مع اعتذار رئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب عن التشكيل المشهد اللبناني يزداد قتامة وارتفاع الدولار امام الليرة اول التداعيات المباشرة
بعد اعتذار رئيس الحكومة اللبنانية المكلف مصطفى اديب عن تشكيل الحكومة بسبب العقد والعراقيل التي طرات على مسار التاليف ازداد المشهد اللبناني قتامة هواجس اول ضحايا هذا الاعتذار الليرة اللبنانية التي فقدت المزيد من قيمتها امام الدولار فور اعلان اديب الاعتذار، وتوالت ردود الفعل في بيروت بعد اعتذار الرئيس المكلف مع عودة البلاد الى المربع الاول وبروز هواجس من فقدان لبنان الفرصة الاخيرة المتمثلة بالمبادرة الفرنسية التي باتت مهددة الآن.
اولى ردود الفعل صدرت عن رئيس الحكومة السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري الذي اصدر بيان قال فيه “مرة جديدة، يقدم اهل السياسة في لبنان لاصدقائنا في العالم نموذجاً صارخاً عن الفشل في ادارة الشأن العام ومقاربة المصلحة الوطنية”.
وأضاف”اللبنانيون يضعون اعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب عن مواصلة تشكيل الحكومة اليوم، في خانة المعرقلين الذي لم تعد هناك حاجة لتسميتهم، وقد كشفوا عن أنفسهم في الداخل والخارج ولكل من هب من الاشقاء والاصدقاء لنجدة لبنان بعد الكارثة التي حلت ببيروت”. وقال الحريري في بيانه “نقول الى اولئك الذين يصفقون اليوم لسقوط مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، انكم ستعضون اصابعكم ندماً لخسارة صديق من انبل الاصدقاء ولهدر فرصة استثنائية سيكون من الصعب ان تتكرر لوقف الانهيار الاقتصادي ووضع البلاد على سكة الاصلاح المطلوب”.
واضاف البيان أن “مبادرة ماكرون لم تسقط، لان الذي سقط هو النهج الذي يقود لبنان واللبنانيين الى الخراب، ولن تنفع بعد ذلك اساليب تقاذف الاتهامات ورمي المسؤولية على الآخرين ووضع مكون رئيسي لبناني في مواجهة كل المكونات الاخرىل .قد كان لنا شرف التنازل من اجل لبنان وفتح ثغرة في الجدار المسدود، لمنع السقوط في المجهول والاستثمار المسؤول في المبادرة الفرنسية ، غير ان الاصرار على ابقاء لبنان رهينة اجندات خارجية بات امراً يفوق طاقتنا على تدوير الزوايا وتقديم التضحيات”.
واشارت وسائل اعلام محلية لبنانية انّ “بيانًا فرنسيًا سيصدر اليوم بعد إعتذار الرئيس المُكلف مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة”.
واوضحت نقلا عن مصادر فرنسية إلى انّه “على رغم ما جرى وإعتذار الرئيس اديب، فإن فرنسا مُلتزمة بمبادرتها لانها غير مرتبطة بشخص بل هي التزام تجاه دولة وشعب وتجاه العالم بانقاذ لبنان واطلاق ورشة الاصلاحات”.
واصدر نادي رؤساء الحكومات السابقين وهو تجمع ظهر حديثا على الساحة اللبنانية يضم الثلاثي “السنيورة وسلام وميقاتي” بيانا اعتبر فيه إنّه من المؤسف أن يصار إلى الالتفاف على هذه الفرصة التي اتيحت للبنان ومن ثم الى إجهاض جميع تلك الجهود، سيما وأنه قد أصبح واضحاً أنّ الأطراف المسيطرة على السلطة لا تزال في حالة إنكار شديد ورفض لإدراك حجم المخاطر الرهيبة التي أصبح يتعرض لها لبنان. وبالتالي هي امتنعت عن تسهيل مهمة، ومساعي الرئيس المكلف مما أدى إلى إفشاله حسب البيان .
وقال البيان إنّ رؤساء الحكومة السابقين الذين اقترحوا تسمية الدكتور مصطفى أديب، لما يتمتع به من كفاءة ومناقبية وطنية، وبعد أن تبنت معظم الكتل النيابية تكليفه، وبعد أن التزم الدكتور أديب بتلك القواعد لتأليف الحكومة، فإننا نؤكد وقوفنا إلى جانبه في اعتذاره عن الاستمرار في مهمته التي جرى الإطاحة بها.
وكذلك اصدر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري بيانا قال فيه: لا أحد متمسك بالمبادرة الفرنسية بقدر تمسكنا بها ولكن هناك من أغرقها فيما يخالف كل الأصول المتبعة. المبادرة الفرنسية روحها وجوهرها الإصلاحات، والحكومة هي الآلة التي عليها أن تنفذ هذه الإصلاحات بعد إقرارها. واضاف البيان : أعتقد أن كل الكتل مع هذه الإصلاحات والمجلس النيابي أكثر المتحفزين لإقرار ما يجب، ونحن على موقفنا بالتمسك بالمبادرة الفرنسية وفقاً لمضمونها.
من ناحيته علق رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب على اعتذار اديب بالقول للأسف جاء الاعتذار اليوم ليعيد الأمور إلى الوراء وليزيد الصعوبات على لبنان واللبنانيين.
وناشد دياب الرئيس الفرنسي الاستمرار بالوقوف إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الصعبة، ومواصلة مساعيه ومبادرته لمساعدة لبنان. وطالب دياب أن تتوقف القوى السياسية عن الممارسات والتجاذبات التي تهدد ما بقي من مقومات صمود الوطن والاسراع بإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية بتشكيل حكومة قادرة على التعامل مع المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان”.
واعتبر رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ان المبادرة الفرنسية فرصة ذهبية قد لا نحصل على مثلها بالمستقبل، ومن الضرورة إنعاشها برئيس وفاقي بالبلد لأن أي رئيس طرف لن يسير بلبنان إلى الأفضل”. مشيراً أنه “علينا الإسراع بتكليف رئيس يشكل حكومة وفاق وطني تنقذ لبنان من ما هو فيه”.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية