![](https://greatmiddleeastgate.com/wp-content/uploads/2025/02/Dr-Fouad-Shourbajji.jpeg)
يستقبل ترامب صديقه وزميله نتنياهو الثلاثاء في البيت الأبيض، وفي لقائهما معان كثيرة تفوق إمكانية اتفاقهما على معاودة إسرائيل الحرب ضد غزة، وتتفوق على فكرة ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر وإندونيسيا. في لقائهما، مجرد لقائهما، معنى فظيع يتمثل بالتقاء مجرمين اثنين كل منهما ما زال القضاء يقاضيه في أعمال إجرامية حسب قانون بلديهما ووفق القوانين الدولية. ترامب عليه 37 قضية جنائية إجرامية وعليه أيضا قضية التحريض للهجوم على الكونغرس في 6 يناير 2020 وهو الهجوم الذي وصفه البيت الأبيض حينها بـ (الإرهاب المحلي). أي أن ترامب عليه قضايا إجرامية وإرهاب. لكن فوزه بالرئاسة أوقف كل هذه القضايا. كذلك فإن نتنياهو مستمر بالمثول أمام القضاء في بلاده بتهم فساد وتربح من الدولة وصرف نفوذ وتلقى رشاوي في صفقات مشبوهة. علاوة على ارتكابه أعمال الإبادة الجماعية ضد شعب غزة حسب المحكمة الجنائية الدولية. أي انه مجرم وإرهابي. لكن بقاؤه في سدة الحكم يبقيه طليقا محصن من المحاسبة. وعلى قول أهل الشام (العمي!! مجرم وإرهابي ورئيس.. لأ .. وفي دول مهمة مثل أمريكا وإسرائيل.. العمي وستين العمى!!!!)
في العام 2016 ومع فوز سمسار العقارات وصاحب نوادي القمار والفنادق السياحية ترامب بالرئاسة، عقد قسم التاريخ في جامعة هارفارد ورشة عمل لدراسة تأثير فوز أمثال ترامب على مستقبل الديمقراطية والحياة السياسية لأمريكا. بل وتأثيره على معنى أمريكا الأصلي. ويبدو أن على هذا القسم الآن، وبعد عودة ترامب مرة أخرى إلى الرئاسة الإقرار بحقيقة اتاحة نظام الانتخابات الأمريكية لمجرم وإرهابي حسب القانون الأمريكي أن يفوز مرة أخرى بالرئاسة وأن يجعل من عظمة أمريكا جحيما لمن لا يخضع لمطالبه ويلبي أطماعه كما قال ترامب نفسه. كما أن كل دارس للتاريخ في أي بلد من العالم، وليس في هارد فقط، أن يدرس معنى لقاء نتنياهو وترامب في البيض الأبيض الذي يشكل مركز صناعة القرار العالمي. وعلى المعنيين بالتاريخ أن يدرسوا مدى ونوعية الإلهام الذي يعطيه فوز مجرم إرهابي بالرئاسة لبقية بلاد العالم. وعلى متابعي التاريخ أن يفصحوا عن معاني قبول بقية الدول بمثل هذا الرئيس (نتنياهو أو ترامب) والتغاضي عن تاريخه في الإجرامي والإرهاب.
هناك من يرى أن المطلوب اجتراح علم نفس تاريخي لتشخيص الجنون السياسي الدولي الذي يؤيد ويطوب ويتعامل مع مجرم على أنه رئيس وصاحب قرار. اي العمي!! وستين العمى!!
بوابة الشرق الأوسط الجديدة