‘ما رح ندفع.. ما فينا ندفع’ تنقل الاحتجاج لخشبة المسرح اللبناني
عندما عُرضت مسرحية “ما رح ندفع.. ما فينا ندفع”، المقتبسة من مسرحية ساخرة صدرت عام 1974 للأديب الإيطالي داريو فو الحاصل على جائزة نوبل، عام 2017، تزامن عرضها مع احتجاجات على زيادات ضريبية اقترحها البرلمان اللبناني في ذاك الوقت.
وبعد ذلك بعامين ما زالت مشاعر الناس تجاه المسرحية تتردد في شوارع لبنان فبينما قدم عدد من الممثلين اللبنانيين أداء مبهرا في ذات العرض المسرحي السبت (12 يناير كانون الثاني) احتج العشرات في العاصمة بيروت على الأوضاع الاقتصادية المتردية. ورفع المحتجون لافتة كُتب عليها “حقك بالصحة حقك بالعمل حقك بالحياة”.
وتتناول المسرحية، التي كُتبت أصلا عام 1974، قصة امرأتين قررتا أن تدفعا ما يمكنهما دفعه فقط لشراء الطعام من متجر احتجاجا على ارتفاع الأسعار وعلى خشبة المسرح، تحاول أنطوانيت وصديقتها ريتا، اللتان تلعب دوريهما الممثلتان دارين شمس الدين وهبة سليمان، بيأس إخفاء السلع التي حصلن عليها، من زوجيهما اللذين يلتزمان بالقانون.
وترى المخرجة لينا أبيض، التي اقتبست المسرحية مرتين، أن القيمة الأساسية للمسرحية تتمثل في ارتباطها بما يحدث محليا وعالميا وقالت “هيدي المسرحية، نحنا قدمناها الحقيقة من سنتين، كان الوضع تعيس وقتها. باتصور من بعد سنتين صار الوضع بعد أتعس، ونحنا بعد ما تحركنا، باتصور فيه رابط مباشر بين هيدي المسرحية ووضع هيدي المسرحية والوضع مش بس بلبنان للحقيقة، لأن متل ما شايف أنت السترات الصفراء (بالفرنسية) بفرنسا قايمين الدنيا ومش مقعدينها، بقى الوضع الاقتصادي بالعالم في انحطاط ومشاكل كتير كبيرة، باتصور إنه هيدي المسرحية فعلاً بوقتها”.
وأضافت “بيتضحكوا ع حالهن، إنه حالكن بقى تتحركوا وتقولوا إنه ما بقى فينا ندفع وتعملوا شيء إنه مش معقول ببلد ها القد فقير، نكون عم ندفع الكهرباء مرتين، والمي (الماء) مرتين، وكله كتير غالي، المدارس غالية كتير، التطبيب غالي، ما فيه ضمان اجتماعي، أو فيه ضمان اجتماعي بس مش للكل، يعني بس عندنا مشاكل”.
وكتب النص الأصلي للمسرحية، التي مدة عرضها 90 دقيقة، في عام 1974 الأديب الإيطالي داريو فو الحاصل على جائزة نوبل، وهو كاتب مسرحي ومخرج وناشط وساخر مشهور وضع إصبعا في عين الكنيسة والدولة.
وعُرضت هذه المسرحية في 35 دولة باقتباسات متنوعة، وهو ما تعتبره الممثلة دارين شمس الدين دليلا على صلتها بما يجري وقالت دارين شمس الدين “هيدي المسرحية انلعبت بأكتر من 35 بلد، الشيء اللي بيدل إنه بتنطبق على كل المجتمعات الفقيرة بكل دول العالم. باعتقد إن كل ما هو فيه تجار وكل ما هو فيه غلاء أسعار وطبقة عاملة، رح تظلها على طول مناسبة بكل الأجواء”.
وشارك عدة مئات في احتجاج ببيروت على الأوضاع الاقتصادية والسياسية في ديسمبر/كانون الأول، وأغلقت بعض الاحتجاجات شوارع رئيسية بالمدينة وقال الممثل سني عبد الباقي “هو فيه يكون طريقة احتجاج، طريقة تظاهر، وطريقة تعبير وباعتقد أكتر شيء إنه يخلينا نشوف متل مراية، يعني بيخلينا نشوف واقعنا اللي عم نعيشه، لأن إذا ما بيحكي لنا المسرح، أنا ما باحس صراحة إنه له فائدة لي”.
وقال رجل من الجمهور يدعى عبودي “بتتحمس لما تشوف شيء هيك على المسرح يعني. بيصير أنت بيطلع لك أفكار، بيصير عن جد تبدع، بيعطيك هيك طاقة حلوة يعني ولبنان، دولة مثقلة بالديون، تعاني من انخفاض النمو الاقتصادي وفي حاجة ماسة إلى إدارة للإصلاحات طويلة الأجل ووضع الجمهور على أسس مستدامة.
ويسعى سعد الحريري رئيس الوزراء المكلف لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بشأن حكومة توزع الوزارات وفقا لنظام طائفي لتقاسم السلطة ويقول البنك الدولي إن أحدث دراسة رسمية متاحة لمعدلات الفقر بلبنان تظهر أن نحو ثُلث اللبنانيين فقراء.
ميدل إيست أون لاين