تحليلات سياسيةسلايد

ماذا يعني هُبوط طائرة الرئيس السوري في مطار مسقط والاستِقبال الحافِل شعبيًّا ورسميًّا الذي حظي به؟

جاءت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لسلطنة عُمان يوم الاثنين، واستِقباله الحار من قِبَل مُضيفه السّلطان هيثم بن طارق، كَسْرًا لقانون “قيصر” وتأكيدًا على فشَل الحِصار الأمريكي التّجويعي، وهزيمته وعودة سورية إلى عُمقها العربيّ من أبوابِ الكرامة والصّمود وعزّة النّفس والانتِصار على المُؤامرة التي استهدفتها طِوال السّنوات الـ 12 السّابقة.

سلطنة عُمان لم تُغلق سفارتها في دِمشق مُطلقًا على عكس جميع الدّول الخليجيّة الأُخرى شركائها في مجلس التعاون الخليجي، ولم تُشارك برصاصةٍ واحدة في مُؤامرة إسقاط النّظام وتفكيك البِلاد، وجاءت قِيادتها الجديدة لتُغلق كُلّ الأبواب في وجهِ رياحِ التّطبيع العاتية، وجاء هذا الإغلاق بقرارٍ تَشريعيٍّ دُستوريٍّ وفتوى من القِيادة العُليا للمُؤسّسة الدينيّة، ونحن نتحدّث هُنا عن المُفتي الشيح أحمد الخليلي، الذي لم يُخَوّن التّطبيع فقط، وإنّما شدّد على ضرورة مُقاطعة كُل أشكال التّواصل والتّعاون مع دولة الاحتِلال الإسرائيلي.

سورية عضّت على النّواجذ، وكظمت الغيْظ، وقاومت برُجولةٍ، وشجاعةٍ، وصمتٍ، المُؤامرة التي تعرّضت لها، وأرادت تركيعها، وتغيير نظامها، وهي المُؤامرة التي قادتها أمريكا تحت أُكذوبة الحُريّات والديمقراطيّة، وحُقوق الإنسان، ومِن المُؤسِف أن أكثر من أربعمائة مِليار دولار من المال العربيّ جرى ضخّها، وبسَخاءٍ غير مألوف، لتمويل هذا المُخطّط المُؤامرة، وقتْل الشّعب السّوري.

صُمود سورية جاء بفضل التِفاف مُعظم شعبها حول قِيادته، وصلابة الجيش العربي السوري الذي قاتل بشجاعةٍ دِفاعًا عن بلده ودولته وقدّم مِئات آلاف الشّهداء طِوال السّنوات الماضية من عُمُر المُؤامرة.

طائرة الرئيس السوري التي ظلّت طِوال السّنوات العشْر الماضية لا تطير إلا إلى موسكو وطِهران، ها هي تَحُطّ في مسقط، وقبلها في أبو ظبي، ونأمَل أن تكون محطّاتها القادمة القاهرة والرياض والجزائر، وتونس وبغداد وكُل العواصم العربيّة، فقد جاءت الجُسور الجويّة للإغاثة التي أقامتها العديد من الدول العربيّة لإيصال المُساعدات للشّعب السّوري عبر مطاريّ دِمشق وحلب لتكون البِداية لعودة هذا البلد العربيّ الأصيل الذي خاضَ 4 حُروب ضدّ العدوّ المُحتل وقدّم، وما زال، آلاف الشّهداء إلى مكانة في الصّدارة.

لا نتحدّث هُنا عن الجامعة العربيّة وعودة سورية إليها، أو عودتها إلى سورية، فسورية لا تستمدّ عُروبتها وكرامتها من هذا الكيان الفاسِد الذي تواطؤ مع المُؤامرات ضدّ العِراق وليبيا وفِلسطين وبطبيعة الحال سورية.

سورية عائدةٌ لتحتلّ مكانها في المُقدّمة التي تستحق، وستُعيد معها الكرامة والعزّة للأُمّة العربيّة.. والمسألة مسألةُ وقت، ووقتٍ قصير بإذنِ الله.

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى