ما السنّ المثالية لإقدام الفتاة على خطوة الزواج؟
ليس ثمة من سنّ مثالية لاقدام الفتيات على خطوة الزواج. هي عادةً مسألة مرتبطة بالخبرة الحياتية والظروف والمصادفات المجتمعية التي تفتح الباب للمرأة للقاء الرجل النموذجي الذي تطمح أن يكون شريكها طوال العمر. وعادةً ما تخاف الفتاة من أن يسبقها قطار الحياة الثنائيّة، فتبادر الى اتخاذ قراراتٍ خاطئة ودعم خيار الارتباط العشوائي من دون ان تكون مقتنعة حقّاً بما تفعل، وهي غالباً ما تسلّم أمرها للنصيب، وتعتقد أن تربيتها أطفالها وتأسيسها أسرةً صغيرة مسألة كفيلة بالتعويض عن النقاط السلبية التي تجدها في زوجها. لكن، هل هذا الاعتقاد صحيح؟ بالطبع لا. لأن بناء أسرة متماسكة مسألة مرتبطة قبل اي شيء بالتفاهم الزوجي التام والاقتناع التام بالارتباط. من هنا، لا بد من التذكير بعوامل عدة تؤكّد أن الفتاة باتت في سنٍّ مثالية لاتخاذ القرار الصحيح حيال مسألة الارتباط.
• الخبرة في الأمور الاجتماعية والعاطفية والمهنية
هي مسألة متكاملة على الفتاة خوض تجربتها كي تستطيع تقييم صحّة قراراتها، خصوصاً الشخصية منها. الخبرة الاجتماعية تعطيها زخماً على استخدام عقلها قبل الاقدام على اي قرار تتخذه. والخبرة العاطفية من شأنها أن تساعدها في عدم الانخداع في شخص الشريك المتقدّم اليها، وتجنّبها التعامل معه بسلبية او تهوّر. فيما تمنحها الخبرة المهنية الثقة على انها تمتلك قرارها المستقبلي الذاتي وانها ليست منصاعة في قالبٍ ضيّق.
• التحرّر من هاجس عدم الزواج
عليها قبل كلّ شيء أن تتأكّد من أن خيارها لا يرتبط بمسألة الخوف من عدم الارتباط، وهي بالتالي تكون قادرة على اتخاذ الخيار الصحيح. كما يعكس ذلك نضجها ونجاحها في التجرد من الانفعالات في اتخاذ القرارات. هذا ما يساعدها في عدم التغاضي عن النقاط السلبيّة التي قد تغضّ النظر عنها مهما كانت شيئة، فيما الهدف من ذلك يبقى متمثّلاً بالزواج وتأسيس العائلة بدلاً من هاجس الوحدة. هذا كلّه يدور في حلقة واحدة، عنوانها ما يسمّيه المجتمع “العنوسة” وهو تعبيرٌ خاطئ لكنه مستخدم بكثرة في بعض المجتمعات، ما يؤكّد صعوبة التخلّص من المفاهيم والمعتقدات الخاطئة فيها.
• التربية هي الاساس
يبقى عنصر التربية هو الأكثر أهميّة في ضمان تنشئة الفتاة على اساسٍ صحيح. من هنا ضرورة المحافظة على ثقتها بنفسها كبندٍ أوّل ومساندتها في تخطي المشاكل التي تواجهها في حياتها، والحرص على عدم عيشها في هواجس مقلقة، كهاجس الارتباط او تأسيس #العائلة او ما شابه. هذا ما يجعلها تقارب فكرة الزواج على النحو الصحيح ويضمن مقاربتها لجميع التحديات الاجتماعية التي تطالها بهدوء وحكمة وتعقّل. ويساعدها في الاحساس بالأمان والاستقرار نظراً لضمانها وقوف عائلتها الى جانبها، بدلاً من تصوير مستقبلها كأنه قاتم في حال لم تقدم على خطوة الزواج.
صحيفة النهار اللبنانية