مصير الغوطة الشرقية لدمشق بات على المحك
تشهد الغوطة الشرقية مخاضا عسيرا، تمثل بالاقتتال الداخلي بين الفصاىل وتزايد الاحتقان الشعبي ضد جبهة النصرة، كل المؤشرات تذهب إلى أن مصير الغوطة الشرقية آخر معاقل الفصائل المسلحة في ريف دمشق بات على المحك.
و تشهد الغوطة صراعا منذ إبريل/نيسان الماضي بين “هيئة تحرير الشام” “جبهة النصرة” سابقا و”حركة أحرار الشام الإسلامية” من جهة و”فيلق الرحمن” و”جيش الإسلام” من جهة أخرى، وتتركز الاشتباكات بين الجانبين في بلدات كفربطنا وعربين ومديرا في الغوطة الشرقية.
وشكل سكان الغوطة ضغطا على جبهة النصرة التي باتت في موقف حرج للغاية اذ خرجت تظاهرة في مدينة دوما بالغوطة الشرقية لدمشق طالبت بخروج “جبهة النصرة” من الغوطة.
و فرق مسلحون تابعون لـ”هيئة تحرير الشام” (النصرة سابقا) تظاهرة لأهالي منطقة عربين في غوطة دمشق الشرقية شارك فيها أكثر من 1500 شخص، تطالب بخروج مسلحي الهيئة من الغوطة وهو ما تكرر خلال الأيام الماضية، وقال النشطاء إن مسلحي الهيئة أطلقوا النار على المتظاهرين ما أوقع عددا من الإصابات بين صفوفهم.
وقالت مصدر من الغوطة الشرقية لـ”رأي اليوم” أن جيش الإسلام القوة الاكبر في الغوطة يستعجل القضاء على “جبهة النصرة” خلال فترة هدنة وقف التصعيد مع الجيش السوري تمهيدا لدخوله منفردا في اتفاق حول مصير المنطقة.
الاقتتال المزمن بين جيش الإسلام والنصرة في الغوطة يمكن اعتباره كذلك انعكاسا للخلاف بين السعودية وقطر حيث تدعم طل دول طرفا في النزاع.
ويبدو أن الجيش السوري يسابق الزمن في أطراف الغوطة مستغلا حالة الاقتتال بين فصائلها اذ يتقدم بشكل مستمر وفق تكتيك القضم إلى مواقع لـ”النصرة” بحي جوبر ومنطقة عين ترما غير المشمولتين باتفاق خفض التصعيد، واستعاد سيطرته، بعد تمهيد صاروخي وجوي مكثف، على القطاع الأوسط والأبنية المرتفعة في عين ترما وعدة كتل موازية لطريق زملكا- جوبر، إضافة إلى عدد من الكتل على محور دوار المناشر وجحا في عمق حي جوبر.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية