مصر “الشعبية” تنتفض.. وزير الري المصري الأسبق يحذر من إهانة غير مسبوقة للمصريين وكارثة أكبر من 67 إذا خرجت إثيوبيا منتصرة في صراع المياه ويصف السد ب “سد الدمار”.. وخبراء يطالبون بالردع “السريع” لمواجهة أكبر خطر وجودي
وصف محمد نصر علام وزير الري المصري الأسبق ما يسمى بسد النهضة بـ”سد الدمار”، مشيراً إلى أن إثيوبيا تبنى السد وتملؤه وتريد تشغيله بدون اتفاق مع دولتى المصب يضمن تجنب أى أضرار جسيمة وأضاف علام في تعليق له الجمعة بحسابه على الفيسبوك أن ملء السد الإثيوبي سيستنفد مخزون السد العالى الذى يحمى مصر من الجفاف ويولد كهرباء ضخمة للبلاد وتساءل علام: هل هناك أضرار أكثر شرا من ذلك!؟
وأضاف علام أن اثيوبيا اذا خرجت منتصرة من هذا الصراع سوف يهان المصريون إهانة تساوى أو ربما أكبر مماحدث فى 67.
في ذات السياق قال د. إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إن كل الدلائل والشواهد الراهنة تؤشر بما لا يقبل الشك ان اثيوبيا لن تتراجع عن مسارها الحالي وانها سوف تكمل ما بدأته غير عابئة بما قد يترتب عليه من تداعيات محتملة او عواقب كارثية اكيدة.
وأضاف مقلد أن اثيوبيا لا تنفرد وحدها بالقرار في هذا الملف الخطير ، وانما تحيط بها دائرة متعددة الاطراف من المحرضين والمتآمرين علينا والمتربصين بنا ممن يهدفون الي تكسيحنا وافشال مسيرتنا واستنزاف طاقاتنا وارغامنا علي تغيير طريقنا بتدمير شرايين حياتنا وحرماننا من حقنا في الحياة بمؤامرة خبيثة نسجوا خيوطها معا.
ووصف مقلد الوضع بأنه مؤامرة هي الأخطر في اهدافها البعيدة والاشد تهديدا لوجودنا في تاريخنا.
وتابع مقلد محذرا: “مؤامرة تحاول وضعنا امام معضلة حياتية رهيبة لا حل لها حاضرا او مستقبلا… ولولا انهم اصحاب القرار الحقيقيين في كل ما يجري من مراوغات ومماطلات ومناورات وخداع حول مشكلة هذا السد الملعون لما تجرأت اثيوبيا علي ان تتشبث بهذا المسلك العدائي الذي وصل حدا من الاستفزاز لا يمكن احتماله او تركها تمضي فيه حتي النهاية.”.
وقال مقلد إن اعتقاده الجازم هو ان كل المحاولات المبذولة حاليا لجعلها تقبل باتفاق قانوني ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سدها ، سوف تبوء بالفشل وتنتهي بنا من حيث بدأت بفعل عناد اثيوبيا ورفضها المستمر لكل الحلول السلمية المقترحة الي ان تضعنا امام الامر الواقع ولتكتمل وقتها حلقات المؤامرة التي شارك كل هؤلاء فيها سواء بالتخطيط او بالشحن والتحريض او بالتمويل او بالدعم السياسي والمعنوي.
وقال إنه لم يعد هناك من الوقت او الظروف ما يسمح باستمرار الرهان علي نوايا حكام اثيوبيا لانهم لن يتغيروا ، مهما احسننا الظن بهم..او مهما حاولنا ان نكون متفائلين.
وقال مقلد إننا لسنا بحاجة لان نعيد ونزيد ونكرر اننا نقف الآن امام خطر وجودي غير مسبوق سوف تمتد اخطاره ومضاعفاته الوخيمة علي شعبنا هنا في مصر حتي نهاية التاريخ.
واختتم قائلا: “ولاننا لا نعرف ما اذا كان هذا السد هو نهاية المطاف ام انه البداية لما سوف يأتي بعده وقد يكون اخطر منه . وعندما يكون شعبنا في مواجهة مثل هذا التحدي القاتل من عدو غاشم ينكر عليه حقه في الحياة بكل هذا الصلف والغرور والعناد والتجبر ، فان الرد عليه لا يكون الا باللغة التي يفهمها وبالسرعة التي تحول دون وقوع الكارثة التي يخطط لها لتكون من نصيبنا وحدنا…. ووقتها قد ننجح في انقاذ ما يمكننا إنقاذه”.
في ذات السياق أكد محمد فاضل أن التفريط في نقطة واحدة من حصة مصر وشعبها في مياه النيل استسلام وخيانة، مشيرا إلى أن الوطن ييدفع ثمن خطايا مفاوض مصري متقاعس ومتباطئ وعاجز بدءاً من إعلان المبادئ غير الملزم مرورا بمفاوضات عبثية استمرت بعده طوال ست سنوات كاملة رغم ان حدها الاقصي وفقا لاعلان المباديء كان عام ونصف فقط.