مشاهد العنف والقتل تطبع الدراما المصرية في رمضان
غلبت مشاهد العنف والقتل على الحلقات الاولى من المسلسلات المصرية، وكانت الجرائم الوحشية الجانب المشترك لأغلب الأعمال التي تصدرت أسماء أبطالها اللامعة المشهد الفني في رمضان. وانعكست مظاهر العنف والقتل في شاشات الاخبار اليومية على الحلقات الأولى من مسلسلات رمضان. وفي الوقت الذي تمنى المشاهد فيه الهرب من العنف اليومي بكل اشكاله الى متنفس فني يجدد فيه الحياة، اصطدم بمشاهد تذكره باسوا حالات العنف التي عاشتها البلاد.
وانفردت يسرا في مسلسل “فوق مستوى الشبهات” بارتكابها جريمتي قتل في الحلقات الأولى من العمل، حيث استرجعت ذكرى ارتكابها لجريمة قتل خطأ وهي لا تزال في عمر المراهقة بعد أن دفعت بيدها طالبة زميلة لها لتسقط قتيلة. ثم لتقضي بضربة قاضية بآلة حادة على زميلها الطبيب النفسي المسؤول عن تقييمها طبياً بحكم ما تفرضه اللوائح الخاصة بممارسي هذه المهنة، عندما أخبرها بأنها متعبة وتحتاج إلى عدة جلسات قبل كتابة تقريره الأخير الذي سيتحدد من خلاله أهليتها لإدارة مؤسسة طبية مرموقة. وهو ما رفضته الدكتورة التي فوجئت بتسجيله لكل ما دار بينهما، فهي لا تتخيل فكرة السقوط بعد نجاحها في مجالها بعد أن أصبحت سيدة مرموقة تنوي الترشح للبرلمان.
كما انفرد مسلسل “سقوط حر” للممثلة نيللي كريم بظهور جثتين في المشهد الأول من العمل، حيث تكشف الشرطة من خلال شهادة الجار أن الرجل المقتول زوج ملك التي تقوم بدورها نيللي كريم، والسيدة المقتولة شقيقتها، وعلى هذا الأساس تؤكد الشرطة أن ملك المتواجدة في المكان ممسكة بسلاح ناري هي المشتبه فيه الأول في عملية القتل ويتم القبض عليها.
وبدأ مسلسل “الميزان” بمشهد قتل الفنانة ياسمين رئيس التي تطل كضيفة شرف بالحلقة، ويظهر أيضاً إلى جانبها زوجها السياسي شريف مختار ويلعب دوره الممثل أشرف زكي والذي أخبر الضابط الذي حضر في مكان الجريمة أن مركزه الاجتماعي لا يسمح له بركوب عربة الترحيلات المعروفة في مصر بالـ”بوكس” إلا أن الضابط رفض الانصياع له.
وأخذ دور أجهزة الأمن مساحة كبيرة في الدراما الرمضانية المصرية، ووقف كحدث رئيسي في أغلب القصص التي تقدم من خلال ثلاثين مسلسلا تعرض للجمهور في الموسم الحافل بالتنافس. ولا يكاد عمل تلفزيوني هذا العام يخلو من ضابط شرطة وملاحقات أمنية، ولا تخلو السيناريوهات المقدمة لهذه الاعمال من انتشار العناصر الأمنية على صفحاتها بشكل عفوي وضروري أحيانا، وبشكل مقحم أحيانا أخرى.
ويرى مراقبون ان المسلسلات المصرية الرمضانية شهدت، غيابا تاما للمعالجات السياسية والمجتمعية لواقع المشهد الداخلي المتأزم، وانعكاساته المجتمعية والأمنية والاقتصادية، فيما غلبت مشاهد العنف والعشوائيات على غيرها، وبرز دور ظابط الشرطة متصدرا الشاشة التلفزيون، مذكرا بأجواء ما قبل ثورة 25 يناير 2011.
وألقت الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، بظلالها السلبية على المشتغلين في قطاع الدراما المصرية من فضائيات ومنتجين وموزعين. ويتراجع معدل إنتاج المسلسلات في رمضان في السنوات الاخيرة، إلى النصف تقريبا، بسبب الأزمة الاقتصادية المستفحلة.
وهيمن الحضور الشبابي على الدراما المصرية في نحو أربعين مسلسلا عرضت في موسم شهر رمضان 2015، وغاب عن معظمهما النجوم الكبار، في ظاهرة تعزى بشكل عام إلى “ضرورات التسويق” في ظل منافسة حادة. وطغى الحضور الشبابي على هذه الأعمال، ولا سيما مع الممثلين أحمد السقا وكريم عبدالعزيز وخالد الصاوي وأمير كرارة وعمرو يوسف ويوسف الشريف وآسر ياسين ومصطفى شعبان، ويطبق الأمر أيضا على الممثلات الشابات مثل نيللي كريم ودينا سمير غانم ومنة شلبي وغادة عادل وغادة عبد الرازق ومي عز الدين وغيرهن.
ظهور النجوم أو ابتعادهم عن الشاشة “أصبح قرارا تملكه شركات الإعلانات التي تنتظر الموسم الرمضاني لتحقيق أعلى إيرادات مقارنة ببقية أشهر السنة”، بحسب الناقد طارق الشناوي.
ميدل ايست أونلاين