مسؤول سعودي: بكين عرضت وساطتها مع طهران خلال زيارة شي
كشف مسؤول سعودي، اليوم، أن الزعيم الصيني شي جين بينغ، عرض على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال زيارته إلى الرياض نهاية العام الماضي، التوسط لتحقيق مصالحة بين المملكة وإيران، مما أدّى بالنهاية إلى اتفاق إنهاء القطيعة، بحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأفاد المسؤول، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، بإنّ المحادثة الأولية بين شي وابن سلمان جرت خلال لقاءات ثنائية في قمة بالرياض، في كانون الأول، وقد أرست عدة اجتماعات أخرى الأسس لمحادثات الأسبوع الماضي في بكين التي شهدت «خمس جلسات مكثفة للغاية» حول القضايا الشائكة بما في ذلك الملف اليمني.
ومن بين المحادثات، جرى تبادل آراء موجز بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني خلال قمة إقليمية في الأردن، أواخر كانون الأول، ثم محادثات بين وزير الخارجية السعودي ونائب الرئيس الإيراني خلال تنصيب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى بكين، في شباط.
وأضاف أنّ دور الصين يرجّح أن يساعد على صمود بنود الاتفاق، واصفاً الدولة الآسيوية بأنّها «مساهم رئيسي في أمن واستقرار الخليج». كما أكّد بأنه تمّ إطلاع المسؤولين الأميركيين قبل سفر الوفد السعودي إلى بكين وقبل الإعلان عن الاتفاق، آملاً بألّا تكون الرياض «طرفاً في أيّ منافسة أو نزاع بين القوتين».
وقال المسؤول «بالنسبة لإيران على وجه الخصوص، تحتل الصين المرتبة الأولى أو الثانية فيما يتعلق بشركائها الدوليين. وبالتالي فإنّ النفوذ مهم في هذا الصدد، ولا يمكن أن يكون لديك بديل مماثل في الأهمية».
وأوضح المسؤول أنّ المحادثات أسفرت عن «التزامات ملموسة» بشأن اليمن لكنه لم يكشف عنها، مضيفاً إنّ الرياض تجري محادثات مع الحوثيين لإحياء الهدنة التي انتهت، في تشرين الأول، والدفع باتجاه تسوية سياسية تشمل جميع الفصائل اليمنية.
وأشار إلى أن الخطوة التالية في تنفيذ اتفاق التقارب هي اجتماع بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني، لكن لم يتم تحديد موعد لذلك بعد.
وفي السياق، أعلن وزير المالية السعودي محمد الجدعان، اليوم، أنّ استثمارات بلاده في إيران قد تبدأ «سريعاً»، قائلاً إنه «لا يوجد سبب يمنع ذلك».
وكانت إيران والسعودية قد أعلنتا، الجمعة، استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016 خلال شهرين، إثر مفاوضات استضافتها الصين، في خطوة قد تنطوي على تغييرات إقليمية دبلوماسية كبرى. وحدّد الاتفاق مهلة شهرين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية رسمياً بعد سبع سنوات من القطيعة. كما تضمّن تعهداً لكل جانب باحترام سيادة الطرف الآخر وعدم التدخل في «الشؤون الداخلية».
صحيفة رأي اليوم الالكترونية