فن و ثقافة

معركة حامية الوطيس في اتحاد الكتاب العرب في سورية : مشروع لإعادة المفصولين وتقديم ورقة عمل للحوار الوطني.

خاص

بعد الاجتماع الذي عقد بين السيد محمود الحاج أحمد ممثل حكومة الإنقاذ والكتاب العرب قبل نحو أسبوع انعقد في اتحاد الكتاب العرب يوم الاثنين الماضي  24/12/2024 اجتماع موسع حضره عشرات الكتاب، وغصت بهم قاعة الاجتماعات في حماسة لافتة إلى هذه الخطوة.

وجرى البحث في التصورات التي يمكن أن يقدمها الكتاب في مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في سورية بعد سقوط نظام بشار الأسد، وما أن بدأ الحوار والإنصات إلى وجهات نظر الحضور، وهي مختلفة بطبيعة الحال، حتى تعالت الأصوات وسمعت عبارات استفزازية وتهديدية واتهامات للبعض بالتملق لأسماء الأسد والأجهزة، وهي اتهامات لم تألفها الحوارات السابقة، فساد هرج ومرج، ونهض كثير من المشاركين لمغادرة القاعة إلا أن الدكتور محمد الحوراني الذي كان يترأس الجلسة طلب منهم العودة، ونجح في إعادة الهدوء ، وطلب من الكاتبة التي أثارت الفوضى (إيمان بازرباشي) وهي من خارج الاتحاد وهيآته وسبق أن رفض الاتحاد طلب انتسابها إليه، أن تختصر رأيها من دون اتهامات .

وفي وجهات النظر الجدية الخالية من ردود الفعل، لم يلتفت أحد إلى الماضي بتفاصيله ومرارته ومآسيه بل تم البحث عن نقاط لقاء مضيئة تجمع الشعب السوري في المرحلة المقبلة لتقديمها خلال مؤتمر الحوار الوطني الذي يرجح أن يعقد في مطلع العام .

أشار الدكتور الحوراني إلى أن هناك 60 عضوا مفصولين من الاتحاد من بينهم رفعت الأسد عم الرئيس السابق بشار الأسد ، ويرجح أنه فصل لأسباب مالية (!!) ، كما طرح موضوع فصل (أدونيس) ولم يجري الحديث عنه لأن ذلك من اختصاص مؤتمر عام للاتحاد .

ورغم كل الأحداث والحرب التي مرت على السوريين ، لم يكن بين هؤلاء المفصولين سوى اثنين فصلا لأسباب سياسية ، الأول لتطاوله على اسم الرئيس والثاني تطاول على رئيس الاتحاد، ولم يذكر أي اسم لهذين المفصولين سياسيا .

شكلت المداخلات التي قدمها الكتاب طيفا واسعا من الآراء تلتقي عند نقطة واحدة هي بناء سورية ديمقراطية تعددية وباستقلالية كاملة للكاتب والمثقف، إلى أن الطروحات خلقت ردود فعل حول عبارة (العلمانية) ، وهي نقطة يجري الحوار حولها في مختلف أطياف الشعب السوري عبر وسائل التواصل، ويروج إلى أنها تتجه بالمجتمع السوري إلى الانحلال والشذوذ وتفكيك الأسرة، وقد برزت وجهات نظر إسلامية ، أو على الأٌقل ، تحمل رؤى تاريخية تريد أو تسعى إلى عدم إثارة الخوف من االتوجه الاسلامي للثورة وإعطائه بعدا حضاريا عبر التاريخ، ومثل هذا التوجه الدكتور عبد الله الزعبي وهو معتقل سابق عرف عن نفسه بأنه خريج (فرع الخطيب في درعا) ، ونبه إلى أن رياح التغيير لم تصل إلى الكتاب والمثقفين وأن خطابهم لم يتغير، وقال : نحن أولاد الثورة ، وأشاد بالدكتور محمد الحوراني الذي كان يتدخل لحماية الكتاب عندما يخضعون للمساءلة الأمنية ، وهي نقطة شرحها الدكتور الحوراني في حالات ونماذج كثيرة تدخل بقوة وأنقذ أصحابها من سطوة الأجهزة الأمنية من خلال موقعه كرئيس اتحاد.

كان هناك طالبة مسرح أعلنت عن نفسها بأنها فنانة اسمها حنين خالد ، فحكت قصة معاناتها مع البيروقراطية في المشافي حيث تعالج أمها، ثم ختمت بعبارة استفزت الجميع وطالت الهوية الإسلامية في الصيغة التي تشكل منها ظاهرة الإسلاموفوبيا.

ولأن الطالبة /المذكورة لم تنجح في تقديم العبارة المناسبة عن رأيها استفز عدد من الحضور في القاعة ، وتعالت الأصوت وصاح البعض نحن لم نأت لنتشفى من بعض ، لانريد تخوين أحد ولا توجيه اتهامات وأوقفت الفنانة /الطالبة عن الحديث..

الدكتور عمار النهار قدم مداخلة  بعد أن هدأت القاعة، مؤكدا أن الحضارة الإسلامية سادت عبر عشرة قرون ، وقال إن العرب حزنوا على هزيمة المسلمين بعد معركة بلاط الشهداء ، في إشارة منه إلى حضارية الاسلام عندما فتح أوروبا.

ولم يوّفق الدكتور النهار في متابعة وجهة نظره عندما اتهم وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب بنشر كتب من أسماهن (بالعاهرات) موضحا أن كلمة إسلامية كانت تحذف من المنشورات ، وقال أيضا إن المسرح مدان لأنه لم يقدم مسرحا إسلاميا .

أدت وجهة نظر الدكتور عمار النهار إلى صخب في القاعة، فانسحب مدير التأليف والنشر في الهيئة العامة للكتاب الدكتور عدنان السيد ، وتعالت أصوات المسرحيين تحتج على الدكتور النهار، وجاءت الإحتجاجات من المسرحي داود أبو شقرا ومن المخرج التلفزيوني علي العقباني ثم قدم الدكتور نزار بريك هنيدي تعقيبا فحواه أن الدكتور النهار يجهل المسرح وتاريخ الحركة المسرحية السورية .

أدت هذه الموجة من الصخب والضجيج إلى السعي لهدوء نسبي ، ودعا الدكتور علي دياب إلى إفساح المجال للفكرة الأساسية من الاجتماع وتأجيل هذه النقاشات إلى ندوات ثقافية.

وبالفعل بدأ النقاش حول خطة الدكتور محمد الحوراني وأوراق عمل أخرى قدمها الدكتور نزار بريك هنيدي والشاعر أوس محمد والكاتب عدنان الرفاعي وآخرون ..

يتبع (وجهة نظر الكتاب الموحدة) 

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى