مرض نادر أخفاه الفنان رشيد طه حتّى وفاته
بعد أيام من وفاة الفنان الجزائري، رشيد طه، بأزمة قلبية في العاصمة الفرنسية باريس، كُشف النقاب عن الأسباب الحقيقية التي جعلته يفارق الحياة بشكل مفاجئ، إنه مرض نادر كان يأكله منذ شبابه، وحاربه بكل شجاعة لأكثر من 30 سنة، في غفلة من الجميع.
هذه الأسباب بدأت تنكشف بعدما نقل الصحافي المغربي محمد واموسي في تدوينة على موقع فيسبوك يوم الخميس الماضي، عن نجل الفنان الراحل ”إلياس طه”، أنه كان يعاني من مضاعفات مرض نادر، أصيب به منذ سنوات طويلة ولم يخبر به أحد، وهو ما تسبب في تدهور حالته الصحية، خاصة بعد إحيائه لحفلة بسلطنة عمان.
وبشأن تفاصيل اللحظات الأخيرة لصاحب رائعة “يا رايح وين مسافر”، قال إنه ليلة وفاته، تناول وجبة العشاء مع ابنه، ثم شعر بتعب شديد ما جعله يتناول بعض المهدئات قبل الخلود إلى النوم، إلا أنه فارق الحياة نتيجة إصابته بنوبة قلبية.
كما نقلت صحيفة “لوباريزان” الفرنسية عن صديق رشيد طه ومنتجه ميشيل ليفي أن الفنان كان “يتمتع بصحة هشة” وأنه “يعاني من مرض وراثي لا يسميه”، مضيفا “لم أجرؤ على سؤاله عما كان عليه، وكان متحفظا جدا في هذا الموضوع، فقد وزنه في الفترة الأخيرة وكان بالكاد يستعمل يده اليسرى”، لكن أسرار مرضه، كشفتها صحيفة الوطن الجزائرية الناطقة بالفرنسية، قالت إنه تحدث عنها خلال مقابلة جمعته بها في 2017، إنه مرض “متلازمة أرنولد كياري” النادر، الذي هو عبارة عن تشوّه خلقي يصيب المخيخ المسؤول عن التوازن، ويسبب لصاحبه اضطرابات عصبية.
وقالت الصحيفة إن رشيد طه أصابه المرض، منذ أن كان عمره 27 سنة بعد أن فقد قوته وحركته في يده اليمنى، وقام بعمليتين جراحيتين عام 1989 و1999، ومنذ ذلك الحين، بدأ محاربته ومواجهته بشجاعه، ولم يشأ إعلام أيّ أحد بمرضه، إذ تنقل الصحيفة عنه “عشت بشكل طبيعي، استمر في الغناء وتقديم الحفلات الموسيقية وإنتاج وتسجيل ومشاركة هذا الشغف مع الجمهور، هذا المرض لا يمنعني من العيش”.
وبالنسبة لرشيد طه، تأتي هذه المتلازمة، بسبب زواج الأقارب الذي كان ثمرة، حيث يقول: “كانت جداتي من الأخوات، كان لديهن نفس الاسم، كان لهن نفس الأب ونفس الأم. وأبي متزوج من ابنه خالته”، لذلك سعى إلى التحذير من عواقب هذه الزيجات وحرص في كل مرة على زيادة الوعي بين الناس ودعوة على عدم الزواج من أقاربهم، لكن أكثر شيء كان يؤلمه هو نظرة بعض المحيطين والناس إليه.
وتابع “أنا سئمت من الناس يعتقدون أنني ثمل على المسرح، في حين أن هذه هي أعراض مرض أرنولد كياري، إنه يوّلد اضطرابا في الجسم، وعادة ما يحدث لي ذلك على خشبة المسرح، كان بإمكاني التحدث عنه لفترة طويلة، لكن لم أكن أريد أن يشفق علي أحد، لا أريد أن أقع في العاطفي وأفقد رصيدي، إذا تحدثت عن ذلك الآن، فحتى أنبّه الناس”.
العربية.نت