام، وفي حالة اختلاط هذه الصور المثالية التي يروجها المشاركون عن أنفسهم عبر الإنترنت بواقع الأمر المغاير فمن المتوقع أن تسيطر عليك الكثير من الانطباعات الخاطئة وتأتي في مقدمتها إحساسك بأن الجميع أفضل منك، ووقتها سيحدث الشرخ بينك وبين ذاتك الذي سيؤدي بالضرورة إلى عدم تقديرك لها، ومن ثم تغلب مشاعر الإحباط منك وأكثر المعرضين لاكتساب تلك المشاعر السلبية هم أصحاب الخبرة الحياتية القليلة أمثال الشباب المراهقين الصغار في ضوء مقارنة أنفسهم دوماً بالآخرين..
الملمح الثاني: انعزال مجتمعي يسببه استخدام السوشيال ميديا وغيرها من المشاعر السلبية
أغلب الأشخاص المحبطين يميلون لجو العزلة والانسحاب من عالم التواصل المباشر والانغلاق على أنفسهم واقتصار عملية التفاعل بينهم وبين العالم الخارجي على استخدام منصات السوشيال ميديا فحسب. وهذه المسألة من شأنها أن تسبب أكثر من مشكلة على الصعيد النفسي وهي كالأتي:
– خلق إنسان سطحي اجتماعياً نظراً لافتقار هذا الأسلوب الحياتي للحياة الحقيقية القائمة على تفاعلات وتعاملات حسية وملموسة مع المحيطين.
– خلق إنسان مكوناته الفكرية مبنية على معايير سلبية من ضمنها الحقد، والغيرة، والوحدة، وافتقار حبه لنفسه وللأخرين بالتبعية.
كيف تتفادى الأسباب المؤدية للإصابة باكتئاب السوشيال ميديا ؟
لكل داء دواء، لذلك من الضروري البدء في اتخاذ خطوات فعلية تجاه العوامل المتسببة في بروز ملامح الحزن والاكتئاب على مستخدمي السوشيال ميديا، حيث توصل الأكاديمي الباحث القائم على هذه الدراسة إلى عدد من الأساليب الصحية التي يجب اتباعها والانتباه إليها باعتبارها ذات دور مؤثر في تفادي التعرض لتلك المشاعر السلبية السابق ذكرها.
ومن أبرز هذه الأساليب المراد اتباعها:-
تجنب عقد المقارنات السلبية : دوماً ضع في ذهنك كيف يبلور الآخرين صورهم وحياتهم الشخصية في أطر غير واقعية على مواقع التواصل الاجتماعي، وعليك أن تتفادى إحداث المقارنات بينك وبينهم لما قد يؤديه هذا التصرف من إثارة أحاديث سلبية مع النفس.
تذكر دوماً أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست بديلاً عن الحياة الحقيقية: بالرغم من إن شبكات التواصل وسيلة رائعة للإبقاء على التواصل والترفيه والاستمتاع ولكنها لا يجب أن تحل محل التفاعل المباشر مع العالم الخارجي الواقعي.
احرص على عدم عرض معلوماتك الشخصية على منصات التواصل: حفاظاً منك على الأمان والخصوصية، كن على وعي وإدراك لما تقوم بنشره عبر الإنترنت.
أسرع بالإبلاغ عن أي متحرش بك عبر شبكات التواصل: لا تتخذ أي موقف دفاعي تجاه أي شخص غير منضبط أخلاقياً بل استعن بخاصية الإبلاغ عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.